* مقتل 62 طفلاً في اليمن خلال أسبوع* تجددت المواجهات بين مسلحين من جماعة الحوثي وآخرين من المقاومة الشعبية التابعة للحراك الجنوبي وموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي صباح اليوم في مدينة عدن جنوبي اليمن، التي تشهد وضعا إنسانيا متدهورا دفع عددا من السكان إلى النزوح خارج المدينة. أفاد شهود عيان أن مواجهات اندلعت صباح الأمس بين مسلحي جماعة الحوثي وآخرين من المقاومة الشعبية في عدد من أحياء عدن بينها المنصورة (شمال)، والعريش (شرق)، وخور مكسر (وسط). وبدأ القتال بعد تمكن عناصر من جماعة الحوثي من التسلل إلى المدينة، واستخدم الطرفان في تلك الاشتباكات الدبابات والأسلحة المتوسطة والخفيفة. ومنذ أيام، تخوض قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ومسلحون تابعون لجماعة الحوثي من جهة معارك ضد قوات موالية للرئيس هادي ومسلّحين تابعين للحراك الجنوبي من جهة ثانية، في عدد من المحافظات الجنوبية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الطرفين بالإضافة إلى مدنيين. وشكلت مدينة عدن على مدار الأيام الماضية، محطة مهمة في القتال الدائر بين الحوثيين والموالين لهادي، لا سيما بعد أن اتخذها الأخير مقراً له وأعلنها عاصمة مؤقتة، في أعقاب تمكنه من الفرار من قبضة الحوثيين في صنعاء، يوم 21 فيفري الماضي، قبل أن يغادرها إلى العاصمة الرياض الخميس الماضي، إثر اشتداد المعارك. وضع متدهور وفي ظل ذلك القتال، تدهورت الأوضاع الإنسانية في عدن إلى أدنى مستوياتها، ولليوم الثامن على التوالي بات السكان في معظم الأحياء يعيشون تحت إقامة جبرية في منازلهم. وقال سكان في أحياء خور مكسر والمنصورة ودار سعد، إن قتال الشوارع الجاري منذ أيام أجبرهم على الدخول في (كارثة إنسانية)، فإضافة إلى أجواء الرعب جراء دوي الانفجارات، نفدت المواد الغذائية في المنازل، وبات من المستحيل التفكير بالخروج لجلب مواد غذائية أو مياه شرب. وبدت الشوارع، شبه خاوية في عدد من أحياء مدينة عدن، كما لو أن فيها حظر تجول، كما أن أغلب مستودعات بيع المواد الغذائية مغلقة أبوابها. وأدت الاشتباكات إلى انقطاع المياه بعد تعرّض الأنابيب لأضرار بالغة، وهو ما جعل المديرية والأحياء المجاورة لها تعيش ثلاثة أيام متتالية من دون مياه، قبل أن تصلح مؤسسة المياه (حكومية) أنابيب الإمداد. وكانت عدن سابقا تمتاز بكونها المحافظة اليمنية الوحيدة التي لا تشهد أزمات في المشتقات النفطية التي تعيشها محافظات اليمن في الغالب، لكن خلال اليومين الماضيين شوهدت طوابير أمام محطات تعبئة الوقود، بينما أغلقت الكثير منها أبوابها أمام السيارات. وعلى الصعيد الصحي، تكتظ مشافي عدن بمئات الجرحى القادمين من مناطق القتال، بينما تعرّضت مستشفيات خاصة في المناطق الملتهبة لقصف عشوائي من قبل القوات الموالية للحوثيين. وبدأ الكثير من سكان عدن أمس الثلاثاء عملية نزوح كبيرة صوب مدينة تعز (وسط) التي تشهد هدوءا نسبيا، مقارنة بالمحافظات الجنوبية التي باتت مسرحا لعمليات قتال شوارع بين موالين لهادي ومسلحي الحوثي. احتراق للمنازل احترقت عدة منازل خالية من سكانها، ظهر أمس الأربعاء، جراء قصفها من قبل قوات تابعة لجماعة (الحوثي)، في عدن، جنوبي اليمن، بحسب شهود عيان. وأفاد شهود العيان، أن عدداً من المنازل في حي الأحمدي، الواقع في خور مكسر بالقرب من مطار عدن الدولي، احترقت بعد تعرضها لقصف مدفعي من قبل قوة تابعة للحوثيين. وبحسب الشهود، جاء القصف لهذه المنازل التي لم يعرف عددها بالتحديد، من داخل معسكر (بدر) الذي يسيطر عليه الحوثيون بالقرب من المطار، وذلك بعد تجدد المواجهات مع المقاومة الشعبية (الحراك الجنوبي الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي). وكانت مواجهات تجددت، صباح امس الأربعاء بين الطرفين، في عدة أحياء بعدن بينها، المنصورة، والعريش، وخورمكسر، استخدما فيها الدبابات، والأسلحة المتوسطة والخفيفة، دون أن يُعرف على الفور حجم الخسائر البشرية والمادية لديهما. تحذيرات من كارثة إنسانية في عدن عندما تجتمع الحرب والفقر مع غياب الدولة وقلة الموارد وانسداد الأفق، يصعب وصف المعاناة الإنسانية لسكان عدن اليمنية، حيث تتعالى التحذيرات هناك من كارثة إنسانية مع سقوط عشرات الضحايا الذين امتلأت بهم مستشفيات المدينة، وسط توقعات بالمزيد. انتابت حالة من الرعب سكان مدينة عدن اليمنية، منذ ليلة أمس، جراء أصوات الانفجارات المتتالية، في عدد من البلدات والأحياء التي