تأسست الاتحادية الجزائرية في مثل هذا اليوم من عام 1962، وهذا خلال الجمعية العامة الأولى، وتم مباركة انتخاب الراحل الدكتور معوش من طرف الرئيس الحالي للجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يشغل آنذاك وزير الشباب والرياضة، وفور تعيين الدكتور محمد معوش على رأس الاتحادية انضمت الجزائر إلى كل من الاتحادية الدولية لكرة القدم الفيفا والاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف وبذلك التحقت الجزائر بركب الدول العالمية التي كانت تنشط تحت لواء الفيفا· وبهاته المناسبة سنقدم جميع أسماء الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الاتحادية· الراحل الدكتور محمد معوش من ( أكتوبر 1962 إلى أكتوبر 1969) كما سبق الذكر انتخب الراحل الدكتور محمد معوش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خلال الجمعية العامة· دامت فترة الراحل الدكتور معوش على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم سبع سنوات كاملة، فبعد أن تم تجديد فيه الثقة لعهدة ثانية في عام 1966، وهذا بالإجماع إلى غاية عام 1969، حيث لقي حتفه في حادث سقوط طائرة في سماء الجماهيرية العربية الليبية· عرفت الكرة الجزائرية في عهد الراحل الدكتور معوش، تقدما كبيرا، فبعد مشاركة المنتخب الوطني في الألعاب الإفريقية ببرازافيل عام 1965، حقق المنتخب الوطني سنتين من بعد خطورة كبيرة، بتأهله إلى الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في مثل هذه الأيام من عام 1967 بإثيوبيا، فحتى وإن أقصي زملاء حسن لالماس من الدور الأول إلا أن شبان الجزائر تركوا انطباعا حسنا بدليل اختيار لالماس ضمن أحسن اللاعبين في البطولة· محمد بن نونيش (من أكتوبر 1969 إلى جويلية 1973) بعد الراحل الدكتور محمد معوش الذي دامت فترته إلى غاية 1969، خلفه السيد محمد بن تونيش، حيث دامت فترة رئاسته للاتحادية أربع سنوات أي إلى غاية عام 1973· على عكس الراحل الدكتور معوش، شهدت فترة بن تونيش تراجعا كبيرا للكرة الجزائرية على الصعيد القاري، حيث فشل المنتخب الوطني في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1970 كما أقصي في الدور الأول من مونديال المكسيك عام 1970· نفس الإخفاق سجله المنتخب الوطني في إقصائيات كأس أمم إفريقيا عام 1972 حيث خرج في الدور الأول أمام المنتخب المغربي بعد فوز المغرب في لقاء الذهاب 2/0، لم يجد الفوز المحقق في لقاء الذهاب نفعا لزملاء عبد الحميد صالحي· إخفاق الخضر خلال فترة الرئيس بن تونيش، لم يقتصر فقط على إقصائيات كأس أمم إفريقيا، بل كان في إقصائيات أولمبياد ميونيخ، بخروجه في الدور الأول أمام المنتخب المالي، بخسارته لقاء الذهاب ببماكو هدف لصفر وتعادل في الجزائر في لقاء الإياب بهدفين لمثلهما· الدكتور بن عودة عمار (من جويلية 1973 إلى ماي 1975) لم يتقدم السيد بن عودة عمار إلى رابع انتخابات للاتحادية، التي جرت في شهر جويلية من عام 1973، ففي ظل احتفالات الجزائريين بالذكرى الحادية عشر للاستقلال، كان أعضاء الجمعية العامة للاتحادية على موعد مع انتخابات الفاف والتي فاز بها الدكتور بن عودة عمار، أحد الوجوه الرياضية المعروفة خاصة على مستوى منطقة الغرب الجزائري· الضربة الموجعة التي تلقاها الجمهور الرياضي الجزائري في طرف قياسي في طرف شهرين على يد المنتخب التونسي عجلت بتقديم بن عودة عمار لاستقالته من على رأس الفاف· الضربة الأولى كانت إقصاء الخضر في أول دور تصفوي لكأس أمم إفريقيا التي جرت نهائياتها بإثيوبيا، فبعد عودة المنتخب الوطني بتعادل إيجابي