أطباء الأمراض العقلية يحذرون من ظاهرة عزل الأطفال المرضى بالمدارس دعا الدكتور طيّب فراجي، طبيب الأمراض العقلية الخاص بالأطفال إلى ضرورة توسيع عملية إدماج الأطفال مرضى التوّحد في المدارس العادية، محذرا من عزل هذه الفئة في مراكز متخصصة. و قال ، بأنه ضد تأسيس مدارس أو أقسام متخصصة لهذه الفئة بل لابد من التفكير في دمجها في المدارس العادية و مع التلاميذ، مع توفير مساعدة تربوية خاصة، يضمنها مساعدون متخصصون دون حرمان أطفال التوّحد من الحياة و الأجواء الدراسية و ذلك من خلال تدريبهم على بعض الأمور الضرورية لجعلهم يعتمدون أكثر على أنفسهم و تخرجهم عن عزلتهم، لتسهيل المهمة على المعلمين و الأولياء أيضا التي أثبتت التجارب الغربية نجاعتها و نتائجها الإيجابية، التي شجعت على قبول مرضى التوّحد في المحيط التربوي العادي. الدكتور فراجي قدّم أمس بكلية الطب بون باستور بقسنطينة، محاضرة عن أهمية الإدماج المدرسي لفئة الأطفال مرضى التّوحد، حضرها مختصون و أولياء أطفال يعانون من أعراض التوّحد، حيث قدم لمحة عن تجارب دول غربية في هذا المجال و بشكل خاص فرنسا التي يعمل بها كطبيب مختص في طب الأمراض العقلية لفئة الأطفال و المراهقين بالمستشفى الجامعي آفيسان بباريس. و أوضح الدكتور فراجي للنصر بأن المدرسة بالنسبة لمريض التوّحد ليس مرفق للمعرفة فقط و إنما هو فضاء للاحتكاك و التعلّم و التدرّب على أن يكون شخصية اجتماعية، بفضل الاندماج الجيّد مع باقي التلاميذ العاديين الذين يلعبون دورا مهما في إنقاذ هذه الفئة من العزلة، مؤكدا على ضرورة ترك مرضى التوّحد يتعلمون من أصدقائهم و زملاء الدراسة لأنهم يتعلمون من فترات اللعب، أكثر مما يتعلمون من الأساتذة في الحصص النظامية حسبه. و من جهتها أكدت رئيسة جمعية وفاء لمرضى التوّحد بقسنطينة المنظمة للتظاهرة، بأنها استغلت مناسبة اليوم العالمي لمرضى التوّحد المصادف ل2أفريل لمنح الأولياء فرصة الاستفادة من تكوين مكثف على مدار يومين خاص بأساليب تلقين هذه الفئة طرق التواصل باستعمال الصور و كذا التكامل السمعي من خلال إعادة تدريب الأذن على الأصوات و التخفيف من فرط الحساسية نحوها و ذلك باعتماد طريقة «توماتيس» المعروفة في مجال الطب و التي أكدت السيدة بوفاما الانطلاق في تطبيقها بمركزها المتخصص ابتداء من شهر أفريل، لمساعدة الأطفال المصابين بالتوّحد و الذي يصل عددهم حوالي 45طفلا، على التواصل و الهدوء و تخفيف توترهم المفرط. و على هامش اليوم التكويني، تحدث الأستاذ المحاضر للنصر عن بعض مؤلفاته التي تناول فيها مشاكل صعوبة تأقلم المهاجرين و أبناء المهاجرين بالخارج، موضحا بأنه تناول تجارب و قصص حقيقية لمهاجرين عاشوا التمزّق بين هويتين و ثقافتين، في مؤلفيه «الأخ القادم من مكان آخر» الصادر عن دار النشر هارماتون في 2014 و «هذه المنافي التي أعالج»الصادرة بفرنسا عام 2009.