هكذا كانت انطلاقة ... سنتحدث في هذا العدد من ركن من ارشيف لاكرة الجزاترية عن قصة تاريخ اول بطولة للقسم الوطني الأول والتي جرت في موسم 2009/2010، والتي أعطيت إشارة انطلاقتها في شهر اكتوبر من عام الاستقلال، لكن البداية الحقيقية للبطولة الوطنية كانت في موسم 1963/1964، حيث تم تشكيل بطولة وطنية، تنافس من اجل اللقب الوطني 16 فريقا. وبما أن الراحل محمد معوش الذي يعد من بين المهندسين الأوائل لتأسيس البطولة الوطنية ارتأينا أن نقدم نبذة عن هذا الرجل الذي وافته المنية وهو يؤدي واجبه الوطني خدمة للجزائر بأرض ليبيا اثر سقوط الكاسرة التي كان على متنها ولقي حتفها بداخلها، كما سنتعرف على أهم انجازات هذا المرحوم خلال رئاسته للفاف. 21 اكتوبر 1963تأسيس " الفاف" تأسست الاتحادية الجزائرية في الحادي والعشرون من عام 1962 أي بعد ثلاثة أشهر و17 يوما من الاستقلال، وهذا خلال الجمعية العامة الأولى، وتم مباركة انتخاب المرحوم الدكتور معوش من طرف الرئيس الحالي للجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يشغل آنذاك وزير الشباب والرياضة، وفور تعيين الدكتور محمد معوش على رأس الاتحادية أنظمت الجزائر إلى كل من الاتحادية الدولية لكرة القدم " الفيفا" والاتحاد الإفريقي لكرة القدم " الكاف" وبذلك التحقت الجزائر بركب الدول العالمية التي كانت تنشط تحت لواء " الفيفا". من تأسيس الاتحادية الى تأسيس البطولة فور انتخاب الدكتور محمد معوش على راس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في 21 اكتوبر 1962 وانضمام الجزائر الى المحافل الرياضية الدولية، تم تأسيس البطولة، وبما أن هذه البطولة الأولى التي أعقبت الاستقلال، تم دمج جميع الأندية التي أعلنت انخراطها في مستوى واحد، وتم تقسيم الأندية على أربع مجموعات وفق التقسيم الجغرافي ( المجموعة الشرقية والمجموعة الوسطى الشرقية والمجموعة الوسطى الغربية والمجموعة الغربية). ونظرا لقلة عدد الأندية والظروف الصعبة التي كانت عليها الجزائر في تلك الفترة، نظرا لم ورثتها من الاستعمار الفرنسي الغاشم، استحال على العديد من النوادي التي كانت قبل الاستقلال تشكل قطب الكرة الوطنية، لكن سرعان ما استعادت هذه الأندية أنفاسها في الموسم الموالي ودخلت معترك البطولة ولو من الأقسام الدنيا. ومن بين أهم الفرق التي شاركتن في أول بطولة في تاريخ الجزائر المستقلة نخص بالذكر من الجارين مولودية العاصمة واتحاد العاصمة وشباب بلوزداد واولمبي العناصر، وعلى ذكر هذا الفريق فقد تمكن من سحق مستضيفه شباب بئر التوتة بنتيجة لا تقبل أي جدل 18/0، وظلت هذه النتيجة صامدة لأكثر من ثلاثين سنة. إضافة الى الفرق الثلاثة السالف ذكر،ا نسجل مشاركة أندية اتحاد عنابة ووفاق سطيف ومولودية قسنطينة واتحاد خنشلة وشباب صخر سيرتا قسنطينة من الشرق واتحاد حجوط وأمل الاربعاء وشباب برج منايا وصفاء الخميس ووداد بوفاريك واتحاد البليدة من الوسط ومديوني وهران ووداد تلمسان واتحاد بلعباس وترجي مستغانم وجمعية وهران ومولودية وهران ومديوني وهران من الغرب. هكذا لعبت أول بطولة في تاريخ الجزائر المستقلة كما سبق الذكر بعد أن انتهاء المهلة التي منحتها الاتحادية الى جميع الأندية من اجل انخراطها في الاتحادية، للمشاركة في أول بطولة، والتي كانت جهوية ضمت أربعة مجموعات. لعبت أول جولة في مطلع شهر نوفمبر، وقبل ذلك كانت هذه الأندية على موعد مع مباريات الدور الأول لكاس الجزائر، الأمر الذي جعل من هذا الدور بالنسبة لعديد من الأندية معيارا حقيقيا لمعرفة مدى قدرة كل فريق من اجل مسايرة ريتم البطولة. على غرار ماهو سائر اليوم، لعبت أول بطولة في تاريخ الجزائر المستقلة ذهابا وإيابا، على أن يتأهل بطل كل مجموعة الى المرحلة النهائية، التي لعبت على شكل دورة مصغرة من اجل تحديد هوية المتوج بأول لقب وطني في تاريخ الجزائر المستقلة. جاءت العديد من المباريات غريبة الأطوار بخصوص نتائجها، بسبب تباين مستوى الفرق التي كانت تشكل البطولة، خاصة إذا علمنا انه لم تكن هناك مقاييس من اجل وضع كل فريق، كون هذه البطولة جاءت مباشرة بعد الاستقلال فكان لزاما أن يتم دمج جميع الندية في مستوى واحد، وبعدها يتم وضع كل فريق وفق الأقسام الذي تم إنشائها. من بين النتائج الملفتة