تجارة الصوت والصورة تحقق أرباحا خيالية تشهد المبادلات التجارية عبر المواقع الإلكترونية إقبالا منقطع النظير، كونها من أحدث الوسائل التي أثبتت نجاعتها في العالم، بعدما كسرت الحواجز الجغرافية بين منتجي السلع ومستهلكيها، حيث يشهد التسوق الإلكتروني تزايدا كبيرا في عدد المواقع التي تختص ببيع منتجات معينة كالملابس والإكسسوارات وكذا المواد الغذائية، حيث أجمع البعض على أنها من أحدث الخدمات التي تعرفها الجزائر لما فيها من مزايا كاختصارها للوقت والجهد، ناهيك عن انتقاء السلع في البيت دون عناء التنقل. حسيبة موزاوي موضوعنا اليوم ليس التسوق عبر المواقع الإلكترونية وإنما مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مؤخرا صفحات عديدة لفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض تجاري محض، حيث حولت بعض الفتيات، خاصة منهن الجامعيات صفحاتهن إلى دلالة لعرض ملابسهن المستعملة لبيعها على الطريقة الأوروبية لتجديد خزائنهن. الدلالة عبر صفحات الفايسبوك وجدت بعض الفتيات ضالتهن في صفحات التواصل الاجتماعي، وذلك من خلال فتح صفحات خاصة لبيع ملابسهن المستعملة أو الانخراط في مئات المجموعات التجارية المتخصصة في البيع والشراء على طريقة الدلالة فتكفي جولة صغيرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للوقوف على مدى انتشار هذه الظاهرة، فساتين سهرة، سراويل، ملابس داخلية، أدوات الزينة والتجميل وغيرها من المنتجات المعروضة للبيع، من خلال نشر صورها مرفوقة بأسعارها التي تتوافق في كثير من الأحيان مع القدرة الشرائية للزبونات، طالما أن أغلبها ملابس مستعملة قررت صاحباتها التخلي عنها وبيعها بأسعار جيدة، لكن مع ذلك توجد صفحات لبيع المنتجات الجديدة فضل أصحابها عرضها على النت عوض البحث عن أساليب وطرق أخرى، خاصة مع الانتشار المذهل للفايسبوك في الأوساط الشبانية في السنوات الأخيرة. المواقع... سوق فسيح للبيع ومن هذا المنطلق قمنا بالتحدث مع إحدى هذه الصفحات التي كانت للسيدة جميلة، حيث أكدت لنا أن الدلالة الإلكترونية سمحت لها بإعادة بيع الملابس التي اشترتها ولم ترق لها أو أظنها سئمت من ارتدائها بشكل يجعلها تسترجع بعضا من قيمتها، ليتسنى لها بعد ذلك اقتناء ملابس جديدة وفق ذوقها والموضة. وفي نفس السياق، أكدت مريم، طالبة جامعية بجامعة بوزريعة، أن الدلالة سمحت لها باقتناء ملابس جديدة بأثمان تتوافق وقدرتها الشرائية، كونها طالبة جامعية لا تزال تعتمد على أبيها في تأمين مصروف يومها، مشيدة بدور التكنولوجيات الحديثة في تسهيل الحياة اليومية للأشخاص، طالما يجيدون استخدامها ويستفيدون من جانبها الإيجابي. فرج للمقبلات على الزواج كان للسيدات المتزوجات نصيب من الحديث عن هذه الصفحات، حيث فتحت العديد من هؤلاء صفحات خاصة على الفايسبوك، سواء لكراء فساتين تصديرة العروس أو بيعها للفتيات المقبلات على الزواج بأسعار جد مغرية، عملا بمبدأ انفّع واستنفع ، وهو ما أكدته لنا إيمان المتزوجة منذ 6 أشهر والتي فضلت فتح صفحة على موقع التواصل الاجتماعي لعرض فساتين تصديرتها للكراء بأسعار أكدت أنها جد مناسبة، خاصة أن ثمن كراء الفستان الواحد لا يتجاوز 3 آلاف دينار، معتبرة أن أثمانها جد مناسبة للمقبلات على الزواج والتي أثقلت كاهلهن مصاريف حفل الزفاف وجهاز العروس، مشيرة إلى أنها تعرض للكراء تشكيلة متميزة من الفساتين التقليدية مثل الكاراكو العاصمي، البدرون العصري، فستان السهرة، البذلة القبائلية حتى الأحذية والإكسسوارات الملائمة معها. ...وللأجهزة الكهرومنزلية نصيب من البيع من جهة أخرى، فضلت عدد من الفتيات عرض بعض المنتجات الجديدة عبر صفحاتهن، كبعض أصناف الأجهزة الكهرومنزلية وأوان مزخرفة ومجففات للشعر وتشكيلات من أدوات التجميل، وفي هذا الإطار اتصلنا بالسيدة لونا صاحبة صفحة خاصة، أكدت أنها تجني الكثير من وراء بيع منتجاتها على الفايسبوك، لاسيما أنها تعرض منتجات عصرية تلائم الفتيات بأسعار جد مغرية، مؤكدة أنها تقضي غالبية وقتها أمام شاشة الكمبيوتر للإجابة عن استفسارات الفتيات بشأن منتجاتها التي تلقى رواجا كبيرا، خاصة بين الفتيات العاملات محبات العصرنة والأناقة، قائلة من ينكر الجانب الإيجابي للتنكولوجيات الحديثة ومن ركز على الجانب السلبي فهو مخطئ تماما كون الشبكة العنكبوتية أضحت وسيلة لا غنى عنها في حياتنا اليومية، شريطة حسن استعمالها وتوجيهها لخدمتنا بدل الزج بنا في أحضان الجهل والتفاهات .