يواصل (بنو علمان) العبث بمقدّسات الجزائر والتطاول عليها بشراسة غير مسبوقة، حيث تشنّ الأبواق العلمانية مؤخّرا حربا علنية على الثوابت والرموز الوطنية بعدما كانت إلى وقت قريب تسوّق أفكارها الشاذّة والهدّامة للمنظومة القيمية في الخفاء بدليل تنامي قضايا الاعتداءات في الجهر، والتي كان آخرها بلسان كبيرهم الذي علّمهم العلمانية في الجزائر سعيد سعدي الذي طعن في شخصيات وطنية وتاريخية معروفة بباعها الطويل وتفانيها في خدمة الوطن في شاكلة بن بلّة، علي كافي ومصالي الحاج، ما جعل العدالة الجزائرية تتحرّك هذه المرّة وتقرّر ملاحقة زعيم (الأرسيدي) الذي يرفض الاعتراف بخطيئته، لا بل يصرّ على وصفهم بالخونة والعملاء. تتوالى قضايا الاعتداء جهرا على الثوابت والرموز الوطنية، فبعد قضية المخرج إلياس سالم صاحب فيلم (الوهراني) الذي مسخ تاريخ المجاهدين الشريف وحوّلهم في فيلمه المثير للجدل إلى سكارى وهواة للمجون والزندقة، جاء كتاب (ما يقوله أهل سبيبة) للباحثة عن الشهرة مريم بوزيد سبابو التي طعنت في تاريخنا وتراث أجدادنا لمّا اتّهمت شرفاء المنطقة الصحراوية بممارسة الدعارة خلال حقبة الاستعمار الفرنسي. ليأتي الدور هذه المرّة على عراب العلمانية في الجزائر سعيد سعدي الذي وجّه اتّهامات خطيرة في حقّ الرئيسين السابقين أحمد بن بلّة وعلي كافي، وكذا الشخصية التاريخية مصالي الحاج المعروف بأب الوطنية، أدّت إلى فتح تحقيق قضائي في حقّ زعيم (الأرسيدي). لكن الأدهى من ذلك أنه وبعد ساعات فقط من فتح تحقيق حول تصريحات الرئيس السابق لحزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، سارع المعني إلى الردّ على بيان مجلس قضاء (سيدي امحمد) بالعاصمة من خلال تعليق في صفحته الرسمية على (الفايس بوك) تشبّث من خلالها بكلّ ما تلفّظ به في تجمّع شعبي بسيدي عيش التابعة إلى ولاية بجاية، ما يعني أنه واثق من قصور آليات العقاب القانونية في مثل هذه القضايا رغم ما تمثّله من خطر محدق بالاستقرار الوطني. وقال عرّاب العلمانية في الجزائر: (النيابة العامّة تكون قد حرّكتها تصريحاتي وتدخّلاتي وإجاباتي عن أسئلة المواطنين في سلسلة اللقاءات التي دأبت على تنشيطها منذ أسابيع في منطقة القبائل عموما، وأعلن صراحة أنّي متمسّك بكلّ حرف قلته في المحاضرة التي ألقيتها بسيدي عيش ببجاية، وأؤكّد أن كلّ المداخلات التي ألقيتها مسجّلة ومحفوظة). وتابع سعدي: (بخصوص ابنة مصالي الحاج التي تتّهمني بالخيانة قرّرت أن أرفع ضدها دعوى قضائية بتهمة القذف دون سند قانوني وأحتفظ بكلّ حقوقي لمتابعتها). يذكر أن سعيد سعدي توبع قضائيا بعدما وجّه اتّهامات خطيرة ضد أحمد بن بلّة واعتبره (خائنا وعميلا لرئيس المخابرات المصرية)، في حين علي كافي نال قسطا كبيرا من الاتّهامات على أساس أن (الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة جهوي ويكره منطقة القبائل)، حسب ادّعائه. كما استنكر سعدي تسمية مطار تلمسان باسم مصالي الحاج على أساس أن هذا الأخير كان خائنا للقضية الوطنية، على حدّ زعمه. وبالموازاة مع حملة الاعتداء على الرموز الوطنية والتاريخية يقود (بنو علمان) حربا علنية أخرى على الثوابت الإسلامية، حيث شهدت الأسابيع الماضية تكالب بعض أشباه المفكّرين والسياسيين على كلّ ما هو قيمي في المجتمع الجزائري، في صورة الروائي المتنصّل من عروبته والمستهزئ بالإسلام كمال داود والقيادية في حركة بركات المسمّاة أميرة بوراوي التي تجرّأت على إطلاق فتوى (على الطريقة البورفيبية) تقول فيها إنه (من الواجب إنقاص صوت مكبّرات الصوت في المساجد خلال خطبة الجمعة، لأن صوت الإمام يزعج المرضى والأطفال). هذه الأفكار الشاذّة الساعية إلى مسخ الثوابت الإسلامية والوطنية وما تمثّله من خطر على استقرار البلاد تستلزم بشكل عاجل إشهار سيف القانون في وجه المتطاولين، حسب نخبة من الناشطين الذين دعوا إلى استحداث نصوص قانونية جديدة لوضع حدّ لاعتداءات أمثال سعيد سعدي، كمال داود، أميرة بوراوي، إلياس سالم وغيرهم كثيرون.