أضحى الناخب الوطني كريستيان غوركوف أمام ضرورة إعادة النظر في العديد من الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب التقني لبلوغ مبتغى بناء منتخب وطني جزائري مؤهل لفرض نفسه وعدم التفريط في تأشيرات المشاركة في نهائيات المواعيد الرسمية والتي تتمثل بالدرجة الأولى في طبعة (كان) 2017 ومونديال 2018 بروسيا بحكم أن المستوى الشاحب الذي ظهرت بها تشكيلة (الخضر) طيلة أطوار المباراة الودية التي عادت نتيجتها للمنتخب القطري أثبت أن عملا كبيرا لا يزال بانتظار التقني الفرنسي غوركوف. بات المدرب كريستيان غوركوف في وضعية غير مريحة على خلفية أنه يتحمل مسؤولية الوجه الباهت الذي ظهر به زملاء اللاعب ياسين براهيمي في مواجهة ودية أمام منافس كان في متناول (الخضر) على الورق، إلا أن ذلك لم يتجسد فوق أرضية ملعب لخويا، بسبب فشل المدرب غوركوف في وضع أشباله في وضعية متاحة لتفادي الخسارة على الأقل أمام المنتخب القطري الذي استثمر في هشاشة دفاع كتيبة (الخضر) لخلق العديد من الفرص المتاحة للتهديف أثمرت إحداها بتسجيل هدف الفوز. وضعت هاته الهزيمة المدرب غوركوف في وضعية صعبة للغاية في حال عدم تدارك الوضع في المباراة الودية الثانية المبرمجة بعد غد الإثنين المقبل أمام المنتخب العماني الذي وبالرغم أنه ليس بالمقارنة بمستوى محاربي الصحراء إلا أنه سيوظف كامل أوراقه الرابحة لتأكيد تراجع المنتخب الجزائري بشكل ملفت للانتباه والذي لايتماشى بتاتا وتشريف الأمة العربية والأفارقة في الطبعة الأخيرة لكأس العالم بالبرازيل بفضل حنكة الناخب الوطني الأسبق التقني البوسني وحيد حليلوزيتش. حول المباراة * أعطى ضربة البداية القائد السابق للخضر مجيد بوقرة الذي اعتزل دوليا بعد كأس أمم إفريقيا-2015 بغينيا الاستوائية. * لم يكن المنتخب الجزائري موفقا في المرحلة الأولى حيث سلط عليه القطريون سيطرة واضحة كللت بهدف للمهاجم علي أسد في الدقيقة 32 حيث استغل ارتباك الدفاع الجزائري ليسجل في شباك الحارس دوخة الذي خرج من مرماه. * أتيحت عدة فرص للمنتخب القطري الذي يشرف على تدريبه الجزائري جمال بلماضي كتمريرة اللاعب ذي الأصول الجزائرية كريم بوضياف لزميله مونتاري الذي مرت قذفته فوق العارضة (د 9) ومحاولة إسماعيل الذي اصطدمت قذفته بالقائم الأيسر للمنتخب الجزائري (د 27) والخرجة الخاطئة للحارس دوخة التي لم يستغلها بوضياف. * اكتفي (الخضر) بمحاولات قليلة في الدقائق23 و 34 و 39 لم تشكل أي خطر على الحارس باستثناء قذفة براهيمي التي اصطدمت برأس سليماني وتمر خارج الإطار. * عاد المنتخب الجزائري في الشوط الثاني بأكثر قوة، حيث فرض سيطرة واضحة استهلها بلفضيل الذي دخل في الشوط الثاني بقذفة قوية حولها الحارس القطري للركنية بأعجوبة (د 50) متبوعة برأسية مجانية إثر ركنية تمر جانبية (د58). * اكتفى العنابي بالركون للدفاع وشن هجمات مرتدة لم تقلق راحة الحارس دوخة. * لم تأت التغييرات التي قام بها المدرب قوركوف بالنتيجة المرجوة بدخول بلفضيل مكان غزال في الدقيقة ال 46 ولحسن مكان تايدر في الدقيقة