في تصريحٍ له، أدان رئيس اتحاد الأئمَّة في إسبانيا، الدّكتور علاء سعيد، قيام أسقفيَّة مدينة قرطبة بتغيير اسم مسجد قرطبة في موقعها الإلكتروني، وفي بعض المطبوعات، إلى اسم كاتدرائيَّة قرطبة ، داعياً المؤسَّسات المعنيَّة بحفظ التراث الإنساني العالميّ، إلى التحرُّك الفوريّ لوقف طمس المعالم الإسلاميَّة في إسبانيا، الَّتي تشمل قصوراً وشوارع ومساجد. وانتقد سعيد تقصير المجتمع المسلم ومؤسَّسات التراث والمنظَّمات الدّوليّة، إزاء طمس المعالم الإسلاميَّة والشَّوارع الَّتي تحمل أسماء إسلاميَّة، ويعود تاريخها إلى زمن الوجود الإسلاميّ في إسبانيا. وحثّ المجتمع المسلم على التحرُّك الموحَّد للمطالبة بتفعيل اتفاقيات الحريَّة الدّينيَّة الموقّعة مع الحكومة الإسبانيّة سنة 1992، والَّتي منها الحفاظ على التّراث الإسلاميّ الكبير في إسبانيا. وكانت المنظَّمة الإسلاميَّة للتربية والعلوم والثقافة، الإيسيسكو ، قد احتجّت على تغيير اسم المسجد، معتبرةً أنَّ هذا التصرُّف محاولة لطمس معالم التاريخ الإسلامي العريق في المدينة، وخطوة استفزازيَّة للمسلمين في العالم وإسبانيا. يُذكر أنَّ حكومة إقليم الأندلس، قد رفعت شكوى إلى الكنيسة الكاثوليكيَّة ضدّ التحركات لمحو الماضي الإسلامي لجامع قرطبة القديم الّذي تسيطر عليه الكنيسة، وقالت إنَّ ذلك يضرّ بالسياحة، حيث يزور المسجد أكثر من مليون سائح سنويّاً. وطالبت الإيسيسكو منظَّمة اليونيسكو التّابعة للأمم المتّحدة، بالتدخّل الفوريّ لإلغاء هذا القرار المخالف لمقتضيات إدراج هذا المعلم التّاريخي الحضاري الإسلامي في لائحة التراث العالميّ التّابعة لها. يُشار إلى أنَّ مسجد قرطبة بناه المسلمون في القرن الثّامن الميلادي، وكان أكبر مصدر إشعاع فكريّ وثقافيّ في العالم. وعندما سيطر المسيحيّون على قرطبة في القرن الثّالث عشر الميلادي، بنوا كاتدرائيَّةً في وسط المسجد.