"أخبار اليوم" تقتحم عالم المشعوذين وتكشف المستور تنجيم...افتراءات وأفعال شركية بمبالغ خيالية * سعر الحصة الواحدة يصل إلى 1 مليون سنتيم * دجّالون يغزون الأماكن العمومية لممارسة المحظور لا يزال المجتمع الجزائري يعاني من وباء اجتماعي خطير ألا وهو ظاهرة السحر والشعوذة وكثرة السحرة والمشعوذين في المجتمع، رغم جميع الدروس الهادفة والمواعظ المقدمة من طرف أئمة المساجد إلا أن السيناريو يتواصل، بل أدى إلى تخليف وفيات بسبب العقاقير والخلطات المجهولة المستعملة. ملاك أنور على الرغم من أنها جريمة محرمة شرعا ومعاقب عليها في القانون الوضعي الجزائري إلا أن بعض السذج لازالوا ينغمسون في ذلك العالم المشبوه ويتفنون في أساليب الشرك بالله ككبيرة من الكبائر. ولم يعد السحر يفرق بين الأجناس أو المستويات العلمية فتلجأ إليه المرأة والرجل، الجاهل والمثقف، الفقير والغني. النساء الأكثر لجوءا للمشعوذين ربما من المعروف والمتداول في المجتمع الجزائري أن غالبية المتوافدين على المشعوذين والمشعوذات من النساء من جميع الفئات العمرية خاصة مع ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر سن الزواج، فالطلب الجوهري عند قصد العرافة أو المشعوذ الزواج والمحبة وحتى أن البعض يطلب التفريق بين الزوجين ويفد إلى العراف لأجل ممارسة أمور شيطانية خطيرة من دون أن ننسى طلب الجاه والنجاح والغنى إلى غيرها من الأمور الغريبة، في هذا الصدد اقتربت (أخبار اليوم) من بعض النسوة لسؤالهن عن الموضوع المثار، قالت إحدى السيدات إنها بالفعل تسمع عن السحر وتتخوف منه لاسيما مع كثرة الحديث عنه في الآونة الأخيرة وبشكل ملفت للانتباه لم نشهده في السنوات الماضية لكنها في الحقيقة لا تؤمن به وإيمانها القوي هو بالله تعالى القادر على كل الأمور وعلى النفع والضرر فهو الملك القيوم. أما ريم فقالت إن انتشار الظاهرة جعلها تشك في كل من حولها حتى تحول لديها الخوف إلى وسواس، فالكل ينطق بالسحر، القنوات التلفزيونية، الجرائد، الحصص الإذاعية، فبالفعل زرعوا الخوف في القلوب ومن الواجب التحلي بالإيمان والأذكار والقرآن في كل وقت وحين. وعن فرضية لجوء النسوة بكثرة إلى السحرة هناك من أيد وهناك من رفض لاسيما وأن المستويات العلمية التي بلغتها النسوة من شأنها أن تبعدها عن تلك المتاهات ولم يعد يقتصر الأمر على الفئة الجاهلة التي باستطاعتها القيام بأي شيء وأذية الناس. أخطر أنواع السحر يصنف العارفون في خبايا ذلك العالم الغريب السحر إلى أنواع كثيرة شاعت كلها في مجتمعنا، وللأسف نجد من بينها سحر التفريق ومعناه أن يأتي الشخص إلى الساحر ويطلب منه التفريق بين زوج وزوجته، فيطلب الساحر اسم الزوج واسم أمه ثم يطلب أثرا من ثوبه أو شيئا يستعمله، ويحدث نوع من الكره، كثرة الشكوك بينهما، شجار مستمر لأتفه الأسباب كلها تعتبر أعراضا من هذا النوع من السحر، وهناك سحر المحبة يصنعه العراف أو العرافة لكي يحبب المرأة لزوجها أو كما يقول البعض (جلب الحبيب)، إذ تقوم الدجالة بإيهام الفتاة أن هذا النوع من السحر سيعيد لها حبيبها أو سيوقعه في غرامها. إلى جانب سحر التخيل