قرر ممثلو المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس اتحاد المساجد في فرنسا محمد موسوي، مقاطعة حفل العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية، الذي يحضره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وذلك بسبب تصريحات لرئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية اتهم فيها المسلمين بالمسؤولية عن أحداث العنف التي وقعت في فرنسا. وأثارت التصريحات التي أطلقها رئيس المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية روجيه كوكيرمان على "إذاعة أوروبا 1" أمس الاثنين، سيلاً من ردود الفعل العربية والفرنسية الغاضبة. وسارعت الهيئات الإسلامية إلى إصدار بيانات إدانة رافضة لحضور حفل العشاء. وفي مقابلة مع "العربي الجديد" أعلن رئيس اتحاد المساجد في فرنسا، محمد الموسوي، وهو أيضاً رئيس الشرفي للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قائلًا: "إن جميع الهيئات المسلمة قررت مقاطعة حفل العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية، بسبب التصريحات التي أطلقها رئيس المجلس، بهدف التعبير عن استنكارنا لهذه العبارات التي استخدمها وأساءت للمسلمين، وخاصة الشباب المسلم". وأضاف الموسوي: أن "تصريحات رئيس المجلس كانت خطيرة جداً، خصوصاً أنه يعتبر أن كل العنف الذي وقع في فرنسا وراءه الشباب المسلم، وهي إساءة كبرى وهذا أمر واضح". وطالب موسوي رئيس الحكومة ووزير الداخلية بتوضيح الصورة، مؤكداً أنه لا يمكن أن نقبل بهذه التصريحات. وقال موسوي: "إن الأمر الآخر الذي أُلح عليه، هو العبارة التي أصبح الآن يرددها الكثير من السياسيين، في ما يخص تصوير هذا العمل الإرهابي الذي يقع على أنه (إسلاموفاشية)، فهذه العبارة تربط مباشرة الإسلام بالفاشية، وهو أمر لا نقبله أبداً، إذ إنه يذكر فرنسيين في الثلاثينات وحتى الأربعينات، وكأن هناك جمهوراً من الفرنسيين كان له فكرة خاصة بفرنسا وبقيمها، وقاتل بجانب الفاشية والنازية. ولا يقبل الفرنسيون اليوم ولا في الماضي أن يعبر عن هؤلاء بأنهم (فرانكو-فاشيين)، وإن التعبير بهذه الطريقة التي تربط فرنسا بالفاشية لا يقبلها أحد. والمسلمون لا يقبلون هذا الربط لأنه بمثابة تهمة لهم تصيبهم في العمق". وعن التحرك المقبل الذي ستقوم به الهيئات المسلمة لوضع حد لهذه الشتائم والاتهامات التي تصدر حيال المسلمين، قال الموسوي: "إن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، واتحاد مساجد فرنسا سيطالبان الحكومة الفرنسية، وعلى رأسها رئيس الحكومة ووزير الداخلية بلقاء سريع من أجل توضيح ما يجري الآن، لأن تكرار مثل هذه العبارات والتصريحات من أطراف عديدة متنوعة يشكل منعطفا في تاريخ الوجود الإسلامي في فرنسا، ولا يمكن أن نمر عليه بصمت". واختتم موسوي حديثه قائلاً: "سنطالب جميع الجهات بأن تتخذ القرارات المناسبة من أجل التهدئة ومن أجل طمأنة مسلمي فرنسا بأن هذه الهجمة التي تتعاون فيها أطراف كثيرة ستنتهي عما قريب". وكان بيان اتحاد المساجد والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية قد أكدا على استنكارهم الشديد لتصريحات كوكيرمان "غير المسؤولة، والتي تتضارب كلياً مع مبدأ العيش المشترك، رافضين أن يتعرض المسلمون لهجوم خطير لا أساس له وغير مبرر". كذلك انتقدت بعض الأوساط الفرنسية ما ورد على لسان كوكيرمان باتجاه رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن، التي وصفها "بالزعيمة المسؤولة، والتي لا غبار عليها".