عندما ظهر فيروس كورونا، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسي، لأول مرة عام 2012، فى شبه الجزيرة العربية، رجحت بحوث أجريت العام الماضى، أن تكون الجمال سببًا لانتشاره، إلا أن بحثا أمريكيا جديد، أظهر لأول مرة، أن الجمال هى "المستودع? الرئيسي للفيروس، وأنهم يجرون تجارب على لقاح لوقايتها منه. وأوضح فريق البحث من جامعة "ولاية كولورادو" الأمريكية، فى دراستهم التى نشرت اليوم فى دورية "الأمراض المعدية الناشئة"، أنهم أجروا بحوثًا على ثلاثة من الإبل المصابة بالفيروس، ووجدوا أنها تخرج منها مستويات عالية من فيروس كورونا، وتحديدا من الخياشيم، بالإضافة إلى ذلك، وجدوا أن الفيروس يتطور في الجهاز التنفسي العلوي للإبل، وأنها تنقل الفيروس إلى البشر لمدة تصل إلى أسبوع من إصابتها بالفيروس. وأجرى الفريق البحثي اختباراته على الجمال المصابة، في مختبر التكنولوجيا الحيوية، وهو واحد من المؤسسات البحثية في الولاياتالمتحدة، المجهزة لإجراء اختبارات على الإبل بأمان، بالتعاون مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH). ووجدت الباحثة "دانييل آدني"، من قسم الأحياء الدقيقة، والمناعة وعلم الأمراض بجامعة "ولاية كولورادو"، أحد المشاركات فى الدراسة، أن الجمال التى كانت مصابة بفيروس كورونا، تغلبت على المرض في غضون أسابيع، كما لو كانت أصيبت بنزلة برد. وتعليقا على نتائج الدراسة، قال الباحث الرئيسي، البروفيسور "ريتشارد بوين" من قسم العلوم الطبية الحيوية بالجامعة: "نتائج البحث تدعم أن الإبل هى المستودع الرئيسى لفيروس كورونا". وأضاف أن "تحديد الإبل كمصدر للفيروس أمر بالغ الأهمية، لدفع عجلة المعرفة وإيجاد الحلول لمنع انتقال عدوى الفيروس?. ويقوم الباحثون الذين أجروا الدراسة حاليًا، باختبار لقاح تجريبى للإبل، للحد من انتقال الفيروس بينها، ومن ثم وقف انتشاره بين البشر. وأشاروا إلى أن اللقاح الذى طورته المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، يحتوي على بروتين غير ضار، ينتج أجساما مضادة لمحاربة الفيروس. البروفيسور "ريتشارد بوين" قال إن "هذا اللقاح إذا ثبت فاعليته، فإنه سيكون أداة فعالة لتطعيم الإبل، ومنع انتقال عدوى الفيروس، خاصة فى الدول التى تشهد إصابات مرتفعة كالمملكة العربية السعودية".