قررت جمعية حماية وإرشاد المستهلك بمعية جمعيات أخرى، تنظيم (يوم وطني بلا تسوق)، وذلك يوم السبت 20 ديسمبر 2014، والذي سيكون بمثابة وقفة لمحاسبة الذات، ورسالة قوية لعدم رضا المستهلك الجزائري بواقع الأسواق المتذبذب، ووقفة للتأمل حول دور هذا المستهلك في استقرار الأسعار ومحاربة مافيا الأسواق. واعتبر مصطفي زبدي في تصريح ل أخبار اليوم أن تنظيم هذا اليوم لمقاطعة الأسواق يأتي ردا على الارتفاع الجنوني في الأسعار وبخاصة المواد الأساسية، قائلا: إن واقع الأسواق شهد ارتفاعاً وهو شيء مؤلم حقاً يجب أن تدرس أسبابه ويسعى الجميع في علاجه كل بحسب طاقته وقدرته وإمكاناته وكل بحسب موقعه ومسؤوليته . وأوضح زبدي أن الوضع المعيشي اليومي أصبح بالنسبة لبعض العائلات في حالة من التردي، وحجم التذمر والاستنكار لدى الناس ليس بخاف هذه الأيام على أحد، وقد يكون السكوت عليه خيانة للحق في الحياة نفسها، وهدر للذات الإنسانية وقيمتها. وأبدى رئيس جمعية حماية المستهلك استنكاره إزاء ارتفاع أسعار السلع الضرورية التي لا تستقيم حياة المواطن دونها، والتي بلغت في تسارع أكثر مع ضعف ثمنها أحيانا، رغم الدعم المستمر واللامتناهي للدولة، فلا يكاد أن ينخفض سعر مادة حتى يرتفع سعر أخرى! ، مُشددا على ضرورة التآزر والتكاتف للحد من ارتفاع الأسعار الجنوني الذي أحرق جيوب الجزائريين، اين أصبح شغلهم الشاعل البحث عن مدخول جديد لتلبية حاجياتهم اليومية خاصة منها الغذائية. وفي هذا الإطار، تأسف مصطفى زبدي من السلوك الاستهلاكي للمواطنين، والذي قال عنه أنه زاد الطين بلة على واقع الأسعار، موضحا أنه من خلال تفويت الفرص على أنفسنا بكبح جموح المحتكرين والمضاربين، وهو الأمر الذي يستدعي منا جميعا لوم أنفسنا عليه . ومن جهة أخرى، اعتبر المتحدث أن تنظيم يوم وطني بلا تسوق ، هو سلطة خامسة وواقع يتجسد يوما بعد يوم في السوق الجزائرية، داعيا إلى عدم تضييع الفرصة ولنكن في مستوى تطلعات الأجيال . بولنوار: ارتفاع الأسعار لا علاقة له بالتاجر أيد الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار الجزائريين المبادرة التي أطلقتها جمعية حماية المستهلك، وقال انها مبادرة حسنة تعمل على توعية المواطنين، لكن لا تكفي لوحدها على حد تعبيره. كما أشار بولنوار أمس، في تصريح ل أخبار اليوم أنه في العالم ككل من حين لآخر تعمل الجمعيات على دق ناقوس الخطر، موضحا أن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه ليس له علاقة بالتجار، قائلا: لابد أن نفهم أن ارتفاع الأسعار ليس له علاقة بالتجار، بل على العكس انخفاض الأسعار تخدم التجار . وأضاف الحاج الطاهر بولنوار أن الأسعار في الجزائر تحددها مجموعة من العوامل تعود في الأساس إلى ضعف الإنتاج والاضطراب على مستوى العرض، سوء تنظيم شبكة التخزين والتبريد، والسبب الآخر نقص عدد الأسواق الجوارية والتي يؤدي إلى تضحيم الفارق بين أسعار الجملة وأسعار التجزئة. كما أعطى المتحدث أمثالا في ذلك، سوق الخضر والفواكه يعاني من عجر في الإنتاج يقارب 30 بالمائة، سوق اللحوم يعاني من عجز يزيد عن 20 بالمائة، أما سوق الحبوب يعاني من عجر يقارب 60 بالمائة، اما الحليب فعجزه يزيد عن 70 بالمائة، بالإضافة إلى الأسواق الجوارية التي يصل نقصها إلى ما يقارب الألف سوق على حد تعبيره.