يُصبح الإنسان أكثرَ إنتاجية كلما ارتفعت معنوياته؛ فاليأس مُقْعِدٌ، والأمل والتفاؤل مُحَرِّكان لكلِّ عاطفة إيجابية؛ لهذا كان من سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُبِّ الفأل الحسن، وكان يأخذ فأله من مجرَّد كلمةٍ طيبةٍ يسمعها؛ فقد روى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لاَ طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الفَأْلُ). قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: (الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ). وطَبَّق هذا كثيرًا في حياته صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه: (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلاً سَأَلَ عَنِ اسْمِهِ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنِ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ). وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، (أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُعْجِبُهُ إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ أَنْ يَسْمَعَ: يَا رَاشِدُ، يَا نَجِيحُ). وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سَمِعَ كَلِمَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ: (أَخَذْنَا فَأْلَكَ مِنْ فِيكَ). فلْنَعِشْ هذه الروح المتفائلة، ولْنأخذ فألنا من كلمات بسيطة نسمعها هنا أو هناك، ولْنَفُزْ بأجر السُّنَّة، ولا يُغَيِّر شيءٌ في النهاية من قَدَرِ الله عز وجل.