أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "كومريس" البريطانية أن نحو نصف مسلمي البلاد يعتقدون أنهم تعرضوا للتمييز بسبب دينهم، وأن بريطانيا أصبحت أقل تسامحًا من ذي قبل. كما أظهر الاستطلاع أن أغلبية مسلمي البلاد وتحديدًا بنسبة 68%، يرفضون ممارسة العنف ضد من ينشرون الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.وقد أجري الاستطلاع بعد هجوم باريس. ويشير الاستطلاع إلى أن 95% من المسلمين يشعرون بالولاء لبريطانيا، و93% منهم يرون أن المسلم في بريطانيا ينبغي أن يحترم القوانين، وأن 80% شعروا بالإساءة البالغة عندما نشرت صور مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم.ويرى 35% من مسلمي بريطانيا -حسب الاستطلاع- أن معظم البريطانيين لا يثقون بالإسلام، إضافة إلى أن 20% من النساء المسلمات لا يشعرن بالأمان في بريطانيا، مقابل 10% فقط بين المسلمين الرجال.ويشعر 11% ممن شملهم الاستطلاع بالتعاطف مع الأشخاص الذين يستهدفون المصالح الغربية، بينما يريد 14% مغادرة بريطانيا إذا أتيحت لهم فرص في بلاد أخرى. من جهته، طالب مقداد فارسي مساعد الأمين العام لمجلس مسلمي بريطانيا بفهم السياق الذي جرى فيه الاستطلاع.وقال فارسي: "تم الاعتداء على مساجد في بريطانيا في أعقاب هجوم باريس، وتعرض رجال ونساء لهجمات لفظية في أماكن عامة لكونهم مسلمين". وأشار إلى أن هناك حاجة إلى دراسات أخرى بهذا الشأن، وأنه لا ينبغي النظر إلى نسبة ال27% الذين يتعاطفون مع دوافع الذين قاموا بهجوم باريس دون الإشارة إلى أن ال94% الذين أفادوا بأنهم سيبلغون الشرطة إذا وجدوا أن أحد المسلمين يستعد للقيام بأعمال عنف.وفي تصريحات للجزيرة نت، قال وزير الدولة بوزارة الحكم المحلي والجاليات اللورد طارق أحمد: إن الحكومة البريطانية اتخذت تدابير لضمان توفر بيئة آمنة في البلاد للناس جميعًا. وأشار أحمد إلى أن التدابير تشمل ما يوحد الناس بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو عقيدتهم، والتعامل مع جرائم العنف والكراهية التي تسعى لخلق انقسام مجتمعي.وأضاف أن الجالية المسلمة جزء مهم من الحياة البريطانية، وأنها تعتبر كل أشكال التحيز والتعصب الأعمى اعتداء على القيم المشتركة في العدالة والتسامح والاحترام، وليس لها مكان في المجتمع.