يجب سَنّ قوانين لحماية المقدّسات في تطوّرات جديدة لقضية تطاول المدعو كمال داود على القرآن والذات الإلهية وما أعقبها من صراع أخذ طابع ثنائية (حمداش داود) التي أثارت جدلا كبيرا في الشارع الجزائري، طالب مسؤول جبهة الصحوة السلفية غير المعتمدة السلطات مجدّدا بإقامة حدّ الرِدّة على الروائي كمال داود، مسلّطا الضوء في رسالة خصّصها للردّ على تصريحات الوزير محمد عيسى على خطورة سبّ اللّه على رؤوس الأشهاد، فيما ألقى على عاتق المسؤولين مسؤولية محاربة هذه الظاهرة (الكفرية القبيحة في المجتمع الجزائري). ألقى الشيخ عبد الفتّاح زيراوي حمداش، مسؤول جبهة الصحوة الإسلامية الحرّة السلفية غير المعتمدة، على عاتق وزير الشؤون الدينية محمد عيسى مسؤولية محاربة سبّ اللّه والاستهزاء به، وطالبه بشنّ حملة قوية ضد من يسبّ اللّه ودينه ومقدّسات المسلمين وتوقيف كلّ متطاول بالقبح والاستهزاء عند حدّه. ويضيف حمداش مخاطبا الوزير: (عليك أن تقمع بمنصبك هذه الظاهرة الكفرية القبيحة في المجتمع الجزائري حتى نصون الأمّة من العبث بالمقدّسات حماية لجناب التوحيد وذات اللّه من كلّ سخرية)، وشدّد على أنه على المسؤولين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر لأنهم مسؤولون عن دين الأمّة، (وهذه السخرية القبيحة تمسّ لبّ العقيدة وأساس الدين وجوهر الملّة حتى شاعت بين سفهاء النّاس دون ردع قانوني ولا عقاب شرعي). وحسب فتوى الشيخ عبد الفتّاح حمداش فقد أجمع علماء الإسلام على إنزال حكم الرِدّة بالقتل من القاضي المسلم على سابّ اللّه وشاتمه، مستدلاّ بحديث النبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: (من بدل دينه فاقتلوه)، والشتم والسبّ والسخرية ردّة عن الإسلام بإجماع علماء المذاهب السُنّية كما نقل ذلك ابن عبد البر المالكي والقاضي عياض وغيرهما من علماء الإسلام والملّة. واعتبر الشيخ عبد الفتّاح حمداش في رسالة نشرها على (الفايس بوك) أمس أن من سخّر قلمه لضرب القيم والثوابت والأصالة والدين فقلمه قلم محارب للّه بدعوى أنه يزلّ زلّة في التعبير وبعثرة في كتابة، فمجمل فكر هذا الإنسان المرتدّ [كمال داود] وقناعته هي محاربة الدين وشريعة ربّ العالمين، وهو يدعو إلى التمرّد على اللّه ودين الإسلام وينعته بكلّ قبح ويصف أهل الإسلام بكلّ ظلم وعداون وهو يتهجّم على الإسلام وأهل الملّة ولسانهم وحضارتهم وثقافتهم. وفيما يعتبر تصحيحا لما أوردته بعض وسائل الإعلام عن قضية إهداره لدم داود قال حمداش: (أنا أطالب النظام الجزائري بإقامة حدّ الرِدّة عليه ولم أقل فيه إنّي أدعو إلى إعدامه بنفسي أو من طرف الشعب). في السياق نفسه، طالب مسؤول الصحوة السلطات بتقنين قوانين ردعية لمواجهة هذه الجريمة الكفرية، وذلك بإنزال حكم الرِدّة بالإعدام على السابّ الشاتم لربّ العالمين حماية لدين الإسلام وتحقيقا لتوحيد اللّه وحماية لذاته المقدّسة ومحاربة لهذه الجناية الخطيرة لأنها تطاول بلا مبرّر في حقّ اللّه سبحانه بالقبح المشين والسبّ المهين والسخرية اللّعينة على مسمع ومشهد الخلق بالتصريح والتلميح كتابة أو سردا أو تصويرا. هذا، ووصف محمد عيسى أول أمس ما نشره الشيخ حمداش (بالانحراف والمنعرج الخطير) وانتقد خرجته بإطلاق فتوى هدر دم الكاتب كمال داوود ردّا على مواقف معادية للإسلام، حيث قال (إنه ليس إماما من وزارة الشؤون الدينية وليس له مسجدا ولا منبرا لإصدار هكذا فتوى) في وقت تدافع فيه الجزائر عن إسلام وسطي وتدعو إلى ترويج الصورة المثالية عن حقيقة الإسلام وليس تشويهه كما تفعل التنظيمات الإرهابية. وراح الوزير في ردّه على خرجة الشيخ عبد الفتّاح إلى أبعد من ذلك، حين اعتبر أن فتوى زيراوي مساس بمشروع المصالحة الوطنية القائم على مبدأ التعايش والتسامح وتقبّل الآخر.