ظهرت في السنوات الأخيرة موضات دخيلة على مجتمعنا لا تمت بصلة لأعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا ومنها حتى ما أضحت تخدش الحياء وتزعزع رجولة الرجل وأنوثة المرأة على حد سواء، إلا أن البعض رفعها تحت شعار العصرنة والتطور والتقدم والابتعاد عن كل ما هو تقليدي تطبيقا لقاعدة "خالف تُعرف" بحيث تظهر تلك الفئات العاشقة للموضة من بعيد على مستوى الشوارع بالنظر إلى الطريقة الغريبة المتبعة في اللباس أو تصفيفات الشعر أو أي شيء آخر، فالمهم مخالفة الغير باسم الموضة والعصرنة والتطور ليلبس الآخرين ثوب الطراز الأول أو الجيل القديم حسب هواة الموضة. يشد انتباه الجميع عبر الأزقة والشوارع بعض الأصناف والفئات التي أصيبت بجنون الموضة والعصرنة ذلك ما يظهر من الهيئة الخارجية الغريبة التي لم نألفها في مجتمعنا، ومنها حتى من تعدت الأطر المعقولة وصارت تخرق حدود الحشمة والحياء، كل ذلك باسم التطور وإتباع الموضة المجنونة أحيانا التي صار البعض من شباننا وفتياتنا يلهثون وراءها ويقبلون على كل ما حملته من ايجابيات وسلبيات لاسيما وأن الكثير منها يتميز بالغرابة والخروج عن المألوف، وربما خدش الحشمة والحياء أحياناً، ذلك ما أصبح وللأسف يلهث ويركض إليه العديد من شباننا وفتياتنا اللواتي لسن بمنأى عن تلك الموضة الغريبة التي تعدت كل الأطر المعقولة وأضحت مهددة لأنوثتهن. فمن السراويل الممزقة على مستوى الركبتين، إلى وضع القبعة بطريقة معاكسة، إلى اعتماد لونين مختلفين في تثبيت الأحذية الرياضية على الأرجل، إلى القصات الغريبة والمدهشة، إلى وضع الأقراط في الأنف والسرة، إلى حلق الحاجبين وكذا اللحية بطريقة مزركشة، إلى الوشم الظاهر على الأطراف... وغيرها من السلوكات التي صارت تنتهج باسم الموضة وإتباع العصر، ومنها ما وصلت إلى حد القضاء على معايير الحشمة في أماكن عمومية. اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم في الظاهرة التي صارت تطبع مجتمعنا فقالوا الكثير والكثير. منهم السيدة مروة التي قالت أنها لا تتفاعل البتة مع بعض السلوكات والتصرفات التي ينتهجها البعض باسم الموضة لاسيما الفئة الشبابية التي يكثر إقدامها على تتبع الموضة دون انتقاء ايجابياتها من سلبياتها، هذا في حالة ما إذا كانت تشتمل على ايجابيات، وقالت أنها صارت تدهش للهيئة الخارجية التي بات يظهر عليها البعض بمحاذاة الجامعات والثانويات والمتوسطات، تلك الهيئة التي لا تشرف الصروح العلمية والظاهرة من قصات الشعر وطريقة اللباس الذي عادة ما يميزه الحشو والخلط ناهيك عن التمزيق الظاهر على الركبتين. السيد عمر هو الآخر لم يتجاوب مع الحالة التي صار يظهر عليها البعض باسم الموضة ورآها أنها قضت على رجولة منتهجيها من الشبان وزعزعت أنوثة الفتيات، وأصبح من لا يهتم بها ينعت انه من الأجيال القديمة- يضيف – "فإذا كان الالتزام بالحشمة والظهور بهيئة عادية هو شيء قديم فنحن نتشرف به، وليكتفوا هم باستحواذهم على تلك الموضة المجنونة التي تعدت أطرها المعقولة". وما زاد الطين بلة أن تلك الموضة صارت جالبة للعار بعد أن باتت تهدد الحشمة على مستوى الطرق العمومية وما إقدام البعض على الخفض من سراويلهم وعدم تثبيتها بحزام جلدي بحيث تشارف على السقوط، إلا دليل على أن تلك الموضة مجنونة وصار شبابنا يستقبلها من الغرب ويقبل عليها بكل ما تحمله من ايجابيات وسلبيات لا تتوافق لا مع ديننا الحنيف ولا مع أعراف مجتمعنا.