ال 61 وشنيحي مكان محرز في الدقيقة ال61 وبلايلي مكان سليماني في الدقيقة ال61. * أدار اللقاء وبامتياز طاقم تحكيم من أوزبكستان بقيادة راشان إيرماتوف وبمساعدة جانكونجير سيدوف وعبد الحميد راسولوف، علما أن هذا الحكم أدار ست مبارايت في نهائيات كأس العالم، وهو الذي كان له شرف إدارة لقاء الافتتاح في المونديال الأخير بين البرازيل والبوسنة. * لعب المتتخب القطري هاته المواجهة منقوصا من ستة عناصر أساسية، يتقدمهم كل من المهاجم الهيدوس والقائد خلفان إبراهيم خلفان، وقد قرر مدرب المنتخب القطري الجزائري جمال بلماضي، استبعاد خلفان بسبب الإصابة، بعد أن شعر ببعض الألم في الحصة التدريبية التي خاضها المنتخب القطري ليلة المباراة ورغم عدم خطورة إصابته إلا أن الجهاز الفني رفض المجازفة وتم إعفاء اللاعب. وإضافة إلى اللاعبين المذكورين آنفا غاب عن تشكيلة المنتخب القطري كل من إبراهيم ماجد وبلال محمد والمهدي علي وبوعلام خوخي. * تدخل هذه المباراة الودية فى إطار استعدادات المنتخبين للمواعيد الرسمية المقبلة، فالمنتخب الجزائري الذى يشرف عليه المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف يحضر لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2017 التى تسحب قرعتها يوم 8 أفريل المقبل بالقاهرة. من جهته يستعد المنتخب القطري الذى يدربه الجزائري جمال بلماضي لتصفيات كأس العالم بروسيا 2018 وكأس آسيا بالإمارات العربية المتحدة في 2019. * سيخوض المنتخبان الجزائري والقطري مباراة ودية ثانية بعد غد الإثنين الموافق ليوم 30 مارس بالدوحة ضد كل من عمان وسلوفينيا على التوالي. هاجس محور الدفاع وعدم فعالية الهجوم مايزال هاجس دفاع المنتخب الوطني، وبالأخص على مستوى محور الدفاع بمثابة نقطة ضعف تشكيلة (الخضر)، مما يضع الطاقم الفني بقيادة المدرب غوركوف أمام حتمية عدم التملص من الأمر الواقع والإسراع لإيجاد الحلول الكفيلة قبل فوت الأوان بعد تأكد استحالة الاعتماد في المواعيد الرسمية على اللاعب فاروق شافعي الذي كان خارج الإطار طيلة أطوار مباراة أول أمس، مما سهل أكثر من مهمة لاعبي المنتخب القطري للوصول إلى شباك الحارس عزالدين دوحة الذي وبالرغم من تلقيه هدف الفوز لمصلحة المنتخب القطري إلا أنه أنقذ شباكه من ثلاثة أهداف محققة مساهما بذلك في التقليل من ضعف الخط الخلفي الذي بات بأمس الحاجة إلى التدعيم بلاعبين في المستوى للمساهمة في تقوية التشكيلة الرسمية التي سيعتمد عليها المدرب غوركوف الذي كان يأمل في ظهورا الخط الأمامي بالمستوى الذي كان مطالبا به زملاء اللاعب إسلام سليماني الذي ظهر بوجه شاحب، كما هو الشأن بالنسبة للمهاجم إسحاق بلفوضيل الذي لايزال بعيدا عن المستوى الذي يتماشى والثقة التامة التي يحظى بها من قبل التقني الفرنسي كريستيان غوركوف. بلايلي خارج الإطار لم يقدم اللاعب الأكثر تكلفة من الناحية المالية في البطولة المحترفة يوسف بلايلي المستوى الذي كان منتظرا منه، مفوتا بذلك فرصة كسب الرهان ووضع المدرب كريستيان غوركوف أمام أمر منحه فرصة البقاء