الأردن يتوعد قتلة الكساسبة * الموت حرقا .. أبشع الأساليب الاستفزازية للتنظيم أعلن تنظيم داعش في شريط فيديو أشبه بأفلام الهوليود، تناقلته مواقع متطرفة على شبكة الإنترنت أنه أعدم الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي كان يحتجزه منذ 24 ديسمبر الماضي، بحرقه حياً وتعد هذه المرة الأولى التي يحرق فيها التنظيم رهينة وهو على قيد الحياة. وتضمن الشريط صوراً للشاب، الذي قدم على أنه الطيار، وقد ارتدى لباساً برتقالياً، ووضع في قفص حديدي اندلعت فيه النيران، وقد استحال الشاب مع النار كتلة لهب واحدة. وحمل الشريط عنوان شفاء الصدور . وكانت قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة سيطرت على الأخبار الفترة الماضية، وعملت الحكومة الأردنية على مفاوضات حثيثة لمحاولة الإفراج عن الطيار، وطلبت التأكد من أنه حي يرزق للموافقة على إخلاء سبيل ساجدة الريشاوي، التي اشترط التنظيم خروجها من السجن لإطلاق الرهينة الياباني الذي قتله داعش أمس الأول. وكانت طائرة معاذ الكساسبة أسقطت في 24 ديسمبر الماضي، في مدينة الرقة شمال سوريا، والطائرة كانت تشارك في عمليات التحالف، واحتجز عناصر من تنظيم داعش المتطرف الطيار الأردني كرهينة. ويبلغ معاذ من العمر 26 عاماً من سكان محافظة الكرك جنوبالأردن، وكان انضم إلى سلاح الجو الأردني قبل ست سنوات. والأردن ينفذ حكم الإعدام في الريشاوي والكربولي أعلنت السلطات الأردنية صباح أمس الأربعاء تنفيذ حكم الإعدام في كل من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي، ويأتي ذلك بعد ساعات من بث تنظيم داعش فيديو بشع عن حرق الطيار الأردني المحتجز معاذ الكساسبة حيا داخل قفص حديدي. وأفادت وزارة الداخلية الأردنية في بيان أنه تم تنفيذ الحكم في الريشاوي والكربولي شنقا حتى الموت فجر اليوم الأربعاء، وذلك بحضور المعنيين كافة وفقا لأحكام القانون. وأفاد البيان أن أحكام الإعدام الصادرة استوفت جميع الإجراءات المنصوص عليها في القانون. وكان مصدر أمني أردني مسؤول قد صرح بأن حكم الإعدام سينفذ فجر الأربعاء بالانتحارية العراقية الريشاوي التي كان تنظيم داعش طالب بإطلاق سراحها مقابل رهينة ياباني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن تنفيذ حكم الإعدام سيتم فجراً بالانتحارية الريشاوي المحكومة على خلفية تفجيرات عمان عام 2005 . وأضاف أن حكم الإعدام سينفذ بمجموعة من المتطرفين على رأسهم الريشاوي، والمدان العراقي زياد الكربولي المنتمي لتنظيم القاعدة والمسؤول عن اعتداءات على مصالح أردنية . وكان النائب الأردني جميل النمري قال أيضاً لقناة الحدث إنه تم نقل الريشاوي و4 مدانين آخرين إلى سجن سواقة تمهيداً للإعدام. ساجدة الريشاوي يذكر أن الريشاوي العراقية كانت العنصر الأساسي في التفاوض للإفراج عن الكساسبة. وكان داعش أعطى مهلتين للحكومة الأردنية للإفراج عنها، إلا أن الأخيرة طلبت تأكيدات بأن الطيار لا يزال على قيد الحياة قبل إطلاق الريشاوي. وتعد الريشاوي، التي طالب تنظيم داعش بإطلاق سراحها مقابل الإفراج عن الرهينة الياباني الصحافي كينجي غوتو، الذي قطع داعش رأسه في وقت سابق، أهم متهمة بالإرهاب في الأردن وهي محكوم عليها بالإعدام منذ نحو تسعة أعوام. وشاركت ساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 عاما) في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمان)، حيث ألقت القوات الأمنية الأردنية القبض عليها بعد عدة أيام. ووجهت محكمة أمن الدولة عام 2006 للريشاوي تهمتي المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية