أدرجت بلدان المغرب العربي على لائحة المناطق المستهدفة دعت الخارجية الأمريكية مساء أول أمس مواطنيها المقيمين خارج الولايات المتّحدة الأمريكية وبالخصوص في بلدان المغرب العربي واليمن إلى توخّي أقصى درجات الحذر واتّخاذ الخطوات الملائمة لزيادة وعيهم الأمني بعد الهجمات التي شنّها من سمّتهم مسلّحين متطرّفين في الآونة الأخيرة بفرنسا، مشيرة إلى تهديدات التنظيمات الإرهابية الناشطة في شمال إفريقيا، وبالتحديد الجزائر والشرق الأوسط، بما فيها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الممتدّ في الجزائر. أفادت مذكّرة الخارجية الأمريكية بأنها ما زالت قلقة من التهديدات المتواصلة للقيام باعتداءات إرهابية ومظاهرات وأعمال عنف أخرى ضد رعايا ومصالح للولايات المتّحدة في الخارج، مشيرة إلى معلومات ذات مصداقية تبيّن أن مجموعات إرهابية تسعى أيضا إلى مواصلة شنّ هجمات ضد مصالح الولايات المتّحدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث ذكرت بعض التنظيمات التي أوردت أسماؤها في المذكّرة، من بينها تنظيم الدولة وحزب اللّه وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن. كما أوضحت الخارجية الأمريكية أن المعلومات الحالية تشير إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية والمنظمات التابعة له ومجموعات إرهابية أخرى تخطّط لشنّ هجمات إرهابية ضد مصالح أمريكية وغربية في أوروبا، وتدخل هذه التحذيرات في إطار ما تسمّيه الوزارة التحذير العالمي المخصّص لرعاياها في الخارج، في حين لم تشر الصيغة التي نشرت مساء الجمعة علنا إلى الهجمات التي وقعت في فرنسا. هذا، وسبق للسفارة الأمريكيةبالجزائر وأن حذّرت من عمليات إرهابية أهمّها بساحة البريد المركزي وسط العاصمة، لكن تحذيراتها الأخيرة كانت خاطئة ولم تقع أيّ عملية، ممّا أغضب خبراء الأمن الجزائريين، حيث اعتبر خبراء أمن جزائريون تحذيرات السفارة الأمريكية في الجزائر لرعاياها يوم الخميس الماضي من هجمات (إرهابية) محتملة (مبالغا فيها وتستهدف سمعة الجزائر). في حين، برّرت السفارة الأمريكية تحذيراتها السابقة لرعاياها من التردّد على الفنادق الأمريكية في الجزائر أو التي يديرها أمريكيون بوجود مجموعة إرهابية غير معروفة قد تعدّ لشنّ هجمات، ورجّحت أن تكون العملية في محيط سلسلة إحدى الفنادق الأمريكية، لكن لم يصدر أيّ ردّ فعل رسمي من السلطات الجزائرية اتجاه هذه التحذيرات، علما بأن الجزائر تؤكّد أن الملف الأمني في البلاد يشهد تحسّنا كبيرا منذ الأشهر الأخيرة، خاصّة بعد القضاء على أخطر الدمويين المطلوبين، ويتعلّق الأمر ب (قوري عبد المالك) أمير تنظيم (جند الخلافة) الموالي ل (داعش)، ما يدلّ على أن مخطّط الجزائر في القضاء على جميع فلول الإرهاب، سواء ما يعرف بالتنظيمات الناشطة في الساحل أو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أو بقايا الجماعة السلفية للدعوة والقتال قد نجح في وضع حدّ لنشاط عناصر هذه التنظيمات بعدما وجّهت لها ضربات قاضية.