انطلقت مؤخرا، بعين تموشنت حملة جديدة لتحسيس الفلاحين حول استزراع صغار الأسماك في أحواض السقي الفلاحي وفقا لما علم لدى مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية. وبعد النتائج الممتازة المسجلة ميدانيا -عبر أول عملية سطرت في هذا السياق بالتعاون مع مديرية المصالح الفلاحية- قررت مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية إعادة تنظيم هذه العملية بإطلاق حملة تحسيسية كما أوضحت الآنسة صبري فاطنة المكلفة بالاتصال لدى هذه المديرية. وقد أعطت هذه التجربة الناجحة التي تنفذ منذ 2009 بالتعاون أيضا مع غرفتي الفلاحة والصيد البحري ومديرية الموارد المائية ثمارها الأولى في 2012 مع إقحام الأسماك الأولى في السوق المحلية لفائدة المستهلكين. وكانت هذه الأسماك التي تعيش في المياه العذبة بما في ذلك نوعي تيلابيا والشبوط الملكي قد بلغت حجمها التجاري ليتم تسويقها. غير أن تنظيم حملة تحسيسية حول استهلاك أسماك المياه العذبة قد أضحى أمرا ضروريا، حيث يفضل المستهلكون أسماك البحر وفقا لما أفاد به نفس المصدر. وبعد التذكير بالأيام التحسيسية لإدماج هذه الأسماك في أحواض السقي الفلاحي، أشارت الآنسة صبري إلى افتتاح دورات تكوينية قصيرة لفائدة الفلاحين على مستوى مدرسة الصيد البحري لبني صاف. وقد توجت هذه الدورات بشهادة تكوين حسب الطلب تسمح بتسيير أحواض السقي الفلاحي التي تم استزراعها. كما أظهرت تجربة الاستزراع لعين تموشنت التي جرت تحت إشراف المركز الوطني للبحث لتنمية الصيد البحري وتربية المائيات لبوسماعيل (تيبازة) أثرا إيجابيا جدا على المحاصيل الزراعية للأراضي المسقية انطلاقا من مياه الأحواض التي تم استزراعها مع تحقيق مردود جيد في مجالي الأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية. ومن بين المزايا الأخرى لهذه العملية مساهمة مياه الأحواض المستزرعة في خصوبة الأراضي المسقية بها حيث تعتبر بقايا وطرح الأسماك أسمدة حقيقية كما أشير إليه. وتساهم هذه العملية أيضا في حماية البيئة ومكافحة التلوث بما أن الفلاحين يستخدمون مواد كيميائية أقل.