و حيازة مواد مفرقعة من دون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع ، وحكمت عليها بالإعدام شنقاً. إلا أن حكم الإعدام الذي لم ينفذ في الرشاوي طوال الفترة الماضية، إلى أن استأنفت المملكة العمل بعقوبة الإعدام في 21 ديسمبر الماضي بتنفيذ أحكام إعدام بحق 11 مداناً بجرائم قتل. والريشاوي التي قضت 10 أعوام بالسجن قبل إعدامها صباح امس الأربعاء، هي أرملة علي حسين علي الشمري الذي نفذ تفجيره الانتحاري في حفل زفاف في فندق راديسون ساس وأوقع الهجوم 38 قتيلاً. * بداية الانتقام قال مصدر أمني أردني رفيع المستوى إن سلاح الجوي الأردني يشن الآن بالتعاون مع قوات التحالف غارة جوية تستهدف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة، ردا على إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وأضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن الملك عبد الله الثاني صادق على إعدام 4 محكومين بالإعدام ينتمون لجماعات متشددة، وعلى رأسهم السجينة ساجدة الريشاوي المتورطة بتفجيرات الفنادق بالعاصمة عمان عام 2005 . وهدّدت القوات المسلحة الأردنية، من جانبها ، بالقصاص من قتلة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، الذي أعدمته الدولة الإسلامية حرقا وهو حي. وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الأردنية، العقيد ممدوح العامري، في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي إن القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرا، وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاما بحجم مصيبة الأردنيين جميعا . من جهته، قال مصدر في التيار السلفي الأردني إن السلطات قامت بنقل عدة سجناء من تنظيم القاعدة إلى سجن سواقة جنوب العاصمة، والمعروف أنه يتم فيه تنفيذ أحكام الإعدام . وحول طريقة الإعدام قال إن التنظيم أراد أن يوصل رسالة يرهب من خلالها التحالف الدولي. من جانبه، قطع العاهل الأردني زيارته إلى الولاياتالمتحدة ليعود إلى الأردن. الكساسبة قُتل الشهر الماضي أعلنت السلطات الأردنية أن الطيار الأردني قتل منذ الشهر الماضي، بعد قليل من عرض شريط الفيديو الذي بثته الدولة الإسلامية. وبث التلفزيون الرسمي الأردني خبرا عاجلا أعلن فيه استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي . وكان الكساسبة محتجزا لدى الدولة الإسلامية منذ 24 ديسمبر العام الماضي، بعد سقوط طائرته في سوريا.. *والد الطيار معاذ: أطالب بالانتقام من داعش الإرهابي طالب صافي الكساسبة، والد الطيار معاذ الكساسبة، الحكومة الأردنية بالانتقام الشديد من تنظيم داعش الإرهابي البعيد عن الإسلام. وقال الأب في حديث أمس الأربعاء إنه يدعو أيضا قوات التحالف إلى توجيه ضربات للتنظيم والقضاء عليه. وبث داعش الثلاثاء فيديو يظهر قيام داعش بحرق الطيار معاذ الكساسبة وهو حي داخل قفص. وكان التنظيم قد أسر الطيار في الرقة بسوريا يوم 24 ديسمبر عقب سقوط طائرته خلال ضربات للتحالف. ودعا الأب، الأردنيين إلى التجلد والصبر في مواجهة كارثة حرق ابنه معاذ على أيدي داعش، مشيرا إلى أن هذا هو ديدن الشعب الأردني في التعامل مع الأحداث. وتابع الأب: أسأل الله أن يحتسب ابني معاذ الكساسبة عند الله من الشهداء ، مؤكدا أنه يشعر بألم كبير من جراء فقدان ابنه. وردا على سؤال حول قيام السلطات الأردنية بإعدام ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي صباح امس الأربعاء، أكد الأب أنهما من المجرمين الذين قدموا ليعيثوا فسادا في البلاد.