بعد يومين من الاجتماعات الماراثونية، لم يتمكن أعضاء مجلس شورى حركة النهضة، من الاتفاق على المرشح الذي ستدعمه الحركة، في الانتخابات الرئاسية. المقرر إجراء دورتها الأولى يوم الأحد 23 نوفمبر الجاري. يذكر أن حركة النهضة لم تقدم مرشح عنها ودعت الى مرشح توافقي، وهي مبادرة رفضت من قبل كل السياسيين والأحزاب. وقد سبق وأن أكد رئيسها في تصريح بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي حل حزبه فيها في المركز الثاني بعد حزب نداء تونس أن حركة النهضة لم تندم على عدم تقديم مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري دورتها الأولى في 23 نوفمبر، باعتبار انها ترفض أي نزعة للهيمنة والاستحواذ على دواليب السلطة برأسيها التشريعي والتنفيذي (حكومة ورئاسة جمهورية) . النهضة معنية بالرئاسة غير أن المراقبين يجمعون على أن النهضة الاسلامية معنية بالرئاسة، خاصة بعد فشلها في الفوز بالانتخابات البرلمانية ما يعني انها لن تتولى تشكيل الحكومة القادمة. ولعل تواصل الجدل داخل الحركة حول الرئاسية، يكشف انها مرتبكة ومترددة، حول الشخصية التي ستسندها، وهو ما يكشف عن مأزق حقيقي يشق الجماعة، وفق ما أشار اليه المحلل السياسي عادل الشاوش . وأضاف الشاوش، بأن هناك موقفين داخل الحركة، الأول وتمثله القيادة وتحديدا الغنوشي وهو تيار يجنح للواقعية ويعمل على دمج تيار الاسلام السياسي في الحكم وفي ادارة الشأن العام. في المقابل هناك موقف أخر، وهو المهيمن لدى قواعد الحركة، التي هي في حالة تشابك مع أطروحات التيار السلفي، وتتمسك بخطاب ثوري يدعوا الى القطيعة مع نظام ما قبل الثورة ورموزه، و يري في المرزوقي الأقرب الى روح الثورة. .. *النهضة و مأزق الرئاسة من جانبه دعا مجلس شورى النهضة الفرقاء السياسيين إلى التوافق في أقرب وقت ممكن على مرشح يستجيب إلى متطلبات المرحلة وتحدياتها الكبيرة في ختام جلسته الأثنين. و جاء في بيان للحركة أن النهضة ستواصل الاتصالات والمشاورات السياسية واستكمال المعطيات على أن يجتمع مجلس الشورى خلال الأسبوع الجاري من أجل تحديد المرشح الرئاسي الذي ستدعمه . كما دعا البيان التونسيين الى يقترعوا بكثافة في الانتخابات الرئاسية لاختيار مرشح وفق ما تمليه عليهم ضمائرهم من مراعاة المصلحة العليا للبلاد وحماية المسار الديمقراطي من التغوّل والإنفراد. من مصادر مطلعة أنه من المستبعد أن تساند النهضة زعيم نداء تونس ، وأن التيار الغالب يسير باتجاه واحد من الشخصيات التالية: مصطفي بن جعفر، نجيب الشابي، منصف المرزوقي، حمودة بن سلامية وعبد الرزاق الكيلاني. وفي هذا السياق قال رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي _وهو مقرب جدا من النهضة - أن حركة النهضة في ورطة حاليا وقد لا تدعم أي مرشح ، وبالتالي ترك حرية الاختيار لأنصارها في دعم من يريدون.