يكتسي تمدرس الطفل الذي لديه أعراض التوحد أو اضطرابات في النمو في الوسط المدرسي العادي (بعدا علاجيا) حسبما صرح به الدكتور الطيب فراجي من المركز الاستشفائي جون مارتين شاركو بباريس (فرنسا) خلال يوم للتبادل العلمي حول مرض التوحد نظم بكلية الطب. أوضح السيد فراجي المختص في الطب العقلي للأطفال أن الالتحاق بوسط مدرسي عادي بين تلاميذ (عاديين) يزيد من فرص التنمية اللغوية والمجتمعية للطفل المتوحد، وأفاد في هذا الصدد بأن تمدرس الطفل المتوحد قادر على جعله يتجاوز حدود إعاقته والتقليص من بعض أعراض التوحد وذلك من خلال التحسين من صعوبات التعلم الأساسية. وبعد أن أكد على تنوع مؤهلات واحتياجات الأطفال الذين لديهم أعراض مرض التوحد أو اضطرابات النمو سلط الدكتور فراجي الضوء على ضرورة ضمان (إطار جيد مهيكل للطفل المتوحد من أجل تمكينه من اكتساب نفس المهارات مثل باقي الأطفال) قبل أن يشير إلى أن المساعدة والتوجيه والدعم (عوامل ضرورية) من أجل تسهيل تعلم الطفل المتوحد أو الذي يعاني من اضطرابات في النمو. من جهتها أكدت رئيسة جمعية (وفاء) لأولياء الأطفال غير المتكيفين ذهنيا التي بادرت إلى تنظيم هذا اللقاء المخصص للتبادل العلمي السيدة بديعة بوفامة على ضرورة وجود مساعدين تربويين في الحياة المدرسية قصد تشجيع إدماج التلاميذ المصابين بإعاقة في المدارس العادية. وأضافت أن المساعدين التربويين في الحياة المدرسية يضمنون مرافقة تلبي الاحتياجات الخاصة لهؤلاء الأطفال وتساهم في إنجاز مشروع فردي لتمدرس تلميذ متوحد في الوسط المدرسي العادي. وصرحت السيدة بوفامة أن أول دفعة للمساعدين التربويين في الحياة المدرسية ستتخرج هذه السنة من المركز الوطني لتكوين المستخدمين بمؤسسات المعاقين بقسنطينة مما يبعث الأمل بأن يتمكن الأطفال المتوحدون من الاستفادة من خدمات هؤلاء المساعدين التربويين في الحياة المدرسية. وخلال المناقشات أعرب العديد من أولياء الأطفال المتوحدين أو الذين يعانون من اضطرابات في النمو عن انزعاجهم إزاء التأخر في تشخيص حالات أطفالهم متحدثين عن انعكاسات مثل هذا التأخر على تحسن الصعيد الإدراكي للطفل. وقدمت أمهات أطفال متوحدين حضرن هذا اللقاء شهادات مؤثرة في غالب الأحيان حول معاناتهن اليومية من أجل تربية أطفال مصابين بهذا المرض، إضافة إلى التكاليف (الباهظة) للعلاج في ظل عدم وجود هياكل متخصصة للتكفل بهم. وتم تنظيم ورشة تتضمن أسلوب التواصل من خلال تبادل الصور والذي يمكن من تكملة أو زيادة التبادل من طرف الأشخاص المصابين بمرض التوحد أو لديهم عجز في التواصل الاجتماعي لفائدة أولياء قدموا من عديد ولايات منطقة شرق البلاد.