تشهد منذ يومين معارك طاحنة مع جماعة الحوثي، في وقت حذرت منظمات طبية من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة استفحال القتال هناك. وتشتد ضراوة المواجهات المسلحة، بين قوات عسكرية ولجان شعبية، موالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبين القوات العسكرية الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تحاول اقتحام المدينة من جهتي الشرق والشمال. ضحايا ووفق بيانات المؤسسة الطبية الميدانية في عدن، سقط أكثر من سبعين قتيلا وخمسمائة جريح، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، منذ بداية المواجهات المسلحة بين الطرفين قبل أسبوع. وقال رئيس المؤسسة مهيب عوض عباد إن عدن (تعيش كارثة إنسانية حقيقية، بسبب تصاعد أعداد الضحايا، ونقص المستلزمات الطبية، التي شارفت على الانتهاء، بالإضافة إلى خروج معظم المستشفيات الحكومية في المدينة عن الجاهزية وافتقارها للإمكانيات والطواقم الإسعافية). وأوضح أن عدد الضحايا (تجاوز الحد الأقصى للقدرة الاستيعابية لجميع المستشفيات في المدينة، خلال اليومين الماضيين ، ولم يعد بإمكانها استقبال حالات جديدة) محذراً من أن استمرار هذا الحال (سيؤدي إلى كارثة إنسانية خطيرة ما لم تتدخل المنظمات الدولية والبلدان المجاورة لتجنب ذلك). وقال عباد إن هناك (صعوبات كبيرة تواجه طواقم الإسعاف في إجلاء الجرحى من مناطق الاشتباكات، نتيجة انقطاع الطرقات في المدينة ونقص الإمكانيات، بالإضافة إلى استهداف سيارات الإسعاف وتمركز بعض المسلحين قرب المرافق الصحية). قصف عشوائي وكانت المقاومة الشعبية واللجنة العسكرية، الموالية للرئيس هادي، في عدن، أدانت في بيان لها ما تقوم به قوات الحوثي والرئيس المخلوع، من قصف عشوائي على مساكن المواطنين، في أحياء مدينة خورمكسر، ودعت المجتمع الدولى لإدانتها. وأعلنت أنها تمكنت من ضبط خلية تابعة للحوثيين في إحدى الشقق السكنية، بمديرية الشيخ عثمان، مكونة من خمسة أشخاص وبحوزتهم قذائف هاون وأسلحة خفيفة، وقالت إن هذه الخلية التي يرجح قيامها بعمليات تستهدف مدنيّين يخضع جميع أفرادها حاليا للتحقيق مهم. واعتبر مراقبون عملية القصف العشوائي من قبل قوات موالية للحوثيين وصالح، والتي أودت في غضون أسبوع من المواجهات بمئات القتلى والجرحى من المدنيين، في محافظاتعدن والضالع ولحج وشبوة محاولة انتقامية لكسر شوكة المقاومة التي تحظى بشعبية كبيرة في الجنوب . غياب المرافق وقال المحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني إن الأزمة الإنسانية في عدن بدأت تشتد مع قيام قوات صالح والحوثي بقطع المياه ومنع وصول المواد الغذائية والخضار إلى المدينة، وزادت أكثر بفعل النزوح الجماعي لمئات الأسر والقصف العشوائي الذي أودى بكل هؤلاء الضحايا . وأضاف المواطن اليمني دخله محدود ولا يستطيع الصمود في الحروب أكثر من بضعة أيام كونه يعتمد على الأجر اليومي والأشغال والمهن البسيطة في السوق، وامتداد الحرب سيكون كارثيا بكل المقاييس، ومن لم يمت بالسلاح الحوثي فسيفتك به الجوع . ويرى الهدياني أن الأمر يستدعي عدم إطالة الحرب لتجنب تفاقم المعاناة والمأساة الإنسانية، وبالتالي فإن الغارات الجوية لقوات التحالف العربي لن تحل المشكلة ما لم يعقبها وبسرعة تدخل بري يستأصل هذا الخطر الحوثي الذي يحاول التمدد كالسرطان في طول وعرض اليمن . مقتل 62 طفلاً في اليمن خلال أسبوع أعلنت منظمة يونسيف أن ما لا يقل عن 62 طفلاَ قتلوا، وأصيب 30 آخرين جراء الإقتتال في اليمن على مدى الأسبوع الماضي. وذكر تقرير للمنظمة الدولية أن الحروب تخلف أضرارً بالغة بالخدمات الصحية الأساسية والتعليم، كما أن أعمال العنف والنزوح تسبّب الهلع في نفوس الأطفال. ولفت ممثل منظمة يونيسف جوليان هارنس من عمّان أن الأطفال بحاجة ماسة إلى الحماية، ويجب على كافة أطراف النزاع بذل كل ما في وسعهم للحفاظ على سلامتهم . ويشير التقرير إلى تزايد التصعيد الحالي في العنف وتدهور الوضع الإنساني المتسارع الذي يفاقم أوضاع الأطفال المضطربة بالأساس في عموم البلاد، لافتاً إلى انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، وسوء التغذية الحاد وزيادة معدلات تجنيد الأطفال. وتواصل يونيسيف، مع الشركاء المحليين والدوليين، العمل على توفير المياه والصرف الصحي والإمدادات الصحية الأساسية، فضلاً عن اللقاحات والتغذية العلاجية والتعليم وبرامج التوعية النفسية للأطفال المتضرّرين حول مخاطر الألغام والمتفجرات.