حذرت الدكتورة كورنيلا بينزينغ، من اتحاد شركات التأمين الصحي من الاحتفاظ بحلقات التثقيب في المناطق الحساسة من الجسم تحت درجة صفراي خلال الصقيع، وقالت إن تجمد المعدن بسبب المناخ شديد البرودة الملاصق للبشرة يتسبب بتجميد البشرة أيضا، ويؤدي لاحقا إلى تغيير لون البشرة ويعرضها لمختلف الالتهابات. من جهة ثانية، لا تقل مخاطر الوشم - أي (التاتو) - عن مخاطر التثقيب على صعيد الالتهابات الجلدية. وإذا كانت الألوان المستخدمة في الوشم تسبب الحساسية وتغيير لون البشرة، فإن معدن الحلقات يمكن أن يسبب الالتهابات. ولذلك لا تنصح كورنيلا بينزينغ بوضع حلقات تزيد فيها نسبة النيكل على 0،05 بالمائة. الدكتورة بينزينغ طالبت بحظر الوشم والتثقيب عند الشباب من سن تقل عن 18 سنة، وبرّرت طلبها بالقول إن مخاطر الإصابات تزداد مع انخفاض سن المراهق. ونصحت أصحاب الوشوم والحلقات على أجسادهم، في الفترة التي تعقب الوشم والتثقيب تماما، بالابتعاد خلال الصيف عن المسابح والشمس الحارقة لتفادي مخاطر انتقال عدوى الأمراض، وخصوصا الالتهابات والإيدز والتهاب الكبد الفيروسي، كبيرة جدا. ومما يذكر في هذا المجال، أن أطباء أميركيين كانوا قد حذّروا في بحث نشرته مجلة (الأمراض السريرية المعدية) من تثقيب اللسان وجفون العين بسبب قرب موقع التثقيب من الدماغ. وجاء هذا التحذير بعدما أزال الأطباء ورما من رأس شابة أميركية بسبب تثقيب اللسان، وما رافقه من التهاب وأعراض، في نشوء الكيس على الجهة اليمنى من المخيخ. كما حذر الأطباء من حدوث أورام مماثلة نتيجة التثقيب في المناطق القريبة من الرأس مثل الأنف والحاجبين والشفتين. أشارت الإحصائيات إلى أن عدد حاملي الوشوم على جلودهم يزيد اليوم على 4 ملايين ألماني. ولا يدري هؤلاء أن التأثير (الجمالي) للوشوم والثقوب سرعان ما يترك مكانه للتأثيرات المرضية، وخصوصا الحساسيات والالتهابات، حسب دراسة جديدة أعدتها شركة (أي أو كي) للتأمين الصحي. فقد ذكر البروفسور بيرنهارد إيغر، رئيس قسم الأمراض الجلدية في الشركة، أن دراسة اعتمدت سجلات أطباء نقابة الأمراض الجلدية تثبت أن 30 بالمائة ممن ألحقوا جلودهم بالوشم وثقبوا أجسادهم بالحلقات عرضوا صحتهم إلى عواقب مرضية. وامتدت المضاعفات المرضية بين الالتهابات الحادة، التي تعقب الوشم أو التثقيب في الحال، والالتهابات الحادة والمزمنة والأمراض الحساسية الناجمة عن الألوان المستخدمة في الوشوم. وهناك مؤشرات على زيادة أخرى في نسبة التعرض للحساسيات جراء هذه الإجراءات التجميلية لأن 10 بالمائة من الألمان يعانون سلفا من أمراض حساسية أخرى مثل حمى الدريس والربو والتهاب الجلد والعيون والإكزيما. ولقد تعرّض 33 بالمائة من الشباب إلى الالتهابات والحكة والنزيف نتيجة الوشوم في الوجه، وكانت العواقب أخطر في حالات التثقيب. وخلال المؤتمر السنوي لاتحاد مصارف الدم الأميركية في واشنطن، حذرت خبيرة أمراض الدم ثيريزا ويغمان من انتقال عدوى بعض الأمراض الخطيرة بواسطة أجهزة التثقيب والوشوم (التاتو)، وقالت إنها رصدت العديد من حالات انتقال مرض الكبد الفيروسي من خلالها. وثمة أيضا احتمالات أن تتسبب الحلقات والوشوم بنقل مرض الإيدز إذا كانت الأجهزة المستخدمة غير نظيفة. وكان سبق لاتحاد البنوك أن أجرى فحوصا على هذه الأجهزة في العديد من الاستوديوهات وتوصل إلى أنها تفتقر إلى الشروط الصحية المطلوبة في العديد من الحالات. مما يستحق الإشارة إليه في هذا المجال، أن البريطاني كام (32 سنة)، من مدينة سندرلاند بشمال شرقي إنجلترا هو حامل الرقم القياسي في التثقيب حسب كتاب (غينيس) للأرقام القياسية. وتحمل الحلاق كام آلام 100 ثقب في الدقيقة لكي يعلق في جسده 1000 حلقة معدنية على امتداد 10 ساعات. ويأمل بكسر رقمه القياسي بنفسه لاحقا وبلوغ رقم 3000 حلقة تثقيب على جسمه.