عيد نصراني حرّمه الإسلام الباحث في رزنامة الأعياد التي تخص ديننا الإسلامي يجد أن الله عزوجل خص الأمة الإسلامية بعيدين فقط، وهو عيد الفطر الذي يلي شهر رمضان شهر الصيام والقيام، وفي هذا العيد يحتفل المسلم بجواز الإفطار بعد الصيام ويحتفل فيه بنعمة القيام والعبادة خلال هذا الشهر الكريم، من جهة أخرى جعل الله عيدا ثانيا للمسلمين وهو عيد الأضحى المبارك اقتداء بسنة سيدنا إبراهيم، ومع تطور الأزمنة ابتدع الناس أعيادا أخرى منها عيد الحب والمعروف بالسان فالنتان، ولمعرفة رأي الشرع فيه ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ جلول قصول مسؤول النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية لمعرفة حكم الدين فيه، وقد رد علينا الشيخ بدوره أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بهذا اليوم ولذلك فإنه لايجوز للمسلمين أن يحتفلوا به، وقال أشرف خلق الله إنه من تشبه بقوم فهو منهم، فكيف يحتفل المسلمون بأعياد الكافرين، وينفقون من الأموال في شراء الهدايا ليتهادوا بين بعضهم البعض في هذا اليوم بذات، وتتزين عدة مطاعم ومحلات باللون الأحمر، مع أن الأمة الإسلامية لها شخصيتها المتميزة ولها أفكارها ومبادئها المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف فإن الأمة الإسلامية تخلت عن شخصيتها وأفكارها ومبادئها واستعارت أموراً كثيرة من غيرها من الأمم غير المسلمة وأولع كثير من المسلمين بتقليد غيرهم في أمور لا تتفق مع الإسلام، ومن ضمن هذه الأمور الاحتفال بعيد الحب وهو بدعة مستوردة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة وصاحبها في النار، واحتفال بعض المسلمين بعيد الحب، أو ما يسمى بيوم (فالنتاين) سببه الجهل بدينهم، واتباع سنن الأمم الكافرة ولهذا نقول إنه يحرم الاحتفال بهذا العيد وبغيره من أعياد المشركين، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل عليها والنبي صلى الله عليه وسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر: مزمار الشيطان ورددها مرتين، فقال النبي الله صلى الله عليه وسلم: (دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وأن عيدنا هذا اليوم). ولم يقر النبي صلى الله عليه وسلم أعياد الكفار وأعياد الجاهلية، فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: (ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود والنسائي. وبهذا نعلم أن هذا العيد ليس من أعياد المسلمين بل هو عيد وثني نصراني، وأنه لايجوز تبعا لذلك أن نحتفل به ، أو تكون له مظاهر تدل عليه، ولايجوز بيع مايكون وسيلة إلى إظهاره، فإن فعل ذلك من التعاون على الأثم والعدوان، ومن الرضا بالباطل وإقراره، ومن مشابهة الكفار في هديهم الظاهر، وهذا من الذنوب العظيمة التي قد تورث محبة الكافرين، فإن من أحب شيئا قلده، ومن أحب شيئا أكثر من ذكره. والواجب على المسلمين أن يمتازوا بدينهم، وأن يعتزوا بشعائره، فإن فيه غنية وكفاية لمن وفقه الله وعرف حدود ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله أن يبصر المسلمين وأن يرشدهم إلى الحق.