* الكنيسة توفر كل شيء.. المهم أن تخرج عن الإسلام * ملف سابق ل أخبار اليوم أحدث ارتباكا كبيرا داخل الكنيسة! التقيناه نصرانيا قبل حوالي سنتين، وكان من المفروض أن يكون منصرا لنا لولا انسحابه في اللحظات الأخيرة ليوكل غيره بالمهمة، كان يعتقد أنه سينقذنا من الظلام لكنه اكتشف بعد خمس سنوات أنه على ضلال ليجد نفسه عائدا إلى الإسلام الذي فطرت عليه البشرية جمعاء، هو محمد عباش أحد الشباب المغرّر بهم من طرف عرّابي النصرانية في الجزائر والمبشرين بها حسب اعتقادهم، عاش خمس سنوات نصرانيا بعد أن ترك الإسلام فدرس الكتاب المقدس واكتشف تناقضاته وزيفه ليستنتج في الأخير بأن النصرانية مجرد كذبة يسوق لها أعداء الإسلام والمسلمين، التقينا عباش بعد عودته إلى الإسلام فروى لنا تجربته في المسيحية، طال الحديث معه بين حوار صحفي ودردشة جانبية كشف فيها ضيفنا الكثير من أسرار الكنيسة والقساوسة والنصرانية بصفة عامة، وكان من جملة ما أخبرنا به عباش الذي استقبلنا بابتسامة وهو يدعونا (صونيا) وهو الاسم المستعار الذي اخترناه عند زيارتنا للكنيسة الخمسينية ونحن نعد الملف الذي نشرته (أخبار اليوم) حول التنصير في الجزائر قبل حوالي سنتين، أن ملف 2013 قد أحدث ارتباكا كبيرا داخل الكنيسة وهو ما اضطر القس إلى القيام باجتماع طارئ حذر فيه المنصرين من التعرض إلى الإسلام أو لشخص النبي صلى الله عليه وسلم أثناء نشاطهم التنصيري، وسنحاول عرض ما جاء في حوارنا مع محمد عباش في سبع حلقات أسبوعية. 1- من هو محمد عباش؟ محمد عباش شاب جزائري عمري 31 سنة، أعمل حداد 2- كيف تقيم مستواك الديني قبل أن تقدم على التنصر سمعنا أنك كنت ملتزما؟ في الحقيقة كنت إنسانا عاديا، ككل الناس أصلي وأصوم كنت عاديا أؤدي عباداتي، وإسلامي كان عاميا ببساطة، لم أكن أملك علما لأستطيع مواجهة ما يثار من شكوك حول القرآن الكريم، نتعلم فقط كيف نصلي وكيف نصوم ونقوم بالفرائض عامة ولكن هذا لا يؤهل أي شخص لمواجهة الشبهات التي تثار حول الإسلام وردها دون الوقوع في الخطأ والدخول في مثل هذه المتاهات دون علم هو ما جعلني أعتنق النصرانية. 3- كيف بدأت رحلتك إلى النصرانية؟ بدايتي كانت بداعي الفضول، كنت ألتقي مع نصارى من أجل أن أتعرف إلى هذا الدين فقط لا أكثر، ولكن مع الوقت تطورت أهدافي وتغيرت وأصبحت أعمل جاهدا من أجل إعادة منصرين إلى الإسلام فكانت النتيجة أنني تنصرت أنا أيضا، وجدت نفسي أدخل في أمور لست أهلا لها ولا قادرا على مواجهتها، طبعا لأنني ذهبت دون علم يمكنني من رد كل تلك الشبهات والشكوك التي كانت تعرض أمامي وتثار من حولي، زد على ذلك غياب دور الأئمة الذين كثيرا ما كنت أتوجه إليهم وأسألهم حتى أجد في ديني ما يرد عني هذه الشكوك لكنني لم أجد أجوبة، كل ما وجدته جملة واحدة يكررها هؤلاء (الله أعلم)، ومع الوقت بدأت أتأثر بتلك الشبهات التي كان يثيرها النصارى حول القرآن الكريم، طبعا الأثر لا يظهر من أول جلسة بل أخذ الأمر معي حوالي أربع سنوات حتى تركت الإسلام وتنصرت البداية كانت بشكوك وكان عمري آنذاك 21 سنة ولم أتنصر إلا وأنا عمري 25 أو 26 سنة. 4- لو نرجع بالزمن إلى الوراء كيف تذكر أول زيارة لك للكنيسة؟ كمسلم أو كمسيحي؟ 5- دعنا نقول كباحث عن الحقيقة كنت أزور الكنيسة كثيرا من أجل التعرف على النصرانية، وقد كانت لك أنت أيضا تجربة سابقة حين زرت كنيسة العاصمة لابد وأنه راودك نفس الشعور كانوا يثيرون الشفقة حقيقة لأنني كنت متأكدا من أنهم على ضلال لذلك كان لدي اعتقاد جازم بأنه من المستحيل أن أتنصر، أستطيع أن أقول اليوم وأنا أعود بالزمن إلى الوراء بأن الإنسان الذي يكون واعيا في ذلك الوقت من المستحيل أن يتنصر ولكن غياب العلم خطر على أي شخص مهما كانت درجة ، وأنا شخصيا نصحني الكثير من الأصدقاء بأن أبتعد عن النصارى وعن زيارة الكنائس خوفا من خروجي عن الإسلام ولكنني كنت دائما أجيب بثقة بأن الأمر مستحيل وآخر شيء كنت أتوقعه في الحقيقة هو أن أصبح مسيحيا، ولكن هذا هو الواقع وصلت إلى درجة أني قررت ترك الإسلام واعتناق النصرانية ولكن حتى بعد تنصري غالبا ما كنت أجلس مع نفسي وأرجع بذاكرتي إلى اليوم الذي دخلت فيه إلى المسيحية فوجدت أنني لا أستطيع تذكر ذلك اليوم، وكأن يوم اتخاذي ذلك القرار قد مسح من ذاكرتي وبكل اختصار لا أعلم كيف أصبحت نصرانيا ولا تسألني عن هذا لأنني شخصيا لا أجد تفسيرا منطقيا لهذه الحالة، ودعيني أخبرك شيئا المشكل في نظري ليس أن أتنصر فمن الممكن أن أتنصر بعقلي وبأفكاري ولكن أؤكد لك أن بداخلي سأبقى مسلما وهو ما حصل معي فعلا. 6- هل كان تنصرك سرا أم أنك قد أعلنته؟ في البداية كنت أسر اعتناقي للمسيحية لأنني كنت خائفا ولكن مع الوقت علم الناس بذلك لأنني كنت أريد أن يعرف الجميع بأنني مسيحي ولست مسلما كما كنت ولم تكن تهمني في الحقيقة نظرة الغير إليّ، ولكن هناك في الواقع من يخفي اعتناقه للمسيحية ولا يظهره بأي شكل من الأشكال. 7- كيف كان رد فعل العائلة لما علمت أن ابنها قد تنصر؟ يمكنك تشبيه حالة عائلتي بحال أسرة لها ابن مدمن على المخدرات، وقفوا عاجزين عن فعل شيء، بل لم يكن لديهم ما يفعلونه من أجلي غير الدعاء. 8- ألم يؤثر تنصرك على علاقتك مع عائلتك؟ لا على الإطلاق، كانت علاقتي بالجميع عادية لم أتعرض لتعنيف أو اضطهاد، ولكن حتى أكون صريحا لم نكن نتطرق إلى موضوع اعتناقي المسيحية ولم نناقش هذه القضية أصلا كنا نتجنب ذلك حتى لا يحدث أي تصادم بيننا لاسيما مع الوالد، كان يصلني بعض ما كان يقوله في غيابي عن الموضوع ولكنه لم يواجهني به يوما، والتصرف الوحيد الذي كان الوالد يقوم به ضدي هو أنه كان يمزق الأناجيل التي كنت أحضرها معي إلى البيت، كلما يجد إنجيل يمزقه ويرميه فأضطر لشراء آخر وهكذا إلى أن التقيت يوما شخصا يعمل في مجال استيراد الأناجيل فأخبرته بما يحدث لي مع والدي فأحضر لي انجيلا يقرأ بإنارة خاصة هو عبارة عن دفتر أو مذكرة بأوراق تبدو فارغة لم يكتب فيها شيء ومعه مصباح يدوي خاص يستعمل للقراءة فبمجرد أن أشعل المصباح وأوجهه إلى الصفحة تظهر الكتابة التي هي نصوص الإنجيل، وبما أن هذا الإنجيل يظهر وكأنه مذكرة فإن الوالد كان يتصفحه ويضعه لأنه لم يكن يعلم بأنه إنجيل. 