يواصل مربّو وملاّك الخيول بشركة سباق الخيل والرهان المشترك إضرابهم المفتوح عن الطعام والعمل الذي شرعوا فيه يوم 14 سبتمبر الجاري، وهو الإضراب الذي يشارك فيه كلّ عمال الشركة عبر كلّ ميادين السباق على المستوى الوطني، للمطالبة برحيل المدير العام الذي عيّن على رأسها في 2012 بعد أن كان مديرا للإدارة، والذي يتّهمه العمال بسوء تسيير الأموال والتعسّف في استعمال السلطة منذ تولّيه منصبه كمدير عامّ، ويطالبون بمستحقّاتهم المالية التي لم تدفع لهم -حسبهم- منذ أفريل 2014 ووضع حدّ للتوظيف العشوائي وتبذير المال العام والفساد الذي أدّى بالشركة إلى حافّة الإفلاس. وقد هدّد العمال بإخراج الخيول إلى الشارع وقطع الطريق الرئيسي في حال عدم الاستجابة لانشغالاتهم، علما بأن حكم الشرع في الرهان الممارس على سباقات الخيول معروف وهو تحريمها. قام رؤساء جمعيات ملاّك ومربّي الخيول بمراسلة رئيس الجمهورية والوزير الأوّل، وكذا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية (لوضع حدّ للممارسات التي يحرص عليها المدير العام واستمراره في العبث بأموال الشركة)، على حدّ تعبيرهم، كما طالبوا في رسالتهم بالتدخّل (لإنقاذ الخيول من الزوال والسلالة الأصيلة للحصان في الجزائر بعد الأزمة التي تعرفها شركة سباق الخيل، لكن الأمر بقي على حاله رغم نداءات العمال والمربّين ولم يتمّ الردّ إلى حدّ الآن على رسائلهم من قِبل المسؤولين متجاهلين وضعيتهم). وقال الأمين العام للتنسيقية الوطنية لنقابة الشركة السيّد جمال أودفال في تصريح ل (أخبار اليوم) إن (المدير الحالي لا يتمتّع بأدنى حسّ للمسؤولية اتجاه العمال والخيل)، مضيفا أن (المشاكل التي تتخبّط فيها الشركة تنامت وتعدّدت بسببه ويحمّله كافّة المسؤولية عن سوء التسيير الإداري والمالي من دون حسيب ولا رقيب وتجلّى ذلك في تحويل المعاملات المالية، والتي أصبحت نقدا، الأمر الذي يفتح باب الاختلاس على مصراعيه وتوظيف عمال دون حاجة الشركة إليهم وهي في عزّ الأزمة المالية). تصريحات العمال الذين كانوا في حالة هستيرية من الغضب تدين بشدّة المدير العام، وبدا ذلك من خلال الاجتماع الذي عقد يوم السبت 27 سبتمبر بحضور النقابيين والعمال في ميدان السباق الخرّوبة، في العاصمة، والذي كان المدير متواجدا فيه لمحاولة تصليح الأوضاع بعد أن وصل الأمر إلى رئاسة الجمهورية، حيث طلب من العمال وقف الإضراب مقابل تسوية الوضع المالي إلاّ أنهم رفضوا ذلك وطردوه من الاجتماع، مطالبين إيّاه بالرحيل نهائيا عن الشركة، وهو الطلب الذي لن يتنازلوا عنه، على حدّ قولهم. وقد هدّد العمال في حال لم تستجب السلطات المعنية لمطالبهم بالاستمرار في الإضراب وإخراج الخيول إلى الشارع وقطع الطريق الرئيسي. ولمعرفة رأي مدير الشركة وردّه على اتّهامات العمال حاولنا الاتّصال به ومحادثته في مكتبه أو على الهاتف، دون جدوى. للإشارة، تأسّست شركة سباق الخيل سنة 1987 وهي تابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والذي أصبح مقرّها الخاص في الخرّوبة سنة 2009 شرعت في إنجاز ميدان الخيل زمّوري ببومرداس سنة 1990، ليتمّ لاحقا إنشاء ميادين أخرى تابعة لها بكلّ من: العلمة، المسيلة، تيارت، الأغواط، الجلفة، وهران وبريكة، كما حازت على اعترافات دولية بعد انضمامها إلى الاتحاد العالمي للحصان العربي الأصيل وعضو في سباقات البحر المتوسّط ومنخرطة في جمعية الحصان الخبب بفرنسا وهي حاليا تعاني من مشاكل مالية وصلت بها إلى حافّة الإفلاس، ليطلب عمالها من المسؤولين حلّ هذه الأزمة وعودة الشركة إلى نشاطها لإنقاد الخيول من الزوال والحفاظ على المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه عمال الشركة وعائلاتهم.