مخطّط مغربي ل إغراق الجزائر في المخدّرات و تزطيل شبابها! يواصل النّظام المغربي استجداء الجزائر لفتح الحدود، مرّة باسم الأخوة والتاريخ المشترك ومرّة باسم حقّ الجار على جاره ويتغافل في المقابل عن أطنان المخدّرات، خصوصا (الزطلة) التي يحاول بارونات الكيف المغربي إغراق بلادنا بها، في الوقت الذي يواصل فيه المهرّبون استنزاف خيرات الجزائر نحو المغرب، وبشكل خاص الوقود، وهو الأمر الذي يجعل الجزائر تتحفّظ كثيرا إزاء مطلب فتح الحدود. يبدو تحفّظ الجزائر على فتح الحدود مع جارتها الغربية تحفّظا منطقيا ومعقولا، بل وضوروريا في الوقت الحالي بالنّظر إلى حجم كمّيات (الزطلة) المجلوبة من المغرب نحو الجزائر وكمّيات الوقود المهرّبة من الجزائر نحو المغرب، وإذا كان هذا هو الحال في ظلّ غلق الحدود فإن المخاوف من تفاقم الوضع في حال فتحها يؤجّل (الحلم المغربي الجزائري) إلى إشعار آخر. إنهم ينهبون خيراتنا.. بينما يعيش شرق المملكة المغربية حالة ركود اقتصادي نتيجة استمرار غلق الحدود بين الجزائر والمغرب تتواصل عملية نهب خيرات بلادنا على الحدود، ويبدو الوقود المنتوج الأكثر طلبا من طرف المهرّبين، حيث ارتفعت كمّيات الوقود المحجوزة في إطار عمليات مكافحة تهريبه خارج الوطن عبر الشريط الحدودي الغربي بأزيد من 60 بالمائة، حسب ما أوضحته حصيلة نشاطات وحدات حرس الحدود بغرب البلاد. وذكر رئيس الدائرة الجهوية الثانية لحرس الحدود بوهران في ندوة صحفية لعرض ذات الحصيلة أنه تمّ منذ بداية السنة الجارية حجز أزيد من 621 ألف لتر من الوقود في محاولات تهريبه نحو المغرب، بينما سجّل خلال نفس الفترة من سنة 2013 حجز 397 ألف لتر. (وتشكّل التجهيزات الهندسية والانتشار المحكم للتشكيلات في الإقليم تحدّيا كبيرا أمام مهرّبي الوقود، الأمر الذي أدّى بمعظمهم إلى اللّجوء إلى الدواب في التهريب درءا للمخاطرة، حيث تمّ إلى حدّ الآن حجز 1.555 دابّة تحمل صفائح معبّأة بالوقود)، يضيف العقيد عبد الكريم رملي. يذكر أن نفس الحصيلة سجّلت حجز 137 مركبة مهرّبة جلّها من المغرب نحو الجزائر، إضافة الى النحاس والمواد الغذائية والألبسة والسجائر والمشروبات الكحولية وغيرها. ... إنهم يُزطّلون شبابنا! لا يستبعد متتبّعون وجود مخطّط مغربي ل (إغراق) الجزائر في المخدّرات و(تزطيل) شبابها، وإلاّ بماذا نفسّر الكمّيات الكبيرة جدّا للكيف المغربي المحجوز على الحدود الغربية، والذي ما كان ليصل إلى التراب الجزائري لولا (التساهل المغربي) حتى لا نقول شيئا آخر؟ وفي هذا السياق، تمكّنت مصالح الدرك الوطني منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية نهاية سبتمبر المنقضي بالجهة الغربية للوطن من حجز قرابة 71 طنّا من الكيف المعالج القادمة من المغرب، حسب ما أفاد به قائد الدائرة الجهوية الثانية لحرس الحدود بوهران، ويتعلّق الأمر بعمليات متفرّقة مكّنت من حجز كمّيات هائلة من هذه السموم التي حاول المهرّبون إدخالها إلى الإقليم الوطني عبر شريطه الحدودي الغربي، حسب ما أبرزه العقيد عبد الكريم رملي الذي أشار إلى أن حوالي 53 طنّا من الكيف المحجوز في هذه الحصيلة تمّ على مستوى الشريط الحدودي، بينما ضبطت الكمّية المتبقية في عمليات متفرّقة على مستوى الولايات الغربية ال 12 التي تدخل ضمن نطاق إقليم اختصاص القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني. زيادة في الكمّية المحجوزة بالمقارنة مع النتائج المحقّقة خلال نفس الفترة من 2013 في مجال مكافحة المخدّرات سجّلت حصيلة هذه السنة زيادة في الكمّية المحجوزة تفوق ال 7 أطنان، حسب نفس المسؤول الذي نشّط ندوة صحفية لعرض حصيلة نشاطات حرّاس الحدود للأشهر التسعة الأولى ل 2014. وقد أرجع نفس المسؤول ذلك إلى نجاح استراتيجية المكافحة التي تمّ تسطيرها من قِبل قيادة الدرك الوطني من خلال بسط تشكيل أمني يضمّ مختلف الوحدات الإقليمية والفصائل، وكذا حرّاس الحدود مدعّمة بطلعات جوية، وأضاف أن التجهيزات الهندسية المجسّدة على مستوى الشريط الحدودي، على غرار تشييد السواتر وحفر الخنادق (مكّنت هي الأخرى من تحقيق النتائج المذكورة، إضافة إلى إسهامها في توقيف المهرّبين وتفكيك الشبكات التي غالبا ما تنشط على محاور دولية وفق أساليب منظّمة). وقد أفضت هذه العمليات إلى توقيف أزيد من ألف مهرّب، من بينهم أجانب من جنسيات مختلفة منها مغربية، يضيف العقيد رملي الذي أبرز أن التحرّيات التي يتمّ إسنادها إلى فصائل الأبحاث للمجموعات الإقليمية أثمر الكثير منها بالإطاحة بشبكات خطيرة تنشط في ما يعرف (بالتهريب الدولي للكيف)، كما أوضح أن وحدات حرّاس الحدود تعمل على تحيين استراتيجيتها المتعلّقة بمكافحة تهريب (الكيف) نحو الجزائر خاصّة من خلال إحباط محاولات المهرّبين تجاوز العقبات كنصب ممرّات حديدية وخشبية للعبور فوق الخنادق، وكذا تخريب السواتر. (وتعتمد مختلف الوحدات المقحمة في تدابير المكافحة على خطط محكمة، منها مضاعفة التشكيلات الأمنية بالدوريات الراكبة والمترجّلة ومداهمة المستودعات المبنية بالقرب من الشريط الحدودي، والتي شيّد البعض منها من أجل تسهيل عمليات التهريب)، حسب ما ذكره نفس المسؤول.