9- هل دفعت تكاليف هذا الإنجيل أم أنه أهدي لك؟ أعطي لي مجانا، المهم أن تكون مسيحيا وكل هذه الأمور ستصلك بالمجان، يمكنك الحصول على الإنجيل بأي لغة تبحث عنها، وإذا كنت لا تعرف القراءة فهم يوفرون إنجيلا يسمع يعمل بالطاقة الشمسية وبكل اللغات بل وحتى باللغة الأمازيغية ولهجاتها كالشلحية والشاوية والقبائلية......، الكنائس توفر كل شيء اعتنقوا المسيحية فقط. 10- يقال إن الأقلية من النصارى في الجزائر يعانون من الاضطهاد هل شعرت بذلك خلال الخمس سنوات التي عشتها نصرانيا؟ أبدا، من يقول إن المسيحيين في الجزائر يعانون من الاضطهاد فهو كاذب على العكس تماما، رجال الأمن كانوا يأتون إلينا ويعرضون علينا توفير الحماية للكنيسة يوم احتفالنا بعيد الميلاد دون أن نطلب ذلك، وهذا لا يعني أيضا بأن المسيحيين يتعرضون للاضطهاد من طرف الشعب، لا ننكر طبعا وجود بعض الاعتداءات اللفظية على النصارى وهذا الأمر أيضا لا يمكن تعميمه، ولكن أن يتعدى الشعب على الكنائس أو على المسيحيين كأفراد لا، لا وجود لهذا، لا في منطقة القبائل التي تعاني من الإرهاب ولا في أي منطقة من المناطق الأخرى، ليس هناك كنيسة تعرضت للاعتداء ما عدا الكنيسة التي أحرقت في تيزي وزو وهو حادث استثنائي. 11- انطلاقا من تجربتك كيف يتم تنصير شبابنا اليوم؟ أول شيء يركز عليه المنصرون هو طريقة جعلك تكره شخص الرسول صلى الله عليه وسلم فالمنصرون الجزائريون في الحقيقة ليس لديهم أي مشكلة مع الإسلام وإنما مشكلتهم الأساسية مع شخص النبي عليه الصلاة والسلام، وأنا شخصيا عشت هذه الحالة كنت أريد في وقت ما العودة إلى الإسلام، كنت أريد وضع حد لما أفعله ولكنني احترت أين أذهب؟ إلى أين أتوجه؟ هل أعود إلى الإسلام؟ لا طبعا لم أكن قادرا على العودة إلى الإسلام لأنني كنت قد كونت عنه صورة سوداوية، فهل أتجه إلى الإلحاد مثلا؟ لم أستطع أن ألحد أيضا لأنه لم تكن لدي مشكلة مع عقيدة وجود الله ولدي اعتقاد راسخ بوجود الله لذلك قررت في النهاية أن أبقى على حالي أي نصرانيا هذا قبل أن يهديني الله وأعود إلى الإسلام طبعا. 12- لو نتكلم عن تجربتك الشخصية مع التنصر ما هي الطرق التي اتبعها معك المنصرون حتى نجحوا في إقناعك؟ أهم شيء يسعى المنصر لتحقيقه هو جعلك تشك وهذا طبعا يتم عن طريق طرح العديد والعديد من الشبهات حول القرآن الكريم ما يجعلك في حيرة لتستسلم في الأخير، طريقة أخرى أيضا يستخدمها هؤلاء للإيقاع بالناس هي التمويه وهي أن يحرص المسيحيون في الكنيسة على الظهور في صورة تجعل كل من يراهم يحس أنهم في قمة الأخلاق وهي طبعا مجرد صورة كاذبة ولا تدل على حقيقتهم وعندما تدخلين الكنيسة أول ما تلاحظينه في الوهلة الأولى هو أنهم أناس متخلقون ويتعاملون بينهم بمنتهى الرقي لا أدري إن كنت قد لاحظت ذلك عندما زرتنا قبل سنتين تقريبا في كنيسة العاصمة. 