(داعش) يقصف بلدة عراقية ب 40 صاروخا وقذيفة هاون * * العبادي: (جيوش المنطقة لا يمكنها هزيمة تنظيم الدولة) * * الحشد الشعبي يقتل العوائل وينهب ويحرق تكريت * تحول العراق من أرض لأرقى الحضارات إلى أرض بركان يرمي بحممه على المدنيين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وجدوا أنفسهم محاصرين بين نار الدواعش والميليشيات، فالقتل والتهجير بات الطابع اليومي للعراقيين بعد أن عم الخراب والفوضى في كل مكان. قال الرائد عارف الجنابي، مدير مركز شرطة بلدة عامرية الفلوجة في محافظة الأنبار، غربي العراق، الأحد، إن تنظيم (داعش) قصف البلدة ب 40 صاروخ كاتيوشا وقذيفة هاون أسفر عن إلحاق خسائر مادية وبشرية. وأوضح الجنابي أن (تنظيم داعش الإرهابي قصف بلدة العامرية، 23 كلم جنوب الفلوجة، بصواريخ كاتيوشا وقذائف هاون بلغ عددها 40 سقطت على منازل المواطنين والمجمع السكني في البلدة، وأسفرت عن مقتل اثنتين من النساء وإصابة 13 آخرين بجروح بليغة). وأضاف الجنابي أن (قصف تنظيم داعش مستمر على بلدة العامرية لليوم الثاني على التوالي وأسفر عن إلحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة في العامرية)، لافتا إلى أن (قوات الجيش قامت بالرد على مكان إطلاق هذه الصواريخ والقذائف بالمثل وأسفرت عن تكبد تنظيم داعش خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات). وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لمجلة ألمانية إن الجيوش في المنطقة حول العراق ليس بمقدورها هزيمة تنظيم الدولة إذا استمر المتشددون في تجنيد مقاتلين أجانب ملقنين عقائديا. وقال العبادي إن 57 بالمائة من مقاتلي تنظيم الدولة عراقيون، لكنهم لا يسببون مشكلات لأنهم يفرون حينما تدخل القوات العراقية المدن، وأضاف قوله: (المشكلة في 43 بالمائة، وهم مقاتلون أجانب ملقنون عقائديا، يائسون ولا مفر أمامهم. وإذا استمرت داعش في تجنيد أعداد كبيرة من الأشخاص من بلدان أخرى، فلن يستطيع أي جيش في منطقتنا التصدي لهم). وقال العبادي إنه يجب على الأجهزة الأمنية الحكومية أن تتخذ إجراءات لحماية الشباب من تنظيم الدولة (الطريقة ذاتها التي تلاحق بها شبكات استخدام الأطفال في الأعمال الإباحية في أنحاء العالم). وأضاف العبادي قوله إن ألمانيا يمكنها القيام بدور رئيسي في دعم جهود محاربة (الدولة) لأن لديها الأسلحة التي يحتاج إليها العراق، لا سيما أجهزة التعامل مع المتفجرات، وقال إن برلين يجب أن تقدم المساعدة بالنظر إلى أن مئات الألمان يقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية. وتقول أجهزة الأمن الألمانية إن نحو 600 ألماني انضموا إلى الجماعات المتشددة في سورياوالعراق. وقال العبادي إن التعاون مع جهاز الاستخبارات الخارجية لألمانيا جيد للغاية، وإن العراق يزوده بأرقام الهواتف التي يستخدمها الألمان الذين يقاتلون لحساب تنظيم الدولة في الاتصال بألمانيا. وقال العبادي إن تحرير مدينة تكريت من قبضة تنظيم الدولة في الأول من أفريل أمر يبعث على التفاؤل، لكنه استدرك بقوله إن التنظيم ما زال خطرا بالغا، وأضاف قوله: (إنهم مستمرون في تجنيد أناس ولديهم موارد مالية هائلة ولا يستطيع جيش نظامي مواجهتهم بمفرده). ضمن سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران أكدت مصادر مطلعة للتغيير قيام تلك الميليشيات بإعدام العوائل التي تم اعتقالها عند دخول تكريت بمن فيهم النساء والأطفال، مبينا أن بعض جثث المغدورين تم العثور عليها بمنازلهم في المدينة. وأضافت المصادر أن عدد المحال والمنازل المتضررة جراء تلك الجرائم بلغ ثمانمائة محل وأكثر من ألف منزل بين مسروق ومحروق ومفجر معلنة في الوقت ذاته قيام تلك الميليشيات بحرق الجامع الكبير بتكريت ومستشفى التأهيل الطبي والمستشفى العسكري ودائرة صحة صلاح الدين، فضلا عن سرقة آليات مديرية بلدية تكريت وبلغ عدد المحال والمنازل المحروقة والمنهوبة في تكريت 800 محل وأكثر من 1000 منزل. من جانبه، أشار محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، الموالي للحكومة العراقية الحالية التي يرأسها حيدر العبادي الشيعي، أن ما عرض في وسائل الإعلام عن عمليات نهب وسلب وخرق كان مبالغ فيه، لافتا إلى أن ما تم رصده هو حالات فردية محدودة يجري التعامل معها بحزم. وهذا التعليق من جانب المحافظ دفع بعض النشطاء للتعليق عليه قائلين: (يعني يا جبوري اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، يا جبوري أوهمك جلاوزة الإيرانيين الفرس بذلك ولن يصدقك الناس، وهذا حقدكم على أهل السنّة وديرة بو عدي، لكن اللّه يرحم عراق صدام لو واحد يسرق دجاجة جابوه). وفي بيان للحراك الشعبي العراقي أدان الحراك عمليات النهب والتخريب بتكريت واعتبرها تمثل استهدافا واضحا للمكون السنّي في العراق وأدان عمليات السبع والنهر التي جرت في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وذكر البيان أن الاعمال التخريبية وسرقة المنازل وحرق المحال التجارية بعد نهب محتوياتها، والتي تشنها الميليشيات المتنفذة المدعومة من الحكومة وإيران عقب اقتحامها لمدينة تكريت تمثل استهدافا منهجيا للمكون السنّي لتحقيق هيمنة النظام الحاكم في طهران على العراق. ومن جانبها، أدانت قيادات الجيش العراقي السابق عمليات السلب والنهب التي شنتها الميليشيات المتنفذة بعد دخولها مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية السابقة أن الأعمال التخريبية التي شنتها الميليشيات داخل مدينة تكريت تمثل انتهاكا سافرا لحقوق الإنسان لارتكابها الأعمال الممنهجة التي يدعمها النظام الإيراني في إطار استهداف المواطن العراقي وتدمير البنى التحتية للمدينة.