قبل أيّام قليلة من الآن، لعب نادي برشلونة الإسباني مباراة في كرة القدم بمدينة سبتة المغربية المحتلّة، حين واجه نادي المدينة المحتلّة لحساب كأس ملك إسبانيا· وقد تابع المباراة عشرات الملايين من المشاهدين داخل الأراضي الإسبانية وخارجها نظرا للشعبية الجارفة لنادي البارصا، يومها لم نشاهد علما مغربيا واحدا يرفرف في الملعب، لا قرب أرضية الميدان ولا حتى في المدرّجات على الرغم من أن الأمر يتعلّق بمدينة مغربية، وعلى الرغم من أننا اعتدنا مشاهدة أعلام مغربية في مباريات البارصا وريال مدريد وغيرهما· وبعد ساعات من نهاية المباراة اندلعت احتجاجات شعبية عنيفة في مدينة مليلية المغربية المحتلّة أيضا، قام بها مغاربة احتجاجا على سوء أوضاعهم في ظلّ عنصرية الاحتلال الإسباني· وقد قوبلت تلك الاحتجاجات بقمع شديد من طرف الشرطة الإسبانية التي لم تتردّد في ضرب المتظاهرين المغاربة، مع حرص الإعلام الإسباني على التعتيم على تلك الأحداث وقيام بعض وسائل الإعلام المغربية بعملية تنديد محتشمة بممارسات البوليس الإسباني في حقّ مواطنين مغاربة في مدينة تقبع تحت سلطة الاحتلال الإسباني· حدث ذلك كلّه ويحدث ما هو أبشع وأفظع من ذلك يوميا في سبتة ومليلية المحتلّتين منذ عدّة قرون دون أن نسمع للملك المغربي أمير المؤمنين محمد السادس صوت شجب أو تنديد أو حتى آهات أسف على حال المغاربة هناك، هذا دون أن نتحدّث عن حال معظم المغاربة في المدن المغربية الواقع تحت سلطة النّظام المغربي· ولا شكّ في أننا حين نسمع أمير المؤمنين يتحدّث عن رعايا وهميين يقول إنهم محتجزون في مدينة تيندوف الجزائرية زاعما أن جلالته لن يتخلّى عنهم، نشعر بمدى التيه السياسي الذي يعيشه نظام المخزن العاجز عن تأمين حياة كريمة لمغاربة المغرب وعن حماية مغاربة سبتة ومليلية من تجاوزات البوليس الإسباني، ومع ذلك يملك الشجاعة ليتحدّث عن حماية رعايا وهميين للمغرب في تيندوف·