حرّكت الإساءة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم غضب المجتمع الجزائري برمّته خاصّة والعالم الإسلامي عامّة، حيث ثار الأئمة والسياسيون على غرار الشباب والمنظّمات الطلاّبية وكلّ من يمتلك ذرّة من الغيرة على الإسلام، مندّدين بما يقوم به الكفّار من إساءة إلى الدين الإسلامي ورسوله الكريم. بهذا الشأن، شجّب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرزاق فسّوم بشدّة الإساءة الجديدة إلى النبيّ الكريم صلّى اللّه عليه وسلّم، وقال في تصريح ل (أخبار اليوم): (نحن من قبل ومن بعد العدوان مع المقدّسات عموما ومع نبيّ اللّه خصوصا). وتأسّف الدكتور فسّوم لعدم تمكّنه من المشاركة في (المسيرة الوطنية لنصرة النبيّ الكريم) المقرّرة هذا الجمعة (بسبب ارتباطات عملية في الجنوب الجزائري). ودعا رئيس جمعية العلماء المسلمين المشاركين في مسيرة نصرة النبيّ إلى الابتعاد عن الفوضى في المسيرة، وأن تكون وفق تعاليم الدين الحنيف وبطرق سلمية، وأضاف: (لا يمكن إلاّ أن نكون مع رسول اللّه). من جانبه، دعا أمس إمام مسجد (الغمامة) ببرج الكيفان (ز. حسين) الحكّام العرب في العالم الإسلامي إلى عقد قمّة طارئة أو استدعاء السفراء أو غيرها من الضغوط الاقتصادية التي من شأنها أن تحسّس أمريكا وفرنسا بحجم الإساءة التي لحقت بالرسول عليه الصلاة والسلام، ومن خلاله الأمّة الإسلامية جمعاء. وحذّر إمام مسجد (الغمامة) في تصريح له ل (أخبار اليوم) أمس من اللّجوء إلى القتل والحرق والفوضى يوم المسيرة السلمية لنصرة نبيّ الهدى غدا الجمعة 16 جانفي، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرّفات من شأنها أن تلحق الأذى بصورة الإسلام أمام العالم ككلّ ويتحوّل المظلوم إلى ظالم. وأكّد الإمام أن أعمال العنف والشغب ليست من أخلاق المسلم، وشدّد على ضرورة ألا يفسّر النّاس القرآن على هواهم وحسب ما يفهمون، (فتاوى هدر الدم لا علاقة لها بالإسلام، من يفسّر القرآن هم العلماء والتطرّف الذي أدّى إلى الإرهاب باسم الدين هو هذا التساهل في الإفتاء). بن فليس: الإسلام خطّ أحمر أكّد رئيس الحكومة الأسبق ومرشّح رئاسيات 17 أفريل الفارطة علي بن فليس أن الوصول إلى حدّ التجريح برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو ضرب من الجنون وشيء غير مقبول بتاتا، والمساس بالدين الإسلامي الحنيف خطّ أحمر يرفض رفضا قاطعا المساس به. وأوضح بن فليس خلال تنديده بالعمل الشنيع الذي قامت به مجلّة (شارلي إيبدو) أن المساس بهوية الجزائري والطعن في قدسيته محرّم تحريما قطعيا، مبرزا أن الإسلام هو جزء لا يتجزّأ من هوية كلّ واحد منّا، معتبرا أن التمادي في الاستفزازات لا يصبّ إطلاقا في مشروع التقارب والتفاهم والتضامن بين بني الإنسان (الذي نسعى من أجل تغليبه على مشاريع صراع الحضارات والديانات والعرقيات). مقري: يريدون عزل المسلمين عن العالم قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري إن الاعتداء على الدين الإسلامي لا يستبعد وجود تخطيط محكم من جهات تحارب الإسلام وتعمل على إحداث قطيعة عميقة بينه وبين العالم، مشيرا إلى أن الغاية من وراء هذه المحاربة للدين الإسلامي هي إبعاد المسلمين عن العالم وعزلهم عن المجتمعات الأخرى. وأضاف مقري في سياق حديثه أن الهدف من معاودة نشر الرسوم المسيئة إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جعل المسلمين مستسلمين لأمرهم ويتركون بالتالي نصرة نبيّهم، مشدّدا على ضرورة الانتباه والتحليل الجيّد للاعتداء على أسبوعية (شارلي إيبدو).