من تونس بهدف لمثله، حلم التأهل إلى الدور الثاني تبخر بعد خسارة مرة بالجزائر 2/1· شهر من بعد تقريبا وفي يوم 11 ماي من عام1975 جسد المنتخب التونسي تفوقه على منتخبنا الوطني بقرضه التعادل بملعب 5 جويلية هدف لمثله في أول دور إقصائي لأولمبياد مونتريال، نتيجة كان لها الأثر السلبي على رئيس الاتحادية بن عودة عمار، حيث قرر تقديم استقالته· عبد النور بقة (من أوت 1975 إلى جانفي 1978 ) قبل انتخاب عبد النور بقة رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم في شهر أوت من عام 1975، أقصي الفريق الوطني من أولمبياد مونتريال بعد خسارته لقاء الإياب أمام المنتخب التونسي 2/1· جاء انتخاب عبد النور بقة على رأسالفاف خلفا للمستقيل عمار بن عودة ثلاثة أسابيع فقط قبل انطلاق دورة البحر الأبيض المتوسط ببلادنا، الأمر الذي تطلب من القادم إلى مقر الفاف تسخير كل الإمكانيات للمنتخب من أجل طي إخفاقاته المتتالية في المنافسات القارية والدولية· ومن بين ما قام به عبد النور بقة هو تعيينه للمدرب رشيد مخلوفي على رأس المنتخب الأول بعد أن كان هذا الأخير على رأس المنتخب الوطني العسكري، وبما أن مخلوفي يعرف خبايا منتخبات دول إفريقيا الشمالية ودول جنوب المتوسط، استطاع أن يبهر المتتبعين خلال تلك الدورة، فلم يشكل تتويج المنتخب بالميدالية الذهبية مفاجأة للمتتبعين، بالرغم من أن المنافس كان اسمه المنتخب الفرنسي (آمال)، حيث هزمه بثلاثة أهداف لهدفين بعد لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي الذي ابتسم لزملاء عمر بتروني صاحب هدف التعادل في الوقت بدل الضائع في التسعين دقيقة· تتويج المنتخب الوطني بالميدالية الذهبية لكرة القدم لدورة المتوسط عام 1975 وهي الميدالية الذهبية الوحيدة للتذكير للكرة الجزائرية في هذه المنافسة، شكل نصرا كبيرا لعبد النور بقة، لكن للأسف لعنة فشل المنتخب الوطني في بلوغ نهائيات كاس أمم إفريقيا تكررت في دورة غانا عام 1978 إثر خسارة الخضر لقاء الذهاب بلوزاكا أمام المنتحب الزامبي 2/0، علما أن لقاء الذهاب الذي جرى بملعب 5 جويلية انتهى بفوز الجزائر2/1، ستة أشهر بعد هذا الإخفاق ترك عبد النور بقة منصبه دون أن يكمل عهدته· قارة تركي (من جانفي 1978 إلى أكتوبر 1980) في نفس الشهر أي شهر جانفي من عام 1978، الذي رحل فيه عبد النور بقة من رئاسة الفاف تم تعيين السيد قارة تركي على رأس هذه الهيئة، ودامت فترة هذا الرجل سنتين وعشرة أشهر، حقق فيها المنتخب الوطني خلال حقبة السيد الحاج سقال الكثير من الإنجازات التاريخية، أولها تتويج الخضر بالميدالية الذهبية للألعاب الإفريقية الخامسة التي جرت ببلادنا عام 1978 بتفوقه في اللقاء النهائي على المنتخب النيجيري بهدف دون رد وقعه اللاعب علي بن شيخ· كما ألحق منتخبنا الوطني أثقل هزيمة في تاريخ المنتخب المغربي، حيث فاز عليه في آخر جولة إقصائية لأولمبياد موسكو عام 1980، 5/1 في الدارالبيضاء المغربية و 3/0 بملعب 5 جويلية، لينتزع ورقة العبور إلى الأدوار النهائية، حيث لم يكتف زملاء الراحل محمد خديس في الأولمبياد بالمشاركة الرمزية فقط، بل تمكنوا من بلوغ الدور الثاني، ليودعوا الدورة على يد المنتخب اليوغسلافي بخسارة قاسية 3/0، وهي آخر مرة يبلغ فيها المنتخب الجزائري لكرة القدم الأدوار النهائية للأولمبياد· وقبل ذلك كان المنتخب الوطني قد وصل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بنيجيريا لكنه خسر النهائي أمام منتخب البلد المنظم 3/0· الحاج سقال (من نوفمبر 1980 إلى نوفمبر 1982) سنتان بالتمام والكمال هي الفترة