*غلاء فاحش في أسعاره منذ شهور طويلة تعرف أسعار الأسماك في الأسواق العاصمية ارتفاعا جنونيا في الأسعار فقد تعدت سقف 800دج في بعضها، وهو الأمر الذي أثار سخط الكثير من المواطنين الذين عزفوا عن اقتناء هذه المادة لأن سعرها فاق قدرتهم الشرائية، إلا أن هناك بعض الأطراف التي أرادت وضع حد لهذه التلاعبات بالأسعار، من بينهم جمعية حماية المستهلك التي قررت أن تنظم يوما وطنيا لمقاطعة السردين وقد حدد تاريخه في 15 أفريل المقبل، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيستجيب المواطنون لهذا النداء؟
عتيقة مغوفل المتصفح هذه الأيام لصفحات التواصل الاجتماعي الفايس بوك يلاحظ انتشار الكثير من الحملات التي تنادي بمقاطعة اقتناء السردين يوم 15 أفريل المقبل، بسبب غلاء أسعاره التي فاقت كل الحدود، وحتى نتمكن من الإجابة على سؤالنا قامت (أخبار اليوم) بجولة ببعض أسواق العاصمة أين التقت بعض المواطنين ورصدت آراءهم في الموضوع.
السردين مابين 600 و800 دينار بداية جولتنا كانت من سوق باب الوادي الشعبي والذي يعرف يوميا وفود الآلاف من المواطنين إليه، فالكثير من سكان العاصمة يقولون إنه سوق فيه الرحمة وذلك نظرا لانخفاض الأسعار به مقارنة بباقي الأسواق، بمجرد دخولنا إلى السوق ذهبنا إلى الرواق المخصص لبيع الأسماك حتى نعرف مستوى أسعاره في ذلك اليوم، إلا أننا ذهلنا بمجرد سؤال الباعة عن الأثمان فأول من سألناه كان سيد علي كان ناصبا طاولة يبيع فيها سمك السردين ب700دج لللكيلوغرام الواحد، أمامه بائع آخر كان يبيعه ب650دينار جزائري. والجدير بالذكر أنهما البائعان الوحيدان فقط في السوق مع أن سوق باب الوادي مشهور بكثرة باعة الأسماك فيه، إلا أننا فهمنا بعدها أن عدد الباعة تقلص بسبب ارتفاع الأسعار وعزوف المواطنين عن اقتناء هذه المادة، ولمعرفة عوامل ارتفاع الأثمان سألنا سيدعلي وزميله عن السبب فرد علينا هذا الأخير (إن باعة التجزئة ليسوا المسؤولين عن هذا، وإنما هو راجع لباعة الجملة الذي يتحكمون فجلهم دخلاء يحاولون قدر المستطاع المضاربة بالأسعار، وما زاد من الطين بلة أنهم لم يجدوا من يردعهم ويضع حدا لاستغلالهم وتلاعبهم الفظيع بالأسعار). نحن قاطعناه منذ شهور لهيب الأسعار وتداول أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة اقتناء الأسماك يوم 15 أفريل جعلنا نقترب من السيد (سمير) الذي التقيناه في سوق باب الوادي يقتني بعض الخضر والفواكه لبيته، سألناه هل سيستجيب لنداء المقاطعة فرد علينا ضاحكا (أنا مستجيب منذ حوالي شهرين لنداء المقاطعة، فقال إنه ومنذ أن بدأت الأسعار تعرف ارتفاعا قام بمقاطعة هذه المادة التي وحسبه كاد أن ينسى طعمها وذوقها، فقد قال سمير إن عائلته تتكون من 13 فردا ويلزمهم 3 كلغ من السردين حتى يتمكن الجميع من الأكل وهذه الكمية قد يصل ثمنها إلى 2000 دينار جزائري ، وهو مبلغ لا يستطيع سمير دفعه لذلك قام بالاستغناء عنه وقرر أن يقتني الدجاج الذي يبلغ ثمنه أقل هذه الأيام، ولكن سمير حمّل مسؤولية ارتفاع أسعار السردين إلى غياب الرقابة عن الأسواق والسماح للتجار بفعل ما يشاؤون دون حسيب ولا رقيب. ..وآخرون قرروا المقاطعة يوم 15 أفريل بعد سمير قابلنا السيد دحمان هو الآخر متزوج وأب لثلاثة أبناء سألناه عن أسعار السمك فقال إنها تحرق كل من يقترب منها هذه الأيام، وكسابقه علل سبب ذلك إلى انعدام الرقابة في الأسواق، وعن المقاطعة التي تقرر أن تكون يوم 15 أفريل فقال إنه لم يسمع من قبل بهذه الحملة، ولكنه سيقوم بتلبية النداء ولن يقتني السردين في ذلك اليوم، فحسبه كلما تكون نسبة التلبية كبيرة كلما زاد التأثير على الباعة لخفض الأسعار وهو ما سيعود بالنفع على كل المواطنين الذين لم يدخل السردين إلى بيوتهم منذ مدة من الزمن. أما خالتي غنية فهي الأخرى قررت أن تلبي نداء المقاطعة ولا تقتني السردين يوم 15 أفريل، لأنه غالي الأثمان منذ مدة وليس في متناول المواطن البسيط لكنها رأت أنه لابد أن تكون الاستجابة جماعية من طرف عامة المواطنين، فحسبها هناك مواطنون ميسورون لا تهمهم تلبية مثل هذه النداءات بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية فهم يهتمون فقط باقتناء ما يروق لهم من مواد دون الاهتمام لتلبية مثل هذه الحملات التي تخدم المواطن البسيط.