وقع حادث طبيعي مأساوي على مقربة من نفق أوقاس الواقع على الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين ولايتي بجاية وسطيف، حيث وبفعل سوء الأحوال الجوية والتغير المفاجئ لدرجة الحرارة، تسببت في سقوط صخور كبيرة على الطريق الذي يقع بين تالة خالد ونفق أوقاس، ولسوء الحظ كانت تمر في تلك اللحظات حافلة محشوة بالمسافرين وسيارة من نوع 207 بيجو، وسيارة ثالثة من نوع لوقان، كانت الأمور عادية إلى أن باغتتهم تلك الانهيارات الصخرية، ولم يتمكن السائقون من الهروب ولا من تفادي الحادثة التي أردت 06 أشخاص قتلى منهم 04 رجال وامرأتان، إضافة إلى تسجيل 16 جريحا يتراوح أعمارهم بين 30 و50 سنة. كريم. تقلميمت وحسب التحقيقات الأولية، فإنهم ينحدرون من بلديات أوقاس وخراطة وسوق الاثنين، الواقعة الطبيعية أذهلت الحاضرين الذين شاهدوا بأم عينيهم ما حدث، وانتابهم الخوف جراء ما رأوه من مشهد مروع ومخيف، هذا حسب شهادات من كانوا في لحظات الحادثة، وعلى الفور انتقلت مواكب من الحماية المدنية مدججين بمختلف وسائل التدخل التي كانت ترابط في كل من تيشي وأوقاس وسوق الاثنين، حيث كانوا قريبين من منطقة الحادث، وقد دعمت المديرية العامة بالولاية العملية بمجموعة أخرى من الوحدة الرئيسية، إضافة إلى مصالح الصحة العمومية، وإثر وصول الخبر، اتصل السيد حمو أحمد تهامي والي بجاية بوزارة الداخلية ووزارة الأشغال العمومية، وهو الأمر الذي استجاب له السيد قاضي وزير الأشغال العمومية والذي انتقل إلى عين المكان وعاين مكان الحادث، كما كانت له الفرصة لزيارة المرضى في المستشفى أين أكد وقوف الدولة إلى جانب الضحايا، بعد أن قدّم التعازي لضحايا هذه الحادثة المؤلمة، وحسب المعلومات المتوفرة، فإن أغلبية الضحايا تمّ نقلهم إلى مستشفى أوقاس، تلقى البعض منهم العلاج وعادوا إلى منازلهم، وبقي ثلاثة تحت المتابعة الطبية الدقيقة في الوقت الذي تمّ نقل ثلاثة آخرين إلى المستشفى الجامعي خليل عمران مصلحة العظام، أين خضعوا إلى عمليات جراحية دقيقة من قبل الأخصائيين وتحت إشراف بروفيسور الجراحة المكلف بتسيير المصلحة الاستشفائية الجامعية، وقد سارعت الفرقة الطبية إلى تجنيد كل إطاراتها الطبية، ووضعت كل الأجهزة العلاجية والكشفية من بينها السكانير في خدمة المصابين. وحسب مسؤول المصلحة الذي أكد أنه على استعداد لاستقبال كل المرضى الذين يحتاجون إلى المتابعة الطبية والعلاجية وكل الوسائل متوفرة من جراحين وممرضين وعتاد جراحي متطور، وفي هذا الشأن يقول مدير الأشغال العمومية الذي وصف الحادث بالفاجعة، حيث أشار إلى أن مثل هذه الحوادث الطبيعية لا يمكن التكهن بها، وخاصة مع تساقط الأمطار وهبوب الرياح القوية أين وصلت 100 كلم / الساعة، إضافة إلى انخفاض درجة الحرارة أدى إلى تفكك الصخور في هذه المنطقة وانهارت على الطريق، ولسوء الحظ خلفت الحصيلة المعلنة عنها، وأضاف بأن إدارته استدعت على الفور خبراء أجانب الذين يشرفون حاليا على إنجاز الشطر الرابط بين ولاية بجاية والطريق السيار لمعاينة الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة، وعلمنا أن هناك مختصون وخبراء قادمون من الجزائر العاصمة لذات الغرض قصد الخروج بتفسير علمي، والتفكير فيما يجب القيام به، تفاديا لتكرار هذا السيناريو للمرة الثالثة، حيث وقع نفس الحادث سنة 2005، حيث سقطت صخرة بحجم كبير أمام مدخل نفق أوقاس، وفي نفس الموضوع تحدث رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد بطاش الذي تأسف لحدوث هذه الكارثة الطبيعية المؤلمة، وقدّم تعازيه الحارة لأهالي المتوفين، ويأمل الشفاء العاجل للمرضى. وفي سياق الكلام، تأسف لتكرار ما وقع في سنة 2005، مشيرا إلى أنه من الممكن تفادي ذلك، لو شرعت المصالح المعنية في التكفل الحقيقي بالمنطقة، وعليه فإن سكان ولاية بجاية يتضامنون مع الجرحى وعائلات الضحايا، وهم على إستعداد لتقديم ما يمكن تقديمه من تبرعات من الدم وغيرها، لأن لا أحد يمكن أن يفر من قضاء الله وقدره، {إن للّه وإن إليه راجعون}.