امتلأت اغلب المقاطعات الشعبية في هذه الآونة بموالين زاروا العاصمة من مختلف المناطق قصد بيع مواشيهم ولم يعد يحتاج المواطن العاصمي التنقل إليهم بل هم من اختاروا الوفود إليه في هذه السنة على غير العادة وعرفوا اقبالا عليهم من طرف العاصميين لاسيما مع الانخفاض الذي طبع أسعار المواشي في هذا الأسبوع على خلاف اللهيب الذي كان ينتشر ببعض النقاط بالعاصمة والذي اجبر الكل على التفكير في هجرها والتوجه إلى مناطق أخرى من اجل اقتناء الأضحية إلا أن قدوم هؤلاء الموالين إلى بعض الأحياء الشعبية جعل الكل يفضل اقتناء الكبش من أمام بيته. رأى الكل في ذلك الحل الذي يغنيهم عن التنقل والتعب بحثا عن أضحية العيد ناهيك عن المصاريف التي تثقل كاهلهم في جلب الأضحية وكراء الشاحنات لأجل نقلها إلى الحي، ما أدى بهم إلى الإقبال على هؤلاء الموالين وهم يضعون مواشيهم وسط الأحياء التي امتلأت بالكباش من مختلف الأحجام منها الكبيرة والصغيرة مما أدى إلى تلبية رغبات المواطنين الباحثين على شتى الأنواع، وقد تجاوبوا مع الأسعار التي عرضت بها تلك الكباش والتي انخفضت إلى حدود 28 ألف دينار جزائري لترتفع إلى 52 ألف دينار جزائري فكل حسب قدرته المادية. ورأوا في الصغيرة منها أنها قطعان ممتلئة ويليق نحرها بمناسبة العيد كما أنهم تفاجئوا لتلك الأسعار المغايرة كثيرا عما يُتداول ببعض النقاط التي اختار أصحابُها الجشع والمضاربة في الأسعار بدليل وصول سعر الكبش الواحد إلى 70 ألف دينار جزائري، وهو الشيء الذي جعلهم يصرفون النظر فيما سبق عن النحر، إلا أن الأسعار المتداولة لدى الموالين جعلتهم يعيدون النظر في أداء الأضحية والتقرب إلى الله عز وجل. وفي جولة لنا عبر بعض الأحياء العاصمية قابلنا منظرُ هؤلاء الموالين الذين زاروا العاصمة من مختلف الولايات مثنى وثلاث بغرض ترويج مواشيهم على غرار ولاية الجلفة والمدية وتيارت... وأُحضرت تلك القطعان على مستوى الأحياء بقوة وبأعداد هائلة منها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم وكأن هؤلاء الموالين أرادوا تلبية جل الرغبات، وما ميز نقاط بيعهم هي الأسعار المعقولة التي تجاوب معها المواطنون مما جعلهم يتوافدون عليهم الواحد تلو الآخر بغرض اقتناء الأضحية من هناك. ويقول أحد المواطنين انه وجد في تلك الكباش ضالته في اقتناء الأضحية خاصة مع تلاؤم أسعارها وكذا نوعيتها الجيدة عل خلاف ما انتشر في نقاط أخرى من أسعار مرتفعة في ظل النهب الذي يتميز به بعض الانتهازيين الذين رفعوا شعار المضاربة وإرهاق جيوب المواطنين واغتنام المواسم الدينية لامتصاص دمائهم، وقال انه اقتنى كبشا من أمام بيته بالمدنية بسعر 28000 دج ووجد انه ملائم للنحر كونه متوسط الحجم فهو ليس بكبير وليس بصغير، ومن ثمة ضرب عصفورين بحجر واحد فمن جهة ابعد عن نفسه تعب التنقل إلى أماكن بعيدة ومن جهة اقتصد مصاريف نقل الكبش إلى غاية بيته.