13- أكيد لاحظت ذلك الرقي والتحضر وسمو الأخلاق الذي كان يميزهم بل وكانوا يحاولون إيصال هذه الصورة لي كزائرة جديدة من خلال الترحيب واللطف المتناهي الذي لمسته في معاملتهم لي. كل ما وجدته مجرد صورة كاذبة هي مجرد تمثيلية، لقد كنت منهم وعشت بينهم لسنوات وأعلم ما يوجد وراء هذه الصورة الكاذبة، النصارى يشددون دائما على ضرورة إخفاء المشاكل التي تكون داخل الكنيسة وبين أعضائها على الوافد الجديد، لا يجب أن نخبر أي وافد جديد بالمشاكل الموجودة بيننا بل أن نظهر له دائما حجم السلام والهدوء الذي يعيش فيه النصارى والأخلاق العالية التي يتميزون بها ويستشهدون على ذلك من الكتاب المقدس بالآية التي تقول: (من ثمارهم تعرفونهم) وأمام هذه الصورة الكاذبة التي يظهرونها الإنسان العادي سيقول صحيح الشجرة الطيبة لا تنتج إلا ثمارا طيبة، المهم أنهم يجعلون الإنسان يفكر بطريقة بعيدة كل البعد عن المنطق ويجعلونه يشك في الإسلام وفي القرآن الكريم لا سيما عندما يضربون المثل بهذه الجماعات المتطرفة التي ترتكب الجرائم باسم الإسلام فإذا كان الإسلام دين الله لماذا ينتج ثمارا سيئة، ويدخل الشخص في مقارنات بين الإسلام والنصرانية ويجد أن هذه الأخيرة تنتج ثمارا طيبة ويخرج بنتيجة تقول إن المسيحية إذا هي دين الله وليس الإسلام. 14- ولكن أليس الأحرى بهذا الشخص الذي نظر إلى الانحراف الذي وقع فيه بعض المسلمين إن صحت تسميتهم كذلك أن ينظر أيضا إلى ما تعيشه المجتمعات الغربية اليوم من فساد وما ارتكبه النصارى من جرائم في حق الشعوب عبر التاريخ ألن تكون المقارنة بهذا الوجه أعدل؟ صحيح ما تقولينه لكن المشكل أن التشكيك في الإسلام والشبهات التي تثار حول القرآن الكريم وحالة الشك التي يعيش فيها الشخص في ذلك الوقت تجعله يغفل عن التجاوزات التي يرتكبها النصارى لا سيما وأنه إذا نظرنا إلى ما يحدث في العالم الإسلامي اليوم نجد أن الكثير من الشيوخ يدعون إلى الجهاد والإسلام يدعونا إلى الجهاد، وفي المقابل نجد أن النصارى لما نواجههم بالحروب الصليبية والجرائم التي ارتكبت يقولون إن من شارك في هذه الحروب هم عصاة والإنجيل لا ينص على خوض الحروب، بينما تحارب داعش اليوم وترتكب أبشع الجرائم باسم الإسلام حقيقة أنه بالعودة إلى ما ينص عليه الإسلام سنجد أن داعش مخطئ فيما يقوم به ولكننا لما نعود إلى القرآن نجده ينص على الجهاد والإنسان العادي لا يستطيع التمييز أمام هذه المغالطات والشبهات التي يطرحها النصارى لأنها أمور ليست من اختصاص العوام والإنسان الذي إسلامه سطحي سيصدق هذه الأمور لا محالة. للتواصل مع محمد عباش: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته اقرأ : هذه أسرار التنصير في الجزائر يتبع..