نزل بحر الأسبوع الماضي وفد من الجمعية الوطنية للتضامن والقضاء على المشاكل الاجتماعية ضيفا على مصلحة طب وجراحة الأطفال بمستشفى بني مسوس بالعاصمة بحيث أبى بعض أعضاء الجمعية وعلى رأسهم أمينها العام السيد وائل دعدوش إلا عقد زيارة لهؤلاء المرضى القصر قبل العيد لمواساتهم وإدخال الغبطة والفرح على صدورهم، وفي إطار تلك المبادرة الخيرية وزعت على هؤلاء الأطفال بعض الهدايا الرمزية التي أعادت البسمة على شفاههم وملامح وجوههم البريئة التي قاومت المرض ولم تستسلم له بالرغم من الظروف المحيطة بهم. وفي إطار تلك المبادرة الحميدة وقف الأمين العام للجمعية وائل دعدوش على الظروف المحيطة بهؤلاء الأطفال واستهل في معرض حديثه مع أوليائهم بضرورة تبيين النقائص من الناحية المادية فيما يخص العلاج والتكفل الصحي وكذا تكاليف الدواء وإعلام الجمعية بها للتكفل بمشاغلهم وتوفير احتياجات أطفالهم المرضى الذين فرحوا كثيرا بالزيارة التي لم ينتظروها و جاءت في الوقت المناسب قبل العيد، وهي الفترة التي يكثر فيها حنين المريض لعيادته وتفقد أحواله من طرف الأصحاء، فشتان بين العيد وسط الأجواء الأسرية الحميمة والعيد في أروقة المستشفيات. فكانت تلك المبادرة الحميدة من الجمعية التي دأبت على مثل تلك المبادرات وأدخلت بها الفرحة على قلوب الأطفال، وكذا أوليائهم الذين يتخبطون في مأساة مرض أطفالهم بتلك الأمراض الخطيرة التي تستدعي الرقابة الدورية والمستمرة على غرار السرطان وكذا أنواع أخرى لا تقل عنه خطورة وهي نادرة جدا منها ما أقعدت هؤلاء الأطفال حركيا وأعاقتهم عن الحركة والتنقل. وعلى الرغم من الظروف المحيطة بهؤلاء الأطفال وأوليائهم والتي تدعو إلى الإحباط والتأسف على حالهم، إلا أنهم استقبلوا أعضاء الجمعية ببشاشة وبابتسامات عريضة، وكأنهم رفعوا شعار تحدي المرض و أرادوا التعبير بأن الأمل باق، ذلك ما حثتهم به الجمعية ممثلة في أمينها العام السيد وائل دعدوش الذي قال انه وجب أن لا تقتصر تلك الزيارات على المواسم والأعياد بل تكون روتينية في كل وقت وحين، خاصة وان هؤلاء الأطفال هم في أمس الحاجة إلى مثل تلك المبادرات لاسيما وأنهم صغار عاجزين فهم أمانة في رقاب الجميع وليس في رقاب أوليائهم فقط المغلوبين على أمرهم في ظل الأوضاع المريرة لبعض الأسر والتي زادتها تكاليف العلاج والتنقل من ولايات بعيدة تعقيدا. وغادر أعضاء الجمعية هؤلاء الأطفال الذين غبطوا بتلك الهدايا التي وزعت عليهم من طرف الجمعية واستحسن أوليائهم هم الآخرين تلك الوقفة التضامنية التي وقفتها الجمعية في فترة حساسة جدا وهي فترة ما قبل العيد، وشكروا أعضاء الجمعية وأمينها العام كثيرا على تلك الإطلالة التي أشعت النور والبسمة على صدور أطفالهم الذين يصارعون المرض بأجسادهم الهزيلة و ندعو الله جميعا آن يشفيهم ويبسط عليهم بنور رحمته الواسعة.