اندلعت ليلة الخميس إلى الجمعة مشادّات عنيفة بحي 3216 مسكن (الشعايبية)، الواقع على مستوى بلدية أولاد الشبل جنوب شرق العاصمة، استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وعدد لا يستهان به من الألعاب النّارية الخطيرة وعلى رأسها ما يعرف ب (البوق) و(السينيال) الذي حوّل سماء الحي إلى سحابة من الدخان، في أولى حرب العصابات والشوارع المسجّلة في العاصمة منذ بداية السنة الجارية. الواقعة -حسب شهود عيان- انطلقت عند الساعة الخامسة من مساء يوم الخميس بعد تخطيط مُحكم من طرف شباب زرالدة المرحّلين الجدد إلى المنطقة الذين أرادوا الاستيلاء على طاولات السوق الفوضوي المنصّب وسط باحة الحي، والتي يملكها بعض شباب حي (الشعايبية) الأصليين وتعتبر مصدر رزقهم منذ رمضان 2014 بعد تدشين موقع (الشعايبية). وأضافت مصادرنا أن حوالي 20 شابّا من مختلف الأعمار من مرحّلي زرالدة خطّطوا لتنفيذ الهجوم، حيث أحضروا ما يفوق ال 20 سيفا من الحجم الكبير وأخفوها عند أحد مالكي طاولة بيع التبغ، إلى جانب عدد كبير من الألعاب النّارية (البوق والسينيال) وتفرّقوا على شكل مجموعات، لينطلق بعدها أربعة شبّان إلى السوق وطالبوا أصحاب طاولتين من شباب (الشعايبية) القديمة بالرحيل عن المكان وإخلاء الموقع بالعنف ودون سابق إندار، ما أثار حفيظة المعنيين اللذين حاولا الدخول في مناوشات معهم، الأمر الذي أدّى بالمعتدين إلى إخراج السيوف ففرّا المعنيان ليلتحق بقية الشباب بهم وقاما بإبراح أحدهم ضربا، بينما انطلقت مجموعة أخرى إلى صاحب طاولة التبغ الذي منحهم حقيبة السيوف ليتدخّل سكان حي (الشعايبية) الأصليون للدفاع عن أبناء حيّهم بواسطة العصي وتحوّلت الساحة إلى معركة قتال، وهو ما دفع إمام مسجد الحي إلى تأخير صلاة المغرب وتوجيه نداء للمتشاجرين عبر مكبّرات الصوت يدعوهم إلى الهدوء وتحكيم منطق العقل، لكن ذلك لم يجد نفعا، ما جعل المصلّين يخرجون من المسجد لفكّ المناوشات الفردية والجماعية. وسجّلت عدّة خسائر مادية، أين حطّم زجاج السيّارات وتمّت سرقة أكثر من 10 ملايين سنتيم من أحد التجّار الذين تمّ استهدافهم وتحطيم سيّارته بالكامل، كما تمّ تحطيم زجاج موقف الحافلات وسط مشهد خيّم عليه الخوف في ظلّ تأخّر وصول قوات الدعم ومكافحة الشعب التابعة لمصالح الدرك الوطني بالرغم من النداءات المسجّلة عبر الرقم الأخضر، والتي قامت بمجرّد وصولها بمحاصرة الحي واقتياد عدد هائل من الشباب المتورّطين في المناوشات، ليعود الهدوء في ساعة متأخّرة من اللّيل بعد سيطرة أعوان الدرك الوطني على المكان.