هدّد عدد غير قليل من تلاميذ أقسام الثالثة ثانوي المقبلين على أداء امتحان شهادة البكالوريا بالتوجه إلى ملحقة مقر وزارة التربية الوطنية ب (الرويسو)، في العاصمة، اليوم من أجل الاحتجاج على التوقيت الدراسي الذي قدم لهم أمس في مؤسساتهم التربوية من أجل تدارك الدروس الضائعة، إلى جانب إعلان تخوفهم من شبح السنة البيضاء ورفضهم لاعتماد الأقراص المضغوطة ل (بن غبريط) في ظل الإضرابات المتكررة، معبرين عن تمسكهم بأساتذتهم رغم إهمالهم لهم ومعتبرين أنه من غير الممكن أن يصبح القرص بديلا للأستاذ. قرارات بن غبريط الأخيرة يبدو أنها زادت من تأزم الوضع في قطاع التربية، خاصة بعد إعلانها عن تقديم أقراص مضغوطة للتلاميذ بدلا عن الأستاذ، وما زاد الطين بلة الاضطراب الكبير الذي يحدث داخل المؤسسات التربوية، حيث باتت المؤسسة في انشقاق، أين هناك أساتذة مضربون وأساتذة لا، أي أنه في القسم الواحد توجد مواد درست ومواد أساتذتها أضربوا، وهذا ما سجل حالات من الارتباك في أوساط التلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا المصيرية. وفي هذا الإطار، صارت مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار (الفايس بوك) و(تويتر) فضاء لتوسيع رقعة الدعوة إلى وقفة احتجاجية لتلاميد البكالوريا أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية ب (الرويسو)، حيث جاء تحركهم عبر موقع (الفايس بوك) عقب تأسيسهم تنسيقية وطنية تضم تلاميذ مختلف الولايات لتقنين مطلب العتبة كحق أساسي والدفاع عن حقوقهم في الدراسة. وأكد العديد من تلاميذ البكالوريا في تصريح ل (أخبار اليوم) أمس أن تنظيم هذا الاحتجاج من شأنه أن يعيد لتلاميذ البكالوريا حقهم بعد أن هضمه الأساتذة المضربون، على حد تعبيرهم، فيما شددوا على مواصلة الإضراب الذي قالوا إنه سيدفع بهم إلى الخروج إلى الشارع للمطالبة بحقهم الدستوري في الدراسة. وبهذه المناسبة، قال عدد من التلاميذ المضربين في سياق حديثهم إن المطلب الوحيد لهذه المجموعة هو عودة الدراسة في أقرب وقت والعتبة في ظل استحالة تدارك التأخر الذي سجل مؤخرا. ودافع المعنيون عن حقهم في العطلة والراحة، كما دعوا عبر صفحتهم الخاصة على (الفايس بوك) جميع تلاميذ الطور النهائي إلى المشاركة على أوسع نطاق حتى يتسنى للجميع الاطلاع على الأخبار. وفي إطار تبرير موقفهم، أكد التلاميذ أن ضياع أكثر من 30 درسا في كل مادة منذ بداية الإضراب، أي منذ 16 فيفري الماضي، يعد غير معقول وغير قابل للتعويض، خاصة وأن تعويض الدروس سيطغى عليه الحشو والتسرع، وهو ما يعد يضيف هؤلاء (إجحافا وظلما) في حقهم. للإشارة، قرر التلاميذ رفع شعارات تنادي بتوقيف الإضراب، على غرار (يا أستاذي ها أنا اليوم أكتب لك هذه الكلمات، أنت من تُضرب وتجعل مصيرنا مرهونا بين مطالبك ومدى تلبية الوزارة لها، أنت ربما أولادك من الأوائل أو حتى أنهم أنهوا دراستهم، فأنت لا تبالي بأولاد غيرك وتسعى لنفسك فقط).