الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ذو ال 69 عاماً، الذي أصبح ولياً للعهد في السعودية مع وفاة الملك عبد الله واعتلاء الأمير سلمان سدة الحكم، كان مقرباً من الملك الراحل ويعد تقدمياً قد يصبح الملك الأخير من (الجيل الأول) من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز. ولد مقرن في سبتمبر 1945 في الرياض، وهو الأصغر سناً بين أبناء الملك عبدالعزيز، وتابع دراسات عسكرية في بريطانيا قبل أن ينخرط في الشأن العام. تخرج مقرن في 1968 من مدرسة كرانويل العسكرية الشهيرة وخدم في سلاح الجو قبل أن يشغل اعتباراً من العام 1980 منصب أمير منطقة حائل، ومن ثم أمير منطقة المدينة. وفي أكتوبر 2005، أوكل الأمير مقرن قيادة المخابرات السعودية، وهي وظيفة سمحت له بتطوير خبرته السياسية ونسج علاقات إقليمية ودولية. وفي 2012، عينه الملك عبد الله مستشاراً ومبعوثاً خاصا له، ومطلع فيفري 2013، عين الأمير مقرن نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو منصب يفتح أمامه ولاية العهد. ومقرن المعروف بتواضعه واهتمامه بالمواطنين، يهتم أيضاً بالشؤون الزراعية والفضائية، كما أنه مدافع عن قيام حكومة إلكترونية في بلاده. وللأمير مقرن 15 ابناً وابنة زرق بهم من زيجتين، ويرأس مقرن شأنه شأن باقي أمراء الأسرة المالكة عدة مؤسسات اجتماعية، وعين الأمير مقرن في 27 مارس 2014، وفي خطوة غير مسبوقة، ولياً لولي العهد، أي إنه سيكون حكماً ولي العهد المقبل، وقد أراد الملك عبد الله بذلك أن يضمن وصوله إلى العرش. وبما أنه الابن الأصغر للملك عبدالعزيز، فقد يكون مقرن الملك الأخير من (الجيل الأول)، وستطرح معه بقوة مسألة الانتقال إلى الجيل الثاني. وقال بيان تسميته ولياً لولي العهد، إن القرار اتخذ بموافقة ثلاثة أرباع هيئة البيعة التي شكلها الملك، وتضم 34 عضواً من أجل إدارة عملية الخلافة في الحكم. وقال مصدر سياسي سعودي إن (سبعة أمراء من هيئة البيعة أعربوا عن تحفظات) على تسمية مقرن في منصب ولي العهد، ما يظهر وجود خلافات داخل أسرة آل سعود. وقال المحلل المتخصص في شؤون الخليج فريديريك ويري إن عبد الله قام من خلال تسمية مقرن في هذا المنصب (بكسب بعض الوقت في مسألة الانتقال إلى الجيل الثاني)، وبحسب ويري العامل في معهد كارنيغي، فإن (الاختبار الحقيقي سيكون مع موت سلمان)، إذ إن مقرن لا ينتمي إلى الأجنحة القوية في الأسرة الحاكمة مثل الجناح المعروف ب(السديريين السبعة)، أي أبناء الملك عبد العزيز من حصة السديري. وأضاف (قد نشهد مناورات مكثفة من أمراء الجيل الثاني، مما قد يؤدي إلى سياسة خارجية أكثر اضطراباً وأكثر فوضوية). وولد مقرن لأم يمنية، مما سيشكل حالة غير مسبوقة عند وصوله إلى سدة الحكم، وصورته كتقدمي تدفع للاعتقاد بأنه سيتابع على الأرجح برنامج الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأها الملك عبد الله بشكل حذر. ومن خلال عمله في المخابرات، نسج الأمير مقرن علاقات قوية في الإقليم والعالم، ودخل على خط الملفات الأفغانية والباكستانية والسورية واليمنية واللبنانية بحسب مصادر دبلوماسية، كما يعرف عن الأمير مقرن ريبته من الجار الإيراني. وجاء في وثيقة دبلوماسية أمريكية سرية سربها موقع ويكيليكس، أن الأمير مقرن أعرب عن قلقه من (تحول الهلال الشيعي إلى بدر شيعي)، في إشارة إلى المخاوف من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.