وفيه يرى المسحور الأشياء الثابثة تتحرك والمتحركة ثابثة، إلى جانب شيوع سحر آخر في مجتمعنا وهو سحر الخمول، بحيث يقوم هنا الجني بالاستحواذ على مخ المسحور ليصدر أوامر تنتهي بالكسل والخمول والانطواء، وسحر الجنون الذي يتم عن طريق جني يدخل جسم الشخص المسحور ويتمركز بمخه ليجعله شديد التفكير والتصرف وترافق المريض بعض الأعراض كالنسيان، الشرود والذهول، عدم الاستقرار في مكان واحد، عدم الاستمرار في عمل معين، إلى جانب سحر الهواتف وفيه يشغل الجني تفكير المريض، فيشغل ذهنه وخياله في كل الأوقات في المنام واليقظة فيتمثل له في الحيوانات المفترسة والمفزعة وفي اليقظة يناديه بأصوات يعرفهم المصاب أو أصوات غريبة، يدخل في نفسه الشكوك والوسواس إذا طال به الأمر يؤدي إلى الجنون، وآخر نوع هو سحر تعطيل الزواج الذي يعرف هو الآخر انتشارا في مجتمعنا ويوكل في هذه الحالة جني يأخذ اسم البنت واسم أمها ويترصدها حتى يدخل فيها من أعراضه الخوف والفزع الشديد، الغفلة عن ذكر الله، وهناك بعض الأئمة من يقول إن الفتاة تدخل في حالة الخوض في المحرمات والشهوات المحرمة. انتشار كبير للدجالين في الأماكن العامة ما شد انتباهنا أكثر هو العدد الهائل للمشعوذين في الأماكن العامة، بحيث نجدهم يركضون وراء العابرين لممارسة طقوس الدجل والحصول على أرباح مما يؤكد أن السحر طريق ملتوي للانقضاض على جيوب الزبائن، وقد تقصينا معلومات عن دجالة تقطن بعين طاية بالعاصمة وهي تحاول جلب الزبائن بادعائها أنها عرافة ماهرة وأن والدها كان مشعوذا معروفا، وهي تحاول جذب النسوة بعد تبادل الحديث معهن خاصة في وسائل النقل العمومي، وتحاول الاستفسار عن حالاتهن الاجتماعية لنهب أموالهن، وهي تقول لأي فتاة تلتقي بها إنها مصابة بما يعرف (بالتابعة) ويجب عليها الاغتسال بالخل والملح لمدة 3أيام ليزول الأذى، مع طلبها مبلغ5000دج أو 10000دج مقابل تقديم بخور خاص يعجل زواجهن، كما تنصحهن بوضع (الهبّالة) لجلب الرجال وتفضل أّن تنتقل إلى بيوت النسوة لمعالجتهن، وحسب ادعائها فهي بمجرد أن تضع يدها على المريض يشفى، وهي ليست الوحيدة فهناك خالتي زينة كما يناديها الكل بضواحي سيدي موسى التي تقرأ المستقبل كما تدّعيه على القمح باستعمال الغربال. مشعوذون يتخفون وراء الرقية نجد بعض المشعوذين يتخفون وراء ستار الرقية الشرعية لكسب الزبائن، فهناك مشعوذ بشفة يدعي إمكانيته عمل سحر للزوجة لتجعل زوجها خاتما بإصبعها وللسيطرة عليه وذلك بالكتابة على صحن أبيض بالزعفران وماء الورد، وكذلك وضع الطلاسم على الحناء والشموع، كما يقرأ البعض من العرافين على العطر وينصح بالرش على الشخص المراد إخضاعه، وكذلك حرق الفلفل الأحمر مع ذكر بعض التعويذات، وكذلك هناك من يطلب القيام بالسحر بالصورة لسلب العقول وحتى هناك من يتجه للمشعوذ من أجل الرزق والمال والنجاح في الدراسة. ومن أسباب انتشار هذه الظاهرة المشينة بل والخطيرة نقص الوازع الديني وضعف الإيمان، بحيث يلجأ هؤلاء إلى السحرة المشركين بالله بدل اللجوء إلى الله تعالى والإيمان بالقضاء والقدر والتكثيف من الدعاء لمجابهة المحن والابتلاءات.