خطر الشوايات والسلع الرديئة يتربص بالعائلات شهدت مستشفيات الجزائر العاصمة العديد من الحوادث المنزلية في اليوم الأول من عيد الأضحى، أين سجلت مصالح الاستعجالات الطبية أرقاما مرعبة عن حالات حوادث كثيرة وصل تعدادها إلى المئات حوّلت فرحة العائلات بالعيد إلى كارثة، حيث كانت مسببات الحادث أخطر، والتي تتعلق أساسا بالأخطاء التي تنجم عن عمليات السلخ والتي تؤدي عادة إلى جروح وإصابات تكون خطيرة خصوصا فيما يتعلق بالأشخاص المبتدئين والذين لا يملكون الخبرة الكافية في التعامل مع أضحية العيد من نحرها إلى سلخها وتقطيعها. حسيبة موزاوي كثير هم الأشخاص من يفضلون ذبح وتنقية أضاحيهم بمفردهم حتى ولو كانوا لا يملكون الخبرة الكافية للقيام بذلك، مما يعرضهم لأخطار كثيرة في مقدمتها الجروح والإصابات بالسكاكين والسواطير المستعملة بطريقة خاطئة، حيث أن الكثيرين يحرصون على اقتناء سكاكين جديدة تكون حادة جدا مما يجعل ذلك المبتدئ لا يحسن التحكم فيها وبالتالي يتعرض لإصابات متفاوتة الخطورة خصوصا إذا تعلق الأمر بسكاكين من الحجم الكبير. جروح بليغة تلامس العروق وفي هذا الإطار، تنقلت (أخبار اليوم) إلى مستشفى (الرويبة) أين أحصينا عشرات الحالات المتعلقة بجروح عميقة تحتاج إلى تقطيب بغرز على مستوى الأيدي والذراع، منها إصابات لامست العروق نتيجة الاستعمال السيء لسكاكين النحر، وعدم خبرة البعض في الاستعانة بها لسلخ الكباش، كما شهدت المصلحة ذاتها حالات إصابات غير متعمدة لأطفال عند لمس السكاكين، وآخرين تعرّضوا للجرح عند اقترابهم للسلخ، زيادة على ربات البيوت اللواتي تلقين جروحا وحروقا على مستوى الأيدي احتاجت تدخلا طبيا، ووصل بالبعض إلى الجراحة بعد نزيف للدماء واستحالة إيقافه إلا بغرز قطب في مكان الجرح، وهو ما جر بعض المضحين إلى عدم المجازفة والاستنجاد بجزارين ومتخصصين في عملية النحر. أسر تستعين بجزارين مختصين في الذبح ومن هذا المنطلق نزلنا إلى الشارع لمعرفة كيف أحيا الشعب الجزائري سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث أكد لنا بعض من تحدثنا إليهم أنهم استعانوا بجزارين متخصصين بمقابل مادي وصل حد2500 دينار للأضحية الواحدة، وهو مبلغ يصفه المضحون بأنه مرتفع نوعا ما، لكن لا مفر منه لتفادي تبعات التأخير كما قالوا، وهي الفرصة التي أدت بكثير من الشباب والعاطلين عن العمل إلى امتهان الذبح والسلخ وحتى التقطيع، بفعل الأموال المعتبرة التي يجنونها خلال يومين، مرتكزين على التجوال بين المنازل لمساعدة أرباب البيوت على إحياء هذه السنة الحميدة، والحصول على مكافأة نظير المجهود تصل بعد الانتهاء من العملية إلى 3000 دينار، في وقت وجد آخرون ضالتهم عند الجيران والمحسنين الذين تكفلوا بنحر أضاحيهم وسلخها، راسمين بذلك صورة جميلة للتضامن في مجتمعنا أيام الأعياد. الشوايات والسلع الرديئة خطر آخر يهدد العائلات ومن جهة أخرى وخلال جولتنا الاستطلاعية بشوارع العاصمة لفت انتباهنا السلع الرديئة والتي تغزو أسواقنا ويسرع الكثيرون لاقتنائها والتهافت عليها أمام زهد ثمنها مقارنة بذات النوعية الرفيعة، غير أن الكثيرين لا يدركون المخاطر التي قد تتسبب فيها، حيث تجد ناقلا للغاز صيني الصنع لا يتعدى ثمنه 100 دج بمجرد ما يتم تركيبه إلا وتعم رائحة الغاز كامل أرجاء المنزل حسب (أمينة) التي تحرص كل موسم عيد على تغيير نواقل وأنابيب الغاز، قائلة (أحرص على اقتناء الجيدة منها وأحرص على إيصالها بطريقة سليمة سيما أن عيد الأضحى يمتاز بدخول كامل الأفراد إلى المطبخ وبالتالي احتمال وقوع الحوادث يتضاعف، ومن جهتها (سليمة) تحدثنا عن إحدى جاراتها والتي تعرضت لحريق مهول في عيد الأضحى الماضي بعد أن تم اشتعال ولاعة في أنبوب الغاز الذي احترق ببطء وتسبب في انفجار قارورة الغاز التي ألهبت المكان وتسببت في حروق خطيرة لثلاثة أفراد من العائلة من بينهم الطفل الصغير الذي يعتقد أنه هو من قام بإشعال الولاعة في الأنبوب)، من جهتها تشكل الشوايات عنصرا آخر لحوادث العيد أمام توجه كامل العائلة بما فيهم الصغار إلى طهي الشواء وإشعال النار مما قد يسبب حرائق قد تكون خطيرة أمام لا مبالاة الكبار بتصرفات أطفالهم، فيما يبقى الشاليمو الذي يستعمل عادة لحرق البوزلوف سببا آخر في الحوادث المنزلية فكثيرا ما تسببت ألسنة اللهب المتصاعدة منه في حروق خطيرة على مستوى الوجه لمستعملها أو حتى لمن حوله، سيما إذا كانت الأداة لم تستعمل منذ مدة طويلة ما يتسبب في ترسبات تلتهب بمجرد وصول الغاز إليها. لذا يجب توخي الحيطة والحذر في استعمال السكاكين ومختلف أدوات النحر وإبعادها بقدر الإمكان عن الأطفال الصغار، كما أنه من الضروري تفادي السلع والأدوات مقلدة الصنع والتي تزيد من حتمية وقوع الحوادث التي قد تكون وخيمة في كثير من الأحيان وتحول مناسبة عيد الأضحى من فرح إلى حزن.