أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا أول أمس الجمعة جددت من خلاله تحذير مواطنيها المتجهين إلى الجزائر لأخذ الحيطة والحذر بسبب ما وصفتها بتنامي التهديدات التي يمكن أن يتعرضوا لها والمتمثلة أساسا في عمليات الخطف التي من المحتمل أن يتعرضوا لها، بالإضافة الى نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يستهدف الرعايا والمصالح الأمريكية. وكان هذا التحذير صدر في 19 فيفري الماضي، الذي كان ينصح الأمريكيين بتجنب السفر إلى الجزائر كليا، لكنه تم تحويله فيما بعد الى تحذير من مخاطر أمنية محتملة. وترى الخارجية الأمريكية أن المدن الكبرى في الجزائر تشهد تأمينا جيدا حيث ينتشر عدد كبير من أفراد الشرطة والأمن، في حين صنفت الناحيتين الشرقية والجنوبية أكثر المناطق التي تشهد نشاطات للجماعات الإرهابية التي تلجأ الى الحواجز المزيفة وعمليات الخطف والكمائن في تنفيذ اعتداءاتها. واستعرض بيان الخارجية الأمريكية مختلف نشاطات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي منذ عام 2011، من التفجير الذي تعرضت له الأكاديمية لمختلف الأسلحة في شرشال الى الهجوم الذي شنته كتيبة "الموقعون بالدماء" على منشأة استخراج الغاز في تيڤنتورين مطلع السنة الجارية. ولم تقتصر التحذيرات على الأعمال الإرهابية فقط، بل اعتبر البيان أن الجزائر تعيش على وقع المظاهرات منذ عام 2011، حيث نصحت الخارجية الأمريكية رعاياها بعد الاقتراب من الحشود، حتى لو كانت سلمية، "لأنه لا يوجد أي ضمان على عدم تحولها إلى أعمال عنف قد تعرض حياتهم للخطر"، مع مطالبتهم بالاطلاع اليومي على مختلف الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام. ونصح البيان المواطنين الأمريكيين المسافرين إلى الجزائر أو المقيمين فيها بالقيام بإجراءات أمنية احترازية بتخزين احتياطي من الطعام والمياه والأدوية تحسبا لأي طارىء، مع عدم التوجه إلى الفنادق التي لا تتوفر على تغطية أمنية كافية. أما فيما يتعلق بالسلك الدبلوماسي الأمريكي في الجزائر، فقد حثهم البيان على الالتزام في المباني التي يقيمون ويعملون بها، لأنها تخضع لإجراءات تأمين كافية لضمان سلامتهم، والتقليل من التنقل خارجها إلا في الحالات الضرورية، كما نصح الأمريكيين الذين يتعرضون للخطر بالاستعانة بتطبيقات إلكترونية لطلب النجدة والاستعلام. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت قبل 3 أسابيع عن إغلاق سفارتها في الجزائر لمراجعة معايير السلامة والأمن الخاصة بالرعايا الأمريكيين بالجزائر والعاملين داخل السفارة، بعد تلقيها معلومات تحذر من تخطيط تنظيم القاعدة للقيام بهجمات ضد المصالح الأمريكية في العديد من الدول، لكن هذا الإغلاق لم يدم طويلا، وأعيد فتح السفارة خلال ساعات، بل إن الخارجية الأمريكية لم تربط الإغلاق في الجزائر بالتهديدات الإرهابية، حيث جاء في بيان صادر عنها "أخذا بعين الاعتبار أن بعض سفاراتنا وقنصلياتنا ستكون مغلقة انسجاما مع العادات والتقاليد المحلية خلال معظم أيام الأسبوع المقبل بسبب عطلة عيد الفطر، ومن أجل المزيد من الحذر قررنا تمديد إغلاق العديد من قنصلياتنا وسفاراتنا، إلى جانب عدد إضافي من المراكز"، مضيفة أن القرار لا يرتبط بأي خطر إرهابي جديد. ويثير قرار تمديد وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرها لمواطنيها المتواجدين في الجزائر، التساؤلات حول الاعتبارات التي اعتمدت عليها في هذا الإجراء، خصوصا أن الوضع الأمني في بلادنا يعرف حالة هدوء ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، على عكس دول أخرى تعيش حالة عدم استقرار كبيرة، ولم تصدر فيها أي تحذيرات للرعايا الأمريكيين.