ضمن سلسلة محاضرات سلسلة (في رحاب الجنة) التي تنظمها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، نظمت المؤسسة مساء الأربعاء الماضي محاضرة لفضيلة الأستاذ الدكتور زغلول النجار بمسجد الحسين بن على بالوكرة (آل عبدالغني)، أكد فيها أن الغرب يشهد إقبالا كبيرا على اعتناق الإسلام من قبل صفوة علمائه ومفكريه صفوة المجتمع، حتى سجل الإسلام بلا منازع أعلى نسبة للداخلين فيه مقارنة بكل الملل، وأن هذا الأمر يسبب حقدا دفينا على الإسلام ونبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وقال د. النجار إنه مهما نشر الغربيون من رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم فلن ينقصوا من قدره شيئا، فقدر النبي صلى الله عليه وسلم محفوظ لدى جميع المنصفين. ونبه أن ردود فعلنا يجب ألا تكون بالقتل، بل ببيان قدر النبي صلى الله عليه وسلم أكثر وأكثر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (والله ليتمّنّ الله هذا الأمر حتى لا يدع بيت مضر ولا وبر إلا أدخله الله الدين بعز عزيز أو بذل ذليل؛ إما يعزهم فيجعلهم من أهلها، أو يذلهم فيدينون لها)، وأننا بالكلمة الطيبة والدعوة وحسن العرض على الناس، وبالأخوة الإنسانية تفتح لنا أبواب الدنيا، وعلينا أن نبذل مجهودنا في هذا السبيل. * مكارم الأخلاق واستعرض فضل النبي صلى الله عليه وسلم على البشرية جمعاء، فقد جاء الرسول الخاتم ليرد البشرية من جديد إلى التوحيد الخالص لله الخالق، وإلى عبادته (تعالى) بما أمر، وإلى الالتزام بمكارم الأخلاق، وإلى الإحسان في المعاملات بين الناس جميعا. وجاء ليذكر الناس بمرحلية هذه الحياة الدنيا القصيرة، وحتمية الانتقال منها إلى الآخرة الأبدية، وأن الدنيا مزرعة للآخرة، فمن أحسن العمل فيها يكرمه الله (تعالى) بالخلود في جنات النعيم، ومن أساء فيها بالخروج على توحيد الله، وعدم عبادته (تعالى) بما أمر، وبالإساءة إلى الخلق، وبعدم الالتزام بمكارم الأخلاق فحسابه عسير وعقابه شديد في الآخرة. ولذلك وصف الحق (تبارك وتعالى) خاتم رسله بقوله العزيز: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ). وقال إن الرسول الخاتم -صلى الله عليه وسلم، بُعث والأرض غارقة في بحار الكفر والشرك والضلال، لأن الناس كانوا قد فقدوا نور الهداية الربانية، وأن الشيطان كان قد أغرقهم في الضلال الذي بلغ مداه في الشرك بالله. ففسدت المعتقدات، وانحرفت العبادات، وساءت المعاملات، وتدنت الأخلاق، وحرفت الديانات والسلوكيات...!! جاء هذا الرسول الخاتم برسالة التوحيد الخالص لله - تعالى-، وتعهد ربنا - تبارك اسمه- بحفظ هذه الرسالة الخاتمة تعهدا مطلقا حتى تبقي درع الوقاية للخلق أجمعين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).