تعرف محلات كراء فساتين الأعراس والسهرات إقبالا واسعا هذه الأيام، حيث تزايد الطلب عليها رغم غلاء أسعار الفساتين ومختلف الأزياء المعروضة، بسبب غلاء أسعار شراء هذه الملابس خاصة بالنسبة للفتيات المقبلات على الزواج، وبالأخص محدودات الدخل. لم يعد الأمر يقتصر على كراء الفستان الأبيض بالنسبة للعرائس، بل تعداه إلى كراء جميع أزياء العروس، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى الحلي والإكسسوارات المختلفة. وفيما يتعلق بالأسعار فهي تختلف من محل إلى آخرو كما تختلف حسب نوعية التصاميم ونوع الأقمشة المستعملة في خياطتها، فبعضها مصممة محليا و أخرى مستوردة، بالإضافة إلى أن بعضها يكون تقليديا والآخر يعتمد على لمسة عصرية. العروس تحت وطأة الأسعار وحسبما أوضحته السيدة فاطمة التي كانت بإحدى محلات كراء فساتين الأعراس بالأبيار، فإن أسعار هذه الأزياء مرتفعة مقارنة بالملابس والإكسسوارات الكثيرة التي على العروس اقتناؤها، بالإضافة إلى مصاريف كراء قاعة الحفلات، وتحضير الحلويات والمشروبات للمدعوين، قائلة إن ”العرس ليلة وتدبيرتو عام”، وأضافت أنها استطاعت كراء خمسة فساتين سهرة تقليدية وعصرية لابنتها المقبلة على الزواج في الشهر المقبل بمبلغ 60 ألف دينار جزائري، الأمر الذي مكنها من توفير بعض المال لاقتناء مشتريات أخرى عوض دفع أكثر من 40 ألف دينار مقابل شراء فستان واحد. وبخصوص عملية الكراء، قالت صاحبة محل كراء فساتين السهرات بشارع العربي بن مهيدي، أنه على الزبونة دفع قسط من المال ك”عربون” عند اختيار الفستان الذي يناسبها حتى يتم حفظه لها في التاريخ المحدد الذي تختاره، ثم تدفع باقي المبلغ عندما تأتي لأخذ الفستان. كما أنها تطلب من الزبونة إبقاء بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بها حتى تضمن عودة الزبونة في الموعد، وإلا فإنها ستضيف مبلغا إضافيا اذا تأخرت العروس عن إرجاع الأزياء التي تم كراؤها، والتي يتراوح سعرها عادة ما بين 5000 دج و15000 دج. وتبقى بعض العرائس ضد فكرة كراء ملابس ”التصديرة” كونها لا تبقي على أي تذكار، فتفضل خياطة فستان واحد عوض كراء ثلاثة.. على حد تعبير آسيا التي تقول إنها ستحتفظ بفستان عرسها كذكرى لبناتها، وهو ما تعودت عليه من أمها و باقي أخواتها. الليموزين و الدراجات النارية آخر صيحات مواكب الأعراس صارت سيارة الليموزين من الأشياء المطلوبة في أعراس الجزائريين من مختلف الطبقات الاجتماعية، بعدما كانت لوقت قريب مواكب الأعراس العاصمية تميزها أنغام الزرنة التقليدية. وأوضح فؤاد طالبي، صاحب وكالة لكراء السيارات الفاخرة بحيدرة، أن سعر كراء هذه السيارة الفخمة يفوق 40 ألف دج لليوم، حيث تدخل في تحديد السعر عدة عوامل، منها المسافة بين منزل عائلة العروس ومنزل الزوجية أو قاعة الحفلات، بالإضافة إلى الوقت الذي تحتاجه العائلة لذلك، وكذلك الموسم، الأكسسوارات الداخلية المرافقة لها، بالإضافة إلى السائق. وفي هذا الشأن، قالت شهيناز، التي كانت تتفاوض مع صاحب الوكالة رفقة خطيبها بخصوص كراء سيارة الليموزين لإقامة زفافها: ”أعترف أنه تبذير للأموال التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا الظرف، لكن المرء يقيم حفلة زفافه مرة في حياته، وجميل أن تميز هذه الأخيرة لمسة تكون أجمل ذكرى مهما غلت تكلفتها”. وأضاف طالبي أن هناك بعض العائلات تلجأ إلى كراء جميع سيارات الموكب، بالإضافة إلى سيارة العروس التي تنفرد بأكسسوارات الورود، مشيرا إلى أن سعر كراء سيارة واحدة لمدة 24 ساعة يتراوح بين 2500 و4000 دينار باختلاف الوكالة، وكذا نوعية سياراتها. وإن اختلفت آراء المقبلين على الزواج بين مؤيد و معارض لفكرة كراء أزياء العرس وسيارات الموكب، فإنها اجتمعت في مصب واحد هو أن تكاليف الأفراح الباهظة و عسرالحالة المادية للمواطن الجزائري، تجعله مجبرا على خيار الكراء و الدفع بالتقسيط، يحركه شعور التباهي في أجمل يوم في حياة المرء..