اختلفت صورة شوارع العاصمة هذه السنة ومشهد السوق الكبير الذي كان يصنعه الموالون بكباشهم شهرا قبل عيد الأضحى غاب تماما إلى حد كتابة هذه الأسطر، وتكون التعليمة التي أصدرتها مصالح الولاية وأرسلت إلى مصالح بلديات العاصمة، الداعية إلى ضرورة تحديد نقطة واحدة لبيع الكباش على مستوى كل بلدية السبب في إعفاء العاصمة من فوضى سوق المواشي، وتخليصها من النفايات والروائح الكريهة التي تعبق أجواء العاصمة كل سنة. البلديات تفرض مواقع مخصصة للبيع تعليمة ولاية الجزائر بمنع البيع العشوائي للمواشي تلقي بثمارها تمكنت سلطات ولاية الجزائرالعاصمة بالتنسيق مع البلديات، من التحكم في زمام الأمورهذه السنة، عن طريق إجبار الموالين على بيع ماشيتهم في الأماكن المحددة على مستوى البلديات المعنية دون غيرها من الأماكن، وهذا ما سجلته '' الحوار'' أثناء جولة استطلاعية قادتنا الى بعض البلديات المعنية بقرار البيع كالرغاية '' حي الكروش''.. وبالقرب من الطريق الوطني رقم 51 بمحاذاة مذبحة بئر توتة و ببلدية سحاولة، الحميز، بينام ، بومعطي بالحراش ، زرالدة. وأيضا بالبلديات الممنوع على مستواها البيع العشوائي للأضاحي كالمقاطعة الإدارية لسيدي أمحمد وباب الوادي وحسين داي، و بكل من بلديات الجزائر الوسطى، الأبيار، الحمامات ، بلوزداد، حيدرة، بن عكنون، المرادية والمحمدية، نظرا لانعدام أماكن يمكن تخصيصها لبيع الكباش، كما تم تعليق تعليمة بالبلديات المعنية بضرورة الانتقال إلى البلديات المجاورة أل 45 التي تم الترخيص فيها لبيع المواشي. ...وموالون يتحايلون على التعليمة بكراء مستودعات لتسويق ماشيتهم اضطر العديد من الموالين وبائعي المواشي بعد صدور قرار ولاية الجزائر، الرامي بمنع بيع أضحية العيد والعلف خارج الأماكن المحددة والمرخص بها إلى كراء مستودعات بالبلديات ذات الكثافة السكانية العالية و التي تحتوي مساكنها على '' كارجات '' أي مستودعات كبراقي، الرغاية، الرويبة، لا قلاسيار بباش جراح لتسويق ما جلبوه من رؤوس من بعض الولايات المشهورة بماشيتها كولاية الجلفة، المسيلة، المدية ، بوسعادة ، حيث سجلت ماشيتها حضورا قويا هذا العام على غرار السنة الفارطة وما قبلها نظرا للإقبال الكبير من قبل المواطنين القاطنين بمختلف بلديات ولاية الجزائر، حيث يسارع بعضهم الى التباهي واقتناء الأضاحي، لاسيما ذات القرنين الكبيرين للتفاخر وسط الجيران والأهل ، بالرغم من ارتفاع تسعيرتها والتي تصل الى 5 ملايين، في حين يتراوح سعر الخرفان بمختلف أحجامها مابين 15 ألف إلى 35 ألف دينار، مرجعين سبب ارتفاع التسعيرة الى مستحقات الكراء والتكاليف '' النقل ، المصاريف، وارتفاع سعر الأعلاف وعوامل أخرى حجج كل سنة. على صعيد أخر وحسبما سجلته '' الحوار'' ، أن البعض القليل من الموالين والبائعين لم يحترموا قرار الولاية، حيث احتلوا بعض المساحات العمومية ببعض البلديات كبلديتي ''حسين داي'' و ''الحراش'' التي بدأت تنتشر فيها أسواق الماشية العشوائية كما كان عليه الحال خلال السنة الفارطة والتي سبقتها، بعد أقل من 15 يوما عن قدوم عيد الأضحى المبارك. باب الواد وسيدي امحمد تتخلص من الفوضى غير أنه ليس بالشكل الفظيع بل أقل حدة من ذلك، فيكفي أن حالتي الفوضى والضجيج اللتان كانت السنة الفارطة تطبعان شوارع بلديات الولاية، لم تعد مثلما كانت عليه، وهذا ما نال إعجاب بعض المواطنين الذين التقيناهم، حيث أعربوا لنا عن استحسانهم لتفهم واحترام الموالين والبائعين لتعليمة الولاية بعدم عرض ماشيتهم على مستوى نقاط بيع غير مسموح بها ذلك، تجنبا للفوضى ولانعدام النظافة ، وتفاديا للكثيرمن المضايقات والمشاكل التي قد تحدث وبالأخص في المناطق الشعبية كباب الواد، الجزائر الوسطى، سيدي امحمد ..