تسبّب ؤصرار ريال مدريد على الدفاع عن اللاّعب البرتغالي كريستيانو رونالدو، جناح الفريق، وحقّه في الحصول على الكرة الذهبية في تقديم دعم لغريمه التقليدي ليونيل ميسي دون أن يعلم النادي الملكي بالحقيقة. قام ريال مدريد في أكتوبر الماضي بإصدار بيان للردّ على ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي طالب بمنح الكرة الذهبية لأحد لاعبي المنتخب الألماني بعد حصدهم لقب كأس العالم، وهو ما أثار غضب إدارة الريال. الريال يشدّد على أن يكون رونالدو في المقام الأول شدّد ريال مدريد في بيان الذي صدر آنذاك على ضرورة أن يكون اللاّعب الحاصل على الكرة الذهبية في المقام الأول حقّق إنجازات فردية بعيدا عن العمل الجماعي مع ناديه أو منتخب بلاده، (يجب أن تظلّ الجائزة في إطار تكريم اللاّعب الذي بذل مجهودا فرديا بعيدا عمّا وصل إلى فريقه). وسيؤدّي ذلك الأمر إلى النظر في الأرقام الفردية لرونالدو وليونيل ميسي في العام الحالي لنعرف إن كان هناك تفوّق كاسح من جانب الدون البرتغالي، ونلقي نظرا أخرى على الألقاب الجماعية لنحدّد أيّهما يمنح نجاح أكبر لرونالدو. الإنجازات الفردية استطاع ليونيل ميسي في عام 2014 أن ينتقل تدريجبا من رابع هدّاف في تاريخ (الليغا) لأول هداف في التاريخ بعد أن تجاوز ال 251 هدف لتيلمو زارا الهدّاف التاريخي السابق للبطولة. وحصل ميسي أيضا على لقب الهدّاف التاريخي لدوري أبطال أوروبا ب 75 هدفا متفوّقا على رونالدو الذي كان متساويا معه وراؤول غونزاليس الذي ظلّ لسنوات حاملا للقب دون أن يجد منافسا. وتمكّن اللاّعب الأرجنتيني أيضا من الحصول على لقب أفضل لاعب في كأس العالم الذي ودّعه رونالدو من الأدوار الأولى ولم يقدّم أيّ شيء يمكن أن نتذكّره به. وتواجد أيضا ميسي ضمن فريق الأحلام لكأس العالم 2014، كما أصبح الهدّاف التاريخي لبرشلونة في كلّ البطولات وتجاوز 400 هدف وهو في سنّ ال 27 فقط. رونالدو صاحب أكبر عدد من الأهداف مسجّل مع نادي واحد بالنّسبة لرونالدو فقد حصل على لقب هدّاف الدوريات الأوروبي الكبرى والحذاء الذهبي متساويا مع سواريز، وحصل على لقب أفضل لاعب في أوروبا وثالث أفضل لاعب في كأس العالم للأندية وهدّاف دوري أبطال أوروبا محقّقا رقما قياسيا. وأصبح رونالدو صاحب أكبر عدد من (الثلاثية) في الدوري الإسباني بعد أن تفوّق على ميسي ودي ستيفانو خلال الموسم الحالي. وسجل رونالدو أهدافا أكثر من ميسي مع ريال مدريد، فيما تفوّق ميسي عليه في أهدافه مع المنتخب، لكن في المجموع النّهائي يسجّل رونالدو في 2014 هدف كلّ مباراة ويسجّل ميسي 0.9 هدف في المباراة. البطولات والتفوّق الكاسح لرونالدو تعدّ البطولات الجماعية أكثر شيء يدعّم رونالدو خلال الموسم الحالي، وربما يكون أكثر كثيرا من الأرقام الفردية للاّعب على مدار العام. واستطاع رونالدو في العام الحالي أن يحقّق بطولة الكأس المحلّي في إسبانيا ودوري أبطال وأوروبا وكأس السوبر الأوروبي، إضافة إلى تحقيق كأس العالم للأندية. وعلى الجانب الآخر، فشل ميسي في تحقيق أيّ لقب، حيث حصل على المركز الثاني في بطولة الدوري والمركز الثاني في كأس العالم بالبرازيل، إضافة إلى المركز الثاني في بطولة الكأس الإسبانية. ويجب على بطولة الكرة الذهبية أن تذهب إلى العمل الجماعي وليس الفردي كما طالب ريال مدريد ليس لأن رونالدو أفضل في الألقاب الجماعية ولكن لأن الكرة تلعب ب 11 لاعبا وأيّ لاعب مهما كانت مهارته لا يمكن أن يحقّق إنجازا مع فريق بلا نجوم.