{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} اكتشف العلماء جرماً يدعى جرم Luhman 16B ويبعد عنا 64 تريليون كيلومتر، ميزة هذا الجرم أن الغلاف الجوي له مليء بعنصر الحديد السائل.. هذا الحديد يتكثف مثل بخار الماء ثم ينزل على شكل أمطار حديدية! وتشير نماذج الكمبيوتر التي صممها العلماء إلى أنه حين يبرد القزم البني تتشكل في غلافه الجوي قطرات تحوي حديداً ومعادن أخرى. ويقول العلماء إن هذه القطرات تتجمع في شكل سحب ثم تمطر. والأقزام البنية هي أكبر من الكواكب التي في حجم كوكب المشترى، لكنها أصغر من أن يحدث فيها انصهار نووي، وهي عملية لازمة ليكتسب النجم بريقه. ويُطلق على الأقزام البنية أيضاً اسم (نجوم فاشلة) وهي تبدأ دورتها الكونية ساخنة تبعث ضوءا خافتاً، ثم تبرد تدريجياً. تصل درجة حرارة السحب الحديدية إلى 927 درجة مئوية. واكتشف العلماء حتى الآن بضع مئات من الأقزام البنية. واخترع العلماء تقنية جديدة مكنتهم من رصد تغير درجة البريق على سطح الجرم. وبعد هذا الاكتشاف المثير للانتباه أصبح إنزال الحديد من السماء على شكل أمطار واستقراره وتجمده ضمن كوكب ما ... هذه العملية أصبحت عادية ويتقبلها العلماء اليوم (2014) ولكن هذه الفكرة كانت مرفوضة قبل سنوات قليلة. بكل بساطة القرآن أخبر عن عملية إنزال الحديد من السماء إلى الأرض، واستغرب الكثيرون هذه العملية واعتبروا أن القرآن كلام بشر، أو فيه خطأ علمي.. وسبحان الله، يسخر الله علماء من غير المسلمين ليثبتوا لنا إمكانية نزول الحديد من السماء! يقول تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}.. [الحديد: 25]... فهذه الآية الكريمة تؤكد أن الحديد نزل إلى الأرض ويقول العلماء إن الأرض تعرضت خلال فترة تشكلها وعبر ملايين السنين إلى نزول الكثير من النيازك الحديدية التي ضربت الأرض واخترقت طبقاتها واستقرت في مركز الأرض، وذلك عندما كانت الأرض كرة ملتهبة في بداية تشكلها. فعنصر الحديد لا يمكن أن يتشكل على الأرض لأن ذرة الحديد بحاجة لكمية هائلة من الطاقة حتى تتشكل وهذه الطاقة لا تتوفر إلا في النجوم البعيدة.. سبحان الله! وهكذا يتبين لنا دقة كلمات القرآن، وهذا يدل على أنه كتاب الله تعالى. ** أول إعجاز علمي في التاريخ الإسلامي قال ى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ}.. [البقرة : 17]. صاحب هذا الإعجاز العلمي التاريخي هو ابن القيم الجوزية رحمه الله فقد قال بالنص في هذه الآية: (شبه الله حال المنافقين بقوم أُوقد لهم نارا لتضيء لهم، وينتفعوا بها فلما أضاءت لهم فأبصروا في ضوئها ما ينفعهم وما يضرهم، أطفئت عنهم تلك الأنوار، وبقوا في ظلمات لا يبصرون. وقوله أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ. أي جعل ضوءها خارجا عنه منفصلا؟ ولو اتصل ضوؤها به ولابسه لم يذهب، ولكنه كان ضوء مجاورة، لا ملابسة ومخالطة. وقوله ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ، ولم يقل بنارهم، ليطابق أول الآية، فإن النار فيها إشراق وإحراق، فذهب بما فيها من الإشراق (النور) وأبقى عليهم ما فيها من الإحراق (النارية). و قال (بنورهم) ولم يقل بضوئهم، لأن الضوء هو زيادة في النور، فلو قال: ذهب الله بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة فقط، دون الأصل، فلما كان النور أصل الضوء كان الذهاب به ذهابا بالشيء وزيادته. وهذا أبلغ في نفي الإبصار عنهم، وأنهم من أهل الظلمات، الذين لا نور لهم.. انتهي بتصرف). وهذا أول تفسير ينتبه لأن العين تُبصر بالنور الذي يأتي من خارجها وليس صادر عنها كما كان يظن السابقون وخصوصا فلاسفة اليونان، ولعله تأثر في ذلك بأقوال ابن الهيثم عن آلية الإبصار ومعلوم أن ابن القيم توفي في القرن الثامن الهجري بينما توفي ابن الهيثم في القرن الخامس الهجري، وقد اشتغل ابن القيم بالطب مما يجعلنا نقول إنه غالبا اطلع علي كتاب المناظر لابن الهيثم وتأثر به في تفسيره، وربما كان ذلك أول إعجاز علمي في التاريخ الإسلامي حيث قابل ابن القيم النص الشرعي بما وصل إليه العلم في زمانه. المصدر: موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم