تسببت الأمطار الأخيرة التي تساقطت على العاصمة في انجراف التربة وانهيار أجزاء من بنايات المواقع القصديرية المتواجدة على مستوى بلدية الأبيار، الأمر الذي دفع بالسكان إلى التهديد بالاحتجاج وقطع الطريق الرئيسي الواقع أمام مقر وزارة الدفاع بالنظر إلى خطورة الوضع الذي يهدد حياة المئات من القاطنين هناك. أعرب هؤلاء عن تهميشهم وإقصائهم من عمليات الترحيل المتتالية التي مست البيوت الهشة والقصديرية مطالبين عبر صفحاتنا والي العاصمة عبد القادر زوخ بالالتفات إليهم قبل نفاد الوحدات السكنية حسبهم، وأضاف هؤلاء أن الوضع أضحى هاجسا أرقهم بسبب الأبواب الموصدة في وجوههم، وتزداد مخاوفهم بعد سماع ترحيل أحياء مجاورة دون إعطاء أي إشعار بأمل ترحيلهم من طرف سلطات بلديتهم التي لا تعيرهم أي اهتمام رافضة حتى استقبالهم -على حد بعض القاطنين- لتهدئة أعصابهم وقلقهم لتسوية وضعيتهم ووضع حد نهائي لمعاناتهم التي تعود إلى سنوات الخمسينات. وبلغة التهكم والاستياء تحدث المئات من الغاضبين في حي 25 شارع سالياج وحي مويار وعين الزبوجة وجبل أبو ليلة المتواجدين على مستوى بلدية الأبيار عن معاناتهم التي تجاوزت ال50 سنة والتي تكبدوا خلالها الذل والتهميش والعيش في ظروف كارثية وصعبة للغاية نتيجة تماطل السلطات الوصية في التحرك لانتشالهم من التهميش والعيش داخل بيوت شبيهة بالقبور وأخذ المسؤولين مشاكلهم على محمل الجد للحد من قساوة الحياة التي يعشونها، فعلا إنه واقع مر وقفت عليه (أخبار اليوم) ووضعيتهم يندى لها الجبين بحيث البؤس والمعاناة القاسم المشترك الذي تتخبط فيه العائلات في ظل سياسة الصمت والتجاهل المفروضة عليهم من طرف مسؤولين لا يعيرنا انشغالاتهم أدنى اهتمام، ورغم الشكاوي المتعددة وتعاقب اللجان الاجتماعية على هؤلاء ومعاينة المكان الذي لا يصلح للإيواء بتاتا إلا أنهم اكتفوا بالوعود المتكررة بترحيلهم فقط من أجل إسكاتهم وإخماد نار ثورة الأعصاب والتهديد بالاحتجاج وقطع الطريق. وتعرف منطقة طقارة بانتشار رهيب للبيوت القصديرية الذي طالما رفعت الدولة شعارات منادية بالقضاء عليها، إلا أن المشكل لازال قائما بحي مويار وغيره من الأحياء المجاورة والذين جددوا مطالبهم للسلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل لانتشالهم من الوضعية الكارثية التي يتخبطون فيها بسبب معايشة القصدير، الصفيح، الباربان، الآجر والخشب، المواد الرئيسية التي شيدوا بها أكواخهم التي أصبح الوضع بها لا يطاق أو يحتمل لا سيما بعدما أضحوا يتقاسمون المكان مع الجرذان والثعابين. دخلنا تلك الأحياء خاصة حي سالياج ومويار ونحن نسير بين الأزقة الضيقة والأرضيات المهترئة والروائح الكريهة والمنبعثة جراء تسرب المياه القذرة وكانت الساعة تشير إلى تمام الثانية والنصف زوالا، وانتابتنا للوهلة الأولى معاناة هؤلاء بمجرد اقتحامنا المكان وتقربنا من بعض العائلات التي فتحت لنا صدرها وكنا بالنسبة لها خيط أمل لإيصال انشغالاتها وصرختها المكبوتة ومعاناتها ومعيشتها الصعبة. أول ما تطرق له سكان الحي المذكور ونحن نتحدث إليهم الوضعية القاسية التي يعيشونها، هو شكل سكناتهم القصديرية والمشيدة بصفائح الترنيت، حيث وصفوها بمقابر يعيشها الأحياء نظرا لطبيعة تشييدها والتدهور الذي ألحق بها جراء الكوارث الطبيعية المتتالية ونظرا لقدم السكنات التي تعود إلى سنوات خلت على حد تعبيرهم عبارة رددتها سيدة ملامح توحي بالكآبة واليأس من الواقع الذي تعيشه رفقة عائلتها المتكونة من 08 أفراد، ومن جهته أضاف السيد عادل بأن جل العائلات المحاذية والتي تقطن بنفس المنطقة تعيش نفس الأوضاع المأساوية. وفي نفس السياق أكد لنا القاطنون بأن الوضع مزري ويتطلب تدخل السلطات المحلية في أقرب الآجال لانتشال العائلات من هذا الوضع المماثل الذي تعيشه جراء تماطل السلطات في معالجة الملفات. المودعة لدى مصالحها منذ سنوات طويلة.