التي ترأس فيها الحاج سقال الفاف، ورغم قصر هذه الفترة، إلا أن المنتخب الوطني وصل خلال عهدة هذا الرحل إلى أعلى هرم الكرة الإفريقية ببلوغه مونديال اسبانيا عام 1982، وتأهله إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لنفس العام بليبيا، لكن الغرور كلف الخضر خسارة الكأس التي كانت بين أيدي اللاعبين، لكن في بلاد الأندلس وأمام أعين الحاج سقال ألحق منتخبنا الوطني هزيمة تاريخية بالمنتخب الألماني بفوزه عليه 2/1· أربعة أشهر من مونديال اسبانيا غادر الحاج سقال مقر الاتحادية تاركا وراءه ذكريات جميلة في تاريخ الكرة الجزائرية· عمر كزال (من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 ومن جويلية 1989 إلى نوفمبر 1992 ومن أفريل 2000 إلى أوت 2001 ) يعد عمر كزال الوحيد في تاريخ الفاف الذي ترأس هذه الهيئة لثلاث مرات، المرة الأولى كانت من نوفمبر 1982 إلى أفريل 1984 والمرة الثانية امتدت من شهر جويلية 1989 إلى شهر نوفمبر 1992 والمرة الثالثة كانت من أفريل 2000 إلى أوت 2001· يمكن القول إن رئاسة كزال للاتحادية شهدت الكرة الجزائرية مستويات متباينة، فإذا كانت الفترة الأولى قد بلغ فيها منتخبنا نهائيات كأس أمم إفريقيا عام 1984 بكوت ديفوار واحتلاله الصف الثالث، فإن في الفترة الثالثة نال فيها منتخبنا الوطني التاج القاري عام 1990 بتفوقه على المنتخب النيجيري بالجزائر، كما سجل المنتخب الوطني في عهدته مهزلة خلال دفاعه عن لقبه القاري بالسنغال، حيث أقصي المنتخب بقيادة الشيخ كرمالي في الدور الأول· الفترة الثالثة تزامنت مع الأيام السوداء التي ميزت الكرة الجزائرية، وكان من نتاج ذلك سوء الاستقرار على رأس الاتحادية، حيث لم يكمل عمر كزوال عهدته، وهي نفس الميزة التي ميزت عهدتها الأولى والثانية، حيث لم يكمل كذلك عهدته الرئاسية· يسعد دومار (من ماي 1984 إلى أفريل 1986) بعد عمر كزال الذي ترك منصب الفاف في شهر أفريل من عام 1984 إثر إخفاق منتخبنا الوطني من بلوغ أولمبياد لوس أنجلوس أمام المنتخب المصري، تم تعويضه بيسعد دومار، وخلال حقبة هذا الأخير تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986، وإلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر، لكن المشاركة الهزيلة للمنتخب في دورة مصر بخروجه في الدور الأول بتعادلين أمام زامبيا والمغرب وخسارة أمام الكاميرون 3/2، كانت من الإسباب الرئيسية بترك يسعد دومار لمنصب الفاف في شهر أفريل من عام 1986· محمد مكيراش (من أفريل 1986 إلى جويلية 1987) وصف عهدة خليفة يسعد دومار وهو محمد مكيراش، الأقل منذ تأسيس الاتحادية في شهر أوت من عام 1962، حيث لم تدم فترة هذا الرجل إلا عام وشهرين فقط، كان له شرف حضور مونديال المكسيك الذي شارك فيه منتخبنا الوطني لكن للأسف أقصي في الدور الأول· وتزامن رحيل مكيراش من الفاف مع تدشين ملعب 19 ماي بعنابة، من خلال اللقاء الذي فاز به منتخبنا الوطني بهذا الملعب على المنتخب السوداني 3/1 في إطار إقصائيات أولمبياد سيول الذي أخفق فيه منتخبنا في التأهل بعدما فشل في تخطي عقبة المنتخب النيجيري· بلعيد لكارن (من سبتمبر 1987 إلى أكتوبر 1988) حطم بلعيد لكارن الحكم الجزائري في مونديال اسبانيا 82، الفترة الزمنية القصيرة التي سبقه إليها محمد مكيراش، حيث لم تدم فترة لكارن على رأس الفاف إلا 11 شهرا فقط· أرغم لكارن على الاستقالة بسبب التخلاط على مستوى الاتحادية· رشيد مخلوفي (من أكتوبر 1988 إلى فيفري1989) بعد محمد مكيراش الذي اعتبر أول رئيس يترأس الفاف لأقل فترة ب14 شهرا وبعده بلعيد لكارن ب11 