بغض النظر عن الفوز الساحق الذي حققه منتخبنا الوطني عشية أمس أمام المنتخب العماني في مباراة ودية جرت في الدوحة، إلا أن هذا الفوز لا يغطي الواقع الذي آل إليه منتخبنا الوطني في عهد المدرب غوركوف كونه واجه منتخبا أشبه بنوادي ما بين الأحياء عندنا إن لم نقل أدنى من ذلك، لذا لا يمكن وصف هذا الفوز بالمعيار الحقيقي على أن منتخبنا استعاد عافيته من الصفعة التي تلقاها من المنتخب القطري. صحيح أن الفريق الوطني تفوق أمس بنتيجة لا تقبل أي جدل على المنتخب العماني، لكن الذي يجب أن يقال هو أن المستوى الذي آل إليه منتخبنا تحت (راية) الفرنسي غوركوف لا يمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بفترة المدرب السابق وحيد حليلوزيتش الذي ترك المنتخب الوطني ضمن مصاف المنتخبات العالمية، بخروجه مرفوع الرأس من مونديال البرازيل بعد أن أخرج المنتخب الألماني بطل العالم وقادها -كما يعلم الجميع- إلى الوقت الإضافي. الفريق الوطني بالرغم من تأهله بامتياز إلى نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة التي احتضنتها دولة غينيا الاستوائية مطلع هذا العام بتحقيقه لخمسة انتصارات وخسارة واحدة من ست مباريات، إلا أنه وللأسف لم يقدم الكثير، حيث ظهر بعيدا عن (روح) المونديال وتجلى ذلك بوضوح خلال الدورة نفسها بغينيا الاستوائية بالرغم من فوزه على كل من السنغال وجنوب إفريقيا، وحين واجه منتخب كوت ديفوار في ربع النهائي ظهرت عيوب منتخبنا والطريقة التي خاض بها المدرب غوركوف دورة غينيا الاستوائية ككل. الآن، وبعد عودة المنتخب الوطني إلى أجواء المباريات بخوضه مباراتين، خسارة أمام قطر وفوز ساحق على عمان، ما يزال المنتخب الوطني ونقولها بكل صراحة بعيدا كل البعد عن روح (المونديال)، ومادمنا على بعد خمسة أشهر من دخول معترك المنافسات الرسمية يستوجب من الآن على الناخب الوطني تصحيح المسار حتى لا يقع الفأس على الرأس ويجد الجزائريين يصفقون لغيرهم في كأس العالم المقبلة المقررة بعد ثلاث سنوات تقريبا بروسيا.