تساقطت ليلة السبت إلى الأحد أولى كميات الثلوج على مرتفعات الجزائر، ومنها سلسلة الأطلس البليدي إثر اضطراب جوي حمل معه أمطار غزيرة وموجة برد قارس، ناهيك عن استمرار تساقط الأمطار بغزارة، وهو ما خلف بعض الخسائر المادية في مناطق مختلفة من القطر الوطني. تسبب تساقط الثلوج على مرتفعات البليدة في ازدحام مروري شديد على الطريق الوطني رقم 37 الوحيد المؤدي إلى مرتفعات الشريعة، إذ عرف الطريق صعوبة في السير بفعل الأرضية الزلجة من جهة والتوافد الكبير للمواطنين الراغبين في بلوغ المحطة الشتوية من جهة أخرى. كما تسببت التقلبات الجوية السيئة التي شهدتها ولاية بشار خلال الأيام الأخيرة في تضرر قصور كل من بني عباس وتاغيت والقنادسة المصنفة ضمن التراث الوطني المادي، حسب ما علم أمس الأحد من مصالح الولاية. وقد تهدم جزء هام من هذه الفضاءات التاريخية والمعمارية التي يعود تاريخها لأكثر من 15 قرنا جراء تساقط أمطار غزيرة تسببت في فيضانات طالت قصر بني عباس الذي تضرر بشكل كبير، كما أوضح نفس المصدر. وتضررت أيضا عدة فضاءات مشتركة بين هذه المواقع جراء تهدم الأسقف والجدران، حسب محضر المعاينة الذي أعده مسؤولو قطاع الثقافة وأعضاء جمعيات محلية ناشطة في مجال حماية الآثار التاريخية والمحافظة عليها. وتجري حاليا فرق تابعة لمختلف المصالح التقنية للولاية تقييما للخسائر التي تسببت فيها التقلبات الجوية السيئة، لا سيما على مستوى هذه المواقع التاريخية بهدف إعداد البطاقات التقنية الضرورية لإطلاق أشغال إعادة تأهيل وترميم المواقع المتضررة، حسب ما ذكرت مصالح الولاية. وينتظر تجسيد عمليات تضمن تكفل أمثل وفعلي بهذا التراث، حسب ما أشار من جهتهم مسؤولون بالجمعية المحلية لإحياء التراث والعادات والتقاليد ببني عباس. ويرى ملاحظون محليون أن عمليات ترميم هذه القصور التي أطلقت من قبل بتمويل عمومي يفوق 240 مليون دينار (لم تحقق النتائج المنتظرة)، حيث تطلب الأمر إسناد هذا النوع من الأشغال إلى مؤسسات متخصصة.