للنظر، فوز كما سبق الذكر اولمبي العناصر على شباب بئر التوتة بنتيجة ساحقة 18/0 وفوز اتحاد العاصمة على نجم البرواقية ينتبجة 13/1، أما الفرق التي فازت مابين خمسة أهداف وثمانية فكم هي المباريات التي انتهت بمثل هذا العدد من الأهداف، وهو ما سنعود الى هذا الموضع في عدد خاصة عبر هذه النافذة التاريخية. في ظل النتائج الساحقة التي كانت تفوز بها الندية الكبيرة كمولودية الجزائر واتحاد الجزائر واتحاد عنابة ومديوني وهران، انعكست على السير الحسن لبطولة، فعدم وجود توازن حقيقي في كل مجموعة، تجلى واضحا أن الأندية التي كانت تلعب الأدوار الطلائعية إبان الاحتلال الفرنسي، والتي كانت تمثل الجزائرالمحتلة في كاس اتحاد شمال إفريقيا كالمولودية والاتحاد والمديوني واتحاد البليدة واتحاد عنابة، وهي الأندية التي ظلت محافظة على مراكزها الأولى الى غاية الجولات الأخيرة، حيث أفرزت تأهل كل من اتحاد العاصمة ومولودية العاصمة واتحاد عنابة ومديوني وهران الى المرحلة الأخيرة، فيما تم تقسيم بقية الفرق وفق المرتبة التي أنهت بها البطولة. الدورة لتحديد هوية البطل لم تجد أندية اتحاد عنابة عن المجموعة الشرقية ومولودية العاصمة عن المجموعة الوسطى الشرقية واتحاد العاصمة عن المجموعة الوسطى الغربية ومديوني وهران عن المجموعة الغربية ادني صعوبة في كسب لقب كل مجموعة، بسبب العناصر اللامعة التي كانت تزخر بها كل تشكيلة، ضف الى ذلك أن كل تشكيلة كانت مدعمة بالعديد من اللاعبين الذين لعبوا لمنتخب جبهة التحرير الوطني، فمثلا بوحيزب كان يلعب لفريق مديوني وهران والحراس الشهير العقبي لاتحاد العاصمة. الدورة الرباعية لعبت في شهر جوان 1963، ففي مباراة محلية خالصة بين الجارين اللدودين الاتحاد المولودية وجد لاعبوا الاتحاد بقيادة برناوي وكريمو ومزياني صعوبات كبيرة في قهر لاعبوا المولودية حيث تمكن زملاء مزياني من هز شباك المولودية مرتين مقابل مرة واحدة لفريق المولودية، وهي ثاني هزيمة يلحقها الاتحاد بالمولودية بعد تلك التي فاز بها بثلاثة أهداف دون رد. لم يهضم أنصار المولودية هزيمة فريقهم الثانية أمام الاتحاد حيث أثأرت سخرية وعشاق المولودية، حيث كادت أن تحدث مناوشات بين أنصار الفريق والناعبين، حين لجا المئات من عشاق المولودية بمنع لاعبي فريقهم من الخروج من الملعب، الأمر الذي اضطر رجال الأمن الى التدخل. اللقاء الثاني الذي جمع بين اتحاد عنابة ومديوني وهران انتهى لمصلحة الفريق الأول بنتيجة 3/1 ، وبذلك تصدر فريقي الاتحاد العاصمي والعنابي الريادة. الجولة الثانية جاءت لمصلحة اتحاد العاصمة الذي تمكن من قهر اتحاد عنابة فيما انتهت مواجهة المولودية والمديوني بالتعادل، الأمر الذي جعل اتحاد العاصمة قاب قوسين آو ادني من معانقة اللقب الوطني الأول في تاريخ الجزائر المستقلة، فجاءت مباراته الأخيرة أمام مديوني وهران تحصيل حاصل كما يقال، وانتهت بفوز الاتحاد بهدفين لواحد، وبنفس النتيجة فاز اتحاد عنابة على مولودية العاصمة، وقد قيل بعدها أن لاعبي مديوني وهران تناولوا بالفوز بمصلحة فريق الاتحاد مقابل بضع دنانير، وتلكم هي حكاية أخرى انتظروها في أعدادنا القادمة عن تاريخ بزبنسة المباريات في الجزائر، والتي تمتد جذورها من أول بطولة بعد الاستقلال. اتحاد العاصمة أول فريق يتوج باللقب الوطني برز في فريق الاتحاد لاعبون ممتازون كانو يلعبون في الملعب العاصمي، وهو احد الفرق الذي كان ينشط إبان الحقبة الاستعمارية، نخص بالذكر كل من برناوي وصالح.بلبكري ومدني وزمور اوهي العناصر التي كانت قد تقدمت بطلب للانضمام الى فريق المولودية لكن طلبهم قوبل بالرفض الأمر الذي اثأر استيائهم وقرروا الالتحاق بالجار الاتحاد، حيث وجدوا كل العناية والترحاب من طرف مسيري هذا الفريق. وبعد التحاق الاعبي السالف ذكرهم، دعم فريق الاتحاد صفوفه بلاعبين أكثرة قوة وشهرة أبرزهم اللاعبين المرحومين بن تيفور و العقبي هذا الأخير كان محترفا مع نادي لوزان السويسري، فيما كان الثاني محترفا بنادي ري ستار الفرنسي. أما تشكيلة اتحاد العاصمة المتوجة بأول بطولة وطنية بعد الاستقلال فكانت تتشكل من العناصر التالية، العقبي،ومدني وعفطوش وجمعة وصالح وكريمو وبن تيفور ومزياني وكاتن يشرف على تدريب الفريق المدرب القدير بلامين