أعلنت منظمة الصحة العالمية، ان المشكلة الكبيرة التي تواجه العالم المعاصر هي مقاومة البكتريا والفيروسات للمضادات الحيوية. ومهما كان، فإن الناس سيموتون في المستقبل بسبب اصابتهم بأمراض تعالج حاليا بنجاح. المشكلة تكمن في ان الأجيال الجديدة من المضادات الحيوية لم تعد قادرة على القضاء على مسببات الأمراض، لأن هذه المسببات تتغير مع تغير المستحضرات الطبية. هذا الأمر، جعل علماء الكيمياء الحيوية من جامعة برن السويسرية، يبحثون عن بديل للمضادات الحيوية، ذي فعالية علاجية عالية. وفعلا تمكن الفريق العلمي للجامعة من ابتكار مركب كيميائي، يمكنه بفعالية معالجة الأمراض المعدية التي تسببها البكتريا، دون استخدام المضادات الحيوية، ودون ان يسمح بظهور مقاومة لديها لهذا المركب. لا تزال المضادات الحيوية حتى يومنا هذا الأدوية الأكثر فعالية في علاج الأمراض، حتى ان نجاح العمليات الجراحية مرهون بفعاليتها. وحسب معطيات المركز الأمريكي للوقاية من الأمراض المعدية، فان 50 بالمائة من حالات استخدام هذه المستحضرات تكون غير فاعلة، بسبب الافراط في تعاطيها، مما يسبب ظهور مقاومة لها من قبل البكتريا والفيروسات. تمكن العلماء مؤخرا من ابتكار دقائق نانومترية اصطناعية من دهون يطلق عليها اسم الحويصلية الليبوزمات - Liposomes التي يشبه تركيبها غشاء الخلية البشرية. سيتم اختبار هذه الليبوزومات، التي ابتكرها الفريق العلمي برئاسة ادوارد بابيتشوك و أنيت درايغر، لتوصيل الأدوية الى داخل جسم المريض، كإغراء لجذب سموم البكتريا والفيروسات المسببة للأمراض، ومن ثم تعزلها وتبطل تأثيرها، وبذلك تحمي الخلايا من خطرها. يقول ادوارد بابيتشوك لقد ابتكرنا فخا جيدا لسموم البكتريا. كافة السموم التي تظهر في الجسم ستنجذب الى الليبوزمات، وحالما تتحد معها سيكون من السهولة اخراجها من الجسم. المهم ان هذه الطريقة لن تساعد على ظهور مقاومة للبكتريا ضدها، لأن تأثيرها في نواتج نشاط البكتريا وليس في البكتريا نفسها . هذا وقد اختبرت هذه الطريقة على الفئران المخبرية وكانت نتائجها ايجابية جدا، حيث شفيت الفئران المصابة بخمج الدم بهذه الطريقة دون استخدام المضادات الحيوية.