الخ، حيث ونظرا للفوضى العارمة ولاستقطاب الأسواق العشوائية للشاري والمتفرج ..يحدث ما لا يحمد عقباه من اعتداءات ، عنف، سرقة ...الخ، حسب ما أخبرنا به أحد الشباب الذي كان شاهد عيان على احد الجرائم التي وقعت على مستوى منطقة بومعطي بالحراش السنة الفارطة. ويبقى أمام المواطنين هذه السنة حرية الاختيارفي الشراء بالسعر الذي يناسبه والتنقل إلى نقاط البيع المسموح به قبل أقل من 15 يوما عن عيد الأضحى. صعوبة كبيرة في الحصول على كبش العيد البيع الفوضوي للماشية يقل حدة بكل من باش جراح والحراش تفتقد عديد البلديات بقلب العاصمة هذه السنة إلى واحدة من أهم الميزات التي اقترنت منذ سنوات باقتراب عيد الأضحى المبارك، وصارت تلك الميزة تلفت انتباه جميع العاصميين، خاصة وأن جل المواطنين اعتادوا على تنقل الموالين الذين يحضرون ماشيتهم إلى داخل الأحياء والتجمعات السكنية لعرضها على الراغبين في اقتناء أضحية العيد، حيث يتخذ هؤلاء الباعة من بعض النقاط مواقع خاصة بهم لبيع أضحياتهم، وقد لمسنا ذلك بعدد من الأحياء الأكثر شعبية بالعاصمة كبلدية باش جراح، بمختلف أحيائها خاصة حي ''الجبل'' وحي ''النخيل''، فضلا عن بلديتي الحراش والقبة وغيرها من البلديات المجاورة التي زرناها. ...واستياء كبير وسط المواطنين أعرب المواطنون الذين التقتهم ''الحوار'' عن امتعاضهم الشديد للقرار الولائي القاضي بمنع بيع الأضحية بالمواقع العشوائية، التي اعتاد المواطنون على قصدها من أجل شراء أضحية العيد دون التنقل إلى المناطق الداخلية حيث يكثر انتشار المواشي، خاصة بعدما كان جل المواطنون يفضلون شراء الأضحية قبل يوم واحد من العيد نظرا لتواجد عدد كبير من الموالين الذين يقبعون بتلك النقاط إلى الساعات الأخيرة من ليلة العيد. كما أكد بعض المواطنين أن منع بيع الأضحية على مستوى النقاط التي اعتادوا عليها حال دون رغبتهم واقتناء خرفان العيد بأسعار معقولة، فالقرار زاد من معاناتهم، إضافة إلى أنهم باتوا يحتارون إلى أين يلجؤون ليجدوا أضاحي العيد، في ظل غياب مخطط شامل لتوزع نقاط البيع الشرعية. خاصة بعدما أجر الموالون بعض المستودعات وحولوها إلى أماكن خاصة ببيع الكباش وذلك بتراخيص من طرف أصحاب الفيلات. بعضهم يجدون صعوبة في اقتناء الأضحية مواطنون يقصدون ولايات شرق الوطن على الرغم من احترام الموالين للقرار الولائي، إلا أن هذا الأخير أثار ضجة كبيرة وسطهم، حيث أنهم لم يستوعبوا الفكرة بسبب المخلفات التي عادت عليهم سلبا وحسب أحد المواطنين فقد أكد أن منع بيع الأضحية بالبلديات دفعهم للاتجاه نحو ولايات شرق الوطن للحصول على الأضحية المناسبة، مؤكدين أن هذا الأمر بالصعب جدا، خاصة وأن التقلبات المناخية حالت دون تحقيق انشغالاتهم. كما أعرب بعض الشباب عن استيائه الكبير لاندثار ظاهرة البيع العشوائي والتي غلبت على العديد من بلديات العاصمة، خاصة وأن بعضهم كان يشتري الأضحية قبل شهرين تقريبا للتباهي بها من جهة وإدخالها حلبة المعارك من جهة أخرى، إلا أن عدم انتشار بيع الكباش كالسنوات الماضية وسط البلديات حال دون تحقيق العديد من سكان العاصمة لأهدافهم بسبب تفاوت أسعارها لدى الموالين الذين تحكموا في بورصة الكباش. رغم السلبيات الناتجة عن القرار الولائي أغلب البلديات تلتزم بتطبيق تعليمة منع البيع العشوائي أكد عدد من المواطنين ممن تحدثنا إليهم، أنه على الرغم من وجود بعض السلبيات في القرار الولائي الصادر من طرف والي العاصمة، والمتسبب في حرمان بعض العائلات من اختيار أضحياتها دون الاضطرار إلى التنقل خارج أحيائهم السكنية، إلا