يسير النّجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بخطى ثابتة نحو الاحتفاظ بلقب الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرّة الرّابعة على التوالي، في عام لم يشهد سوى قيادته لفريق برشلونة إلى التتويج بلقب كأس الملك، إلاّ أنه سجّل ما لم يحقّقه بشر بإحرازه 91 هدفا في عام واحد. ما يزال ميسي بحاجة إلى مزيد من الإنجازات الكروية في مشواره الحافل بالألقاب، سواء الفردية أو الجماعية لتكتمل أسطورته الكروية، حيث ينقصه تحقيق نجاح كبير مع منتخب بلاده الأرجنتين، لكن من المؤكّد أن رغبته المتواصلة في التفوّق ستجعله يحقّق مبتغاه. فالمديح لا ينقطع عن ميسي في جميع أنحاء العالم وكذلك الألقاب مثل (بيكاسو كرة القدم)، (لاعب من كوكب آخر)، (إله كرة القدم) و(رقم 10 الكامل والمتوحش) وألقاب أخرى كثيرة تلتصق باللاّعب مع كلّ صفحة جديدة ناصعة يكتبها في حياته الكروية. ورغم اللّقب الوحيد الذي حقّقه ناديه هذا العام، كأس الملك فقط، إلاّ أن أرقام ميسي الفردية أهدته رقما قياسيا غاليا بعدما حطّم رقم الأسطورة الألماني جيرد مولر الملقب ب (الطوربيد)، والذي سجّل 85 هدفا في عام 1972، منها 72 هدفا مع فريقه بايرن ميونيخ و13 كدولي في إجمالي 60 مباراة. لكن (البرغوث) الأرجنتيني البالغ من العمر 25 عاما، عاد ليكسر هذا الرّقم الذي استعصى على الجميع طوال أربعة عقود، مسجّلا 91 هدفا في 69 مباراة، منها 77 مع برشلونة و12 مع بلاده. ميسي كان قد تخطّى في نوفمبر الماضي رقم الجوهرة البرازيلية بيلي الذي سجّل 75 هدفا في عام 1958 مع فريقه سانتوس ومنتخب السيليساو. وسجّل النّجم الأرجنتيني في هذا العام 59 هدفا في بطولة الدوري الإسباني (في 36 مباراة) و13 مع التانغو (في 11 مباراة) و12 في دوري الأبطال وخمسة في الكأس واثنين في كأس السوبر. وأحرز ميسي معظم أهدافه بالقدم اليسرى (81 هدفا) وسبعة باليمنى وثلاثة بالرأس، حسب ما أفاد به النّادي الكتالوني عبر موقعه الألكتروني، كما سجّل 78 هدفا داخل المنطقة، بينها 14 من ركلات الجزاء و13 خارج المنطقة، سبعة منها بركلات حرّة مباشرة. وأكّد هدّاف بطولة (اللّيغا) لهذا الموسم للصحافة عقب تحقيقه لهذا الإنجاز إنه أمر رائع نظرا لقيمته، لكن الأهمّ تحقيق الانتصارات للحفاظ على فارق النقاط مع باقي الفرق في (اللّيغا)، (هدفي الوصول مع الفريق إلى المستوى اللاّزم للتتويج باللّيغا والكأس ودوري الأبطال، هذا هو حلمي). ويتصدّر ميسي بطولة الموسم الحالي بواقع 26 هدفا، بفارق تسعة أهداف عن الكولومبي راداميل فالكاو مهاجم أتلتيكو مدريد ثاني ترتيب (اللّيغا) ومبتعدا بفارق 12 هدفا عن البرتغالي كريستيانو رونالدو أيقونة هجوم ريال مدريد. وأصبح ميسي، الفائز بالكرة الذهبية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، على أبواب التتويج بنفس الجائزة للمرّة الرّابعة، ليصبح حينها الوحيد في تاريخ كرة القدم الذي يفوز بها أربع مرّات كذلك على التوالي، والذي سيتمّ تسليمها في جانفي المقبل رغم أنه لا يستبعد أن تذهب هذا العام لزميله أندريس إنييستا الذي يتنافس معه على الجائزة بالإضافة إلى كريستيانو. ويقول ميسي: (إذا فاز بها إنييستا فهو يستحقّها بعد كلّ الذي حقّقه ويقدّمه في كلّ مباراة). وتوّج ميسي حتى الآن بثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقبين لمونديال الأندية وخمسة ألقاب لبطولة (اللّيغا) ولقبين للكأس وذهبية أولمبياد بكين 2008، لكن يبدو من المؤكّد أن سجِّله الحافل سيزداد اتّساعا خلال الأعوام القادمة. ورغم كلّ ذلك فقد كان أفضل لقب حصل عليه ميسي عندما أصبح أبا في الثاني من نوفمبر الماضي وأنجب (تياغو)، ما جعله يشعر بأنه (الرجل الأكثر سعادة في العالم)، حسب ما أعلن عنه عبر صفحته على موقع (الفايس بوك)، فمنذ وصول (تياغو) إلى الحياة قبل أسابيع سجّل والده 18 هدفا.