في القائمة الرسمية التي سيحددها تحسبا لخوض التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا ومونديال روسيا. غزال يكسب نقاطا إضافية عكس الوجه الجديد اللاعب رشيد غزال الذي بالرغم أنه أهدر عدة فرص سانحة لهز شباك مرمى المنتخب القطري، إلا أنه كسب نقاطا إضافية تسمح له بتعبيد طريق الظفر بثقة المدرب غوركوف الذي يعتزم إحداث تغيرات على مستوى التشكيلة الأساسية التي سيعتمد عليها في المواجهة الودية الثانية المقررة يوم الإثنين المقبل أمام منتخب سلطنة عمان الذي حقق فوزا ساحقا على نظيره الماليزي بسته أهداف نظيفة في مباراة دولية ودية أقيمت بينهما بملعب السيب في مسقط. أشاد بأداء اللاعبين القطريين براهيمي: الحكم لا يتحمل مسؤولية الخسارة رفض اللاعب ياسين براهيمي تحميل الحكم الأوزبكي رافشان ايرماتوف مسؤولية التعثر أمام المنتخب القطري، وأنه كما كان بالإمكان تفادي الهزيمة على الأقل بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لتشكيلة (الخضر)، موضحا: (لقد أدينا ما علينا خلال هذه المباراة وأظن أنه لا يجب أن نخجل من الخسارة لأن المنتخب القطري منتخب جيد ويضم في صفوفه لاعبين جيدين وصحيح أننا لم نقدم مستوانا المعروف ولكنني متأكد بأن المستوى سيتحسن كثيرا خلال المباراة الودية الثانية أمام منتخب سلطنة عمان المقررة يوم الإثنين المقبل، والتي ستكون لها بحسب صانع العاب تشكيلة المنتخب الوطني فوائد كثيرة مستقبلا من أجل تصحيح الأخطاء وخلق المزيد من الانسجام بين اللاعبين والاستفادة من المباريات الودية التي يكون الغرض منها معرفة النقاط الإيجابية والسلبية، وبالتالي سنسعى خلال الفترة المقبلة إلى تجاوز أخطائنا والاستعداد جيدا للاستحقاقات الهامة التي تنتظرنا على حد قول اللاعب ياسين براهيمي. القطري بوضياف: لم نسرق الفوز من الجزائر أعرب كريم بوضياف لاعب المنتخب القطري لكرة القدم ذو الأصول الجزائرية عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه على نظيره الجزائري بهدف نظيف بقوله عقب نهاية المباراة لقناة (الكأس) القطرية (دخلنا المواجهة من أجل تحقيق هدف واحد هو الفوز وبالتالي ظهرت الروح القتالية على أدائنا وعرفنا كيف نمتص خطورة مهاجمي المنتخب الجزائري وبالتالي أظن أننا حققنا فوزاً معنوياً مهما للغاية وأثبتنا أن منطق الافضلية وفارق التصنيف الدولي لا يعني شيئا على الميدان ومن يعطي الكرة حقها يفوز). وتابع اللاعب: (صحيح أن المنتخب الجزائري افتقد لعديد اللاعبين المهمين في صفوفه ولكن ذلك لا يقلل أبدا من قيمة فوزنا لأننا قمنا بما يتوجب القيام به في هذه المباراة وبالتالي لم نسرق الانتصار بل تعاملنا معه). واعتبر بوضياف أن العنابي سيكون قادرا على الظهور بأفضل صورة مع انطلاق المواجهات الرسمية، وقال: (علينا أن نجني أكبر قدر من الاستفادة خلال هذه الاختبارات الودية وعندما تدخل مرحلة التحضيرات لاستحقاقات هامة مثل تصفيات المونديال ونفوز على منتخب قوي في قيمة منتخب الجزائر فهذا يزيدنا ثقة وحرصا على متابعة التألق في المنافسات الرسمية).