أن هذا الأخير ساهم في نظافة مختلف الأحياء المتواجدة على مستوى البلديات التي كان يتخذها الموالون لبيع كباشهم، كما استحسن هؤلاء المواطنين قرار الولاية كونه حقق الأهداف التي المرجوة منذ سنوات، خاصة مع تحول بعض الأحياء التي يكثر فيها البيع والشراء إلى مواقع لتراكم النفايات ومصدر لانتشار الأمراض بسبب الروائح القوية التي لا يتحملها الأشخاص المرضى. في تعليمة للوالي المنتدب للدار البيضاء ''8 ماي ''45 نقطة بيع الكباش وعقوبات ضد الموالين المخالفين بلدية باب الزوار واحدة من بين أكبر بلديات العاصمة التي تتحول كل سنة وعلى مدار أكثر من عقدين إلى سوق كبيرة مفتوحة على مصراعيها لبيع المواشي، أين يأتيها الموالون من كل مناطق التراب الوطني على غرار ولايات المسيلة وسوق اهراس والجلفة وكذا يقصدها المتسوقون من كل أنحاء بلديات العاصمة، لكن هذه السنة يبدو أنها قد فلتت من قبضة الموالين ويتوقع أن لا تتحول إلى سوق للمواشي إذا ما أحكمت مصالح البلدية قبضتها الحديدية والتزم بجدية في تطبيق تعليمة الوالي المنتدب على أرض الواقع . ويكشف القائمون على مصلحة الوقاية والنظافة لبلدية باب الزوار ل '' الحوار'' عن تعليمة بلغتهم هذه الأيام من الوالي المنتدب بتخصيص مساحة على مستوى حي'' 8 ماي 45 '' ب''السوريكال'' كنقطة بيع للكباش. وتؤكد ذات التعليمة، مثلما أفيد، بأنه '' مخالفة أحكام هذا القرار تعرض صاحبها للعقوبات المنصوص عليها قانونا '' طبقا لمواده 83/ 03 المتعلقة بحماية البيئة و 05/ 88 المتعلقة بحماية ترقية الصحة 90/03 التي تعني أبأملاك الدولة ''، وعليه كما ورد في نفس التعليمة وحفاظا على نظافة المحيط وصحة المواطنين '' فإنه يمنع منعا باتا بيع المواشي في أماكن أخرى على حواف الطرقات السريعة و الطريق الوطني ''. السكان يزكون التعليمة ويؤكدون .. البلدية ملزمة بتطبيقها للقضاء على الفوضى التي يصنعها الموالون سلمت أحياء بلدية باب الزوار هذه السنة من مواشي الموالين الذين ظلوا وعلى مدار أكثر من عقدين وما يقارب شهر قبل عيد الأضحى يحتلون مساحاتها الشاسعة دون إذن من مصالح البلدية ولا رخصة تسمح باستغلالها استغلالا منظما في بيع مواشيهم، الأمر الذي كان بالنسبة لبعض السكان إن لم نقل الأغلبية لا سيما منهم المطلون على تلك المساحات يشكل إزعاجا حقيقيا بسبب الفوضى العارمة التي تطبع الحي في تلك الفترة. هذه السنة ومع أنه لم يعد يتبقى على عيد الأضحى إلا أيام معدودات إلا أنه لا اثر للكباش في أحياء باب الزوار، ما استحسنه السكان وجعلهم يزكون تعليمة الوالي المنتدب ويؤكدون على مصالح البلدية الالتزام بتطبيقها على أرض الواقع. ويقول السيد مصطفى '' لقد ضقنا ذرعا من فوضى سوق المواشي التي تحل علينا كلما اقترب عيد الأضحى ولطالما ناشدنا السلطات المحلية في احتواء المشكل إلا أن الأمر كان يتكرر كلما اقترب عيد الأضحى أين يستغل الموالون حي الجرف مكانا لبيع ماشيتهم بشكل فوضوي وعشوائي ''. ليضيف '' الأمر يتعدى هذا لأنه حتى بعد عيد الأضحى تبقى آثار الموالين الذين يحولن حينا إلى مفرغة تشبه كثيرا مفرغة واد السمار وعلى هذا نحن نطالب من مصالح البلدية إذا كانت هناك تعليمة تعني تخصيص نقطة بيع واحد للمواشي الالتزام بتطبيقها وتجنيبنا ما نعيشه كل سنة''. ويبرز ساكن آخر أن تحويل حي الجرف لسوق مفتوح على مصراعيه لبيع المواشي بات معضلة حقيقة على اعتباره يشوه الحي و يحدث ازدحاما مريرا ومريبا في حركة مرور السيارات وحتى بالنسبة للراجلين يصعب عليهم التنقل داخل حيهم، لذلك نحن نناشد مصالح البلدية باتخاذ كل العقوبات ضد الموالين المخالفين للتعليمة. استطلاع: ر.ب/ن.س/م.ي