الأنترنت في الجزائر الوزارة تبشّر بتطوير ال 4G وتعجز عن حلّ مشاكل الأجيال السابقة جاءت تصريحات وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال زهرة دردوري التي وعدت فيها بأن تشهد سنة 2015 إنجازات كبيرة على مستوى الربط بالجيل الرابع للأنترنت فائق السرعة بالموازاة مع سلسلة من المشاكل التقنية المتكرّرة التي يعانيها مشتركو (اتّصالات الجزائر)، حيث كان كثير منهم على موعد مع انقطاعات كارثية في الربط بالأنترنت، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى جدّية وجدوى الحديث عن (ثورة تكنولوجية) تعتمد على الجيل الرابع في الوقت الذي تعجز فيه (اتّصالات الجزائر) حتى عن ضمان حقّ مشتركيها في (التدفّق البطيء) للأنترنت. فبينما تبشّر دردوري الجزائريين بمزيد من الانتشار للجيل الرابع ما نزال نشهد استمرار مشاكل وأعطاب على مستوى الأجيال السابقة، وهي مشاكل وأعطاب عجزت وزارة دردوري عن إيجاد طريقة مثلى لحلّها، ولعلّ آخر تجلّياتها هو انقطاع في الربط بالأنترنت الذي يعاني منه منذ أسابيع عشرات المشتركين لدى الشركة العمومية (اتّصالات الجزائر) على مستوى العديد من البلديات العاصمية، وسبب هذا الانقطاع أرجعته وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال إلى سرقة العديد من الكوابل التي تضمن الربط بالهاتف والأنترنت. لهذا يرى المتتبّعون أنه على الوزارة أن تقوم أولا بعلاج هذا المشكل وحماية كوابل الشركة تفاديا لاستمرار سرقتها، وبالتالي حرمان عدد كبير من المشتركين من خدمة الأنترنت. وإذا كان من الجيّد أن تحرص الوزيرة دردوري على تطوير خدمات الجيل الرابع للأنترنت عالي التدفّق فإن ذلك ينبغي ألا يُنسيها أهمّية استدراك الخلل الموجود على مستوى الجيل الأول والثاني من التكنولوجيا، حيث أن الجزائر ورغم طرقها أبواب الجيل الرابع بعد نجاحها في ولوج الجيل الثالث، إلاّ أنها ما تزال تعجز عن التحكّم في المشاكل الموجودة على مستوى الجيلين السابقين. ورغم المشاكل التي يعاني منها معظم مشتركي الجيل الأول والثاني، إلاّ أن الوزارة تطمح إلى توسيع عملية الربط بالأنترنت الثابت الفائق السرعة (الجيل الرابع) خلال سنة 2015، لا سيّما إلى المناطق المجهّزة بالألياف البصرية عبرالتراب الوطني، حسب ما أكّدته وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتّصال. وقالت الوزيرة في إطار زيارة عمل قادتها إلى ولاية الجزائر: (سنواصل في سنة 2015 عملية الربط بالأنترنت الثابت الفائق السرعة [الجيل الرابع]، حيث مكّنتنا عملية تعميم الألياف البصرية من ربط مناطق جديدة). وأوضح الرئيس المدير العام لاتّصالات الجزائر أزواو مهمل ل (وأج) أنه سيتمّ الشروع في المرحلة الثانية من برنامج تعميم استعمال الأنترنت الثابت الفائق السرعة الذي أطلق سنة 2014 خلال السداسي الأول من سنة 2015. وأضاف ذات المسؤول أنه (سيتمّ الآن الانتقال إلى المرحلة الثانية وسنكثّف عملية الربط بالأنترنت في المناطق التي توجد فيها الشبكة والطلب، كما أننا سنغطي المناطق غير المعنية إلى حد الآن). وعن سؤال حول المرحلة الأولى لهذا البرنامج أكّد السيّد مهمل أن (الحصيلة مُرضية جدا)، فقد بلغ عدد الزبائن أزيد من 86.000، وأوضح قائلا: (لا نعوّل فقط على الجيل الرابع للهاتف الثابت الذي يعدّ بالنسبة لنا تكنولوجية تكميلية لتكنولوجيات الألياف البصرية والأنترنت الفائق السرعة). وبخصوص مشكل انقطاعات الأنترنت والتدفّق الضعيف الذي يشتكي منه المستعملون دوما فيما يخص الجيل الأول والثاني أوضحت السيّدة دردوري أن اتّصالات الجزائر كانت (ضحية نجاحها، حيث لم يتابع تنظيم المؤسسة إطلاق وتطوير شبكة الأنترنت التي لقيت ترحيبا ونجاحا كبيرا من قِبل المستعملين). وبشأن أولويات القطاع خلال سنة 2015 أشارت الوزيرة إلى أن مصالحها تركّز على إطلاق قبل نهاية السنة الجارية الجيل الرابع للهاتف النقّال، مضيفة: (سنخفّض من وتيرتنا مقارنة بالجيل الثالث، سنوفر هذه الخدمة للذين يحتاجون إليها مثل سكان المجمّعات الكبيرة والمؤسسات). وتطرّقت السيّدة دردوري من جهة أخرى إلى مشروع تجميع كلّ مراكز متابعة الشبكة في مكان واحد (بن عكنون) بهدف (تنسيق أفضل للجهود في التدخلات في حالة حوادث). وخلال زيارة العمل التي قامت بها للجزائر دشّنت الوزيرة رسميا ثلاث وكالات تجارية لاتّصالات الجزائر في أحياء وكالة تحسين وتطوير السكن (عدل) لأولاد فايت والعاشور (تعمل منذ صيف 2014) وفي حي 500 مسكن بالكاليتوس، كما دشّنت ثلاثة مكاتب بريد وسط الدرارية وحي عدل بعين النعجة ببلدية جسر قسنطينة وحي 500 سكن بالكاليتوس. واعتبرت السيّدة زهرة دردوري أن (هناك تحسّنا ملحوظا في الخدمة العمومية على مستوى مراكز البريد)، حيث قالت إنه (يبقى هناك نقائص نعمل على تداركها، لكن الزبون راض جدّا)، حسب سجِّلات الشكاوى على مستوى مكاتب البريد التي زارتها بئر توتة وبن عكنون والأبيار. ولا شكّ أن الجزائريين يتمنّون أن تنجح الوزارة في حلّ مشاكل الجيل الأول والثاني أولا، وكذا تعزيز وتطوير خدماتها الأخرى.