شهرا، جاء الدور لرشيد مخلوفي، فرغم ماضيه الكروي ورغم البرنامج الطموح الذي جاء به خدمة للكرة الجزائرية، إلا أن المسكين وجد نفسه مرغما لترك منصبه وهذا بعد أربعة أشهر من انتخابه على رأسالفاف· رحيل مخلوفي عن الفاف ترك هذه الهيئة بدون رئيس، حيث تم تعيين سي محمد بغدادي ولمدة أربعة أشهر، إلى أن تم انتخاب عمر كزال كما سبق الذكر· (من نوفمبر 1992 إلى سبتمبر 1993) الفاف بدون رئيس ومن سبتمبر 1993 إلى جويلية 1994 المولدي عيساوي رحيل عمر كزال عن رئاسة الاتحادية في مطلع شهر نوفمبر من عام 1992 كان له الأثر السلبي على هذه الهيئة، حيث بقي منصب الرئيس شاغرا عشرة أشهر، لينتخب في شهر سبتمبر من عام 1993 اللاعب السابق لاتحاد العاصمة المولدي عيساوي خلال جمعية عامة، لكن الرجل لم يكمل عهدته حيث أرغم على الاستقالة في شهر جويلية من العام الموالي دون أن يكمل ولو عام واحد من فترة رئاسته، حيث ترك منصبه مرغما بعد الذي حدث للمنتخب الوطني، بخسارته لقاء السنغال على البساط بعد إدراج اللاعب كعروف وهو تحت طائلة العقوبة في لقاء الذهاب أمام المنتخب السنغالي، الأمر الذي كلف منتخبنا الوطني عدم بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت قي ربيع من عام 1994· الراحل رشيد حرايق (من جويلية 1994 إلى جانفي 1995) بعد استقالة المولدي عيساوي، انتخب خلفا له الراحل رشيد حرايق لكن لعنة السياسة والسياسيين دفع هذا الأخير ثمنها غاليا، حيث اغتيل في مطلع شهر جانفي، تاركا وراءه أكثر من علامة استفهام، من قتل رشيد حرايق؟ ومن المستفيد من اغتياله؟، أسئلة لم نجد لها إجابة إلى حد الآن، رحم الله رشيد حرايق أسكنه فسيح جنانه، إنا لله وإنا إليه راجعون· العربي بريك (من جانفي 95 إلى أفريل 96) وسعيد عمارة (من أفريل 96 إلى جوان 96) ومحمد العايب (من أوت 96 إلى نوفمبر 96) اغتيال رشيد حرايق كان له الأثر السلبي على الاتحادية، حيث تميزت باللاستقرار، فعلى مدار أقل من ثلاث سنوات تعاقب على رئاسة الفاف ثلاثة رؤساء الأول العربي بريك الذي كان يشغل رئيس رابطة وهران الجهوية، حيث ترأس الفاف لمدة 16 شهرا، لترك منصبه لابن مولودية سعيد عمارة، الذي ترأس هذه الهيئة لمدة شهرين فقط، ولمدة ثلاثة أشهر ترأسها الرئيس الحالي لاتحاد الحراش الذي أرغم على ترك منصبه· أربعة رؤساء مؤقتين والراحل ذيابي ترأس الفاف 17 شهرا وروراوة وحداج أكملا عهدتهما على مدار الثلاثة عشر سنة الأخيرة تداول على رئاسة الفاف سبعة رؤساء، بمعدل رئيس كل سنتين، وهو معدل يعكس الواقع المزري للكرة الجزائرية، أربعة من هؤلاء ترأسوا الفاف لفترات مؤقتة ويتعلق الأمر بكل من محمد بغورة من نوفمبر 1996 إلى سبتمبر 1997 وسعيد بوعمرة من سبتمبر 1997 إلى نوفمبر 1997 وبن عمار برحال من شهر جويلية 1999 إلى الشهر الموالي من نفس العام وحسن الشيخ من شهر أوت 1999 إلى أفريل 2000 نوفمبر 1997 - جوان 1999: محمد ذيابي وبين فترة برحال وحسن الشيخ ترأس الفاف بالاقتراع الراحل ذيابي وهذا في الفترة مابين شهر نوفمبر 1997 إلى شهر جوان 1999· وبعد شغور منصب الفاف لمدة 17 شهرا، أي من شهر أفريل 2000 إلى شهر نوفمبر 2001، انتخب في مطلع شهر نوفمبر عام 2001 الرئيس الحالي محمد روراوة رئيسا للاتحادية في الجمعية العامة للاتحادية التي انعقدت بالمكتبة الوطنية بالحامة متفوقا ببضع أصوات على منافسه الوحيد رشيد بوعبد الله، وبعد إتمام عهدته انتخب بديلا له حميد حداج، ليعود من جديد الحاج روراوة، وكله أمل أن يعيد للجلد المنفوخ ببلادنا مجده التليد، وأن يزيل رؤوس الفتنة الذين عاثوا بكرتنا فسادا·