تتنوع الأزياء التقليدية الأصيلة في الجزائر وتتخذ من أصول بعض المناطق اسما لها، ونحن اليوم لنا موعد مع الملحفة الشاوية كلباس اتخدته المرأة الشاوية في جبال الأوراس الشامخة واتخذت الملحفة أسماء متنوعة على غرار الملحفة، اللحاف، الذهبة، الشطاطة، أخلال، أديل، والحولي،.... إلا أنها تسميات متعددة للباس واحد جمع بين العديد من المناطق الجزائرية على غرار الأغواط، الجلفة، تلمسان، غرداية، خنشلة، باتنة، القبائل الكبرى وغيرها من الولايات، بحيث وحّد ذلك اللباس التراثي العريق بين مناطقنا الشاسعة على الرغم من بعض اللمسات العصرية التي لحقته في هذه الآونة تبعا للموضة ومتطلبات بعض النسوة خاصة وأنه صار هنداما حاضرا بقوة في الأعراس والمناسبات العائلية مما ألزم بعض الحرفيات على إضافة بعض الروتوشات الخفيفة التي لا تمس بأصالة اللباس العريق. وعادة ما يرافق لبس الملحفة استعمال بعض الإكسسورات التي تضيف لمسة للباس وهي المشبك المثبت للملحفة على الكتفين كونها تكون في مجملها قطعا منفصلة من القماش توصل فيما بينها كاللحاف الذي استنبط منه اسم الملحفة، إلى جانب الغطاء الرأسي أو (القنور) الذي هو عبارة عن تصميم متكون من مناديل فوق الرأس معبرا عن الأصل النبيل للمرأة، وكلما كان القنور كبيرا كلما كان مكانها في الهرم الاجتماعي مهما. من دون أن ننسى الأساور المتبوعة بالملحفة والتي تكون من الفضة بحيث تتزين المرأة بالأساور إلى غاية المرفق وقد تصل أحيانا إلى 20 قطعة، إلى جانب الخلخال، بحيث تزين الأقدام بأساور تحمل اسم الخلخال وهو من العناصر ذات الصلة الشديدة باللبس سواء كان حضريا أو ريفيا وتكون أساور الأقدام متبوعة بالأقراط ذات أحجام كبيرة من أجل ضمان بروزها وتعليقها بالأذنين وعدم إخفائها بالشعر كونها تضفي جمالية على الملحفة. وللتمسك بذلك اللباس العريق انطلقت بعد أول أمس بدار الثقافة علي سوايحي بمدينة خنشلة مسابقة جهوية لأحسن ملحفة تقليدية بطابع عصري والتي تدوم إلى غاية 17 ماي الجاري وذلك بمناسبة إحياء شهر التراث حسب ما لوحظ، وقال مدير دار الثقافة عبد الصمد مسعود بأن هذه المسابقة في طبعتها الثامنة هذه السنة تهدف إلى المحافظة على التراث المحلي المادي، معتبرا الملحفة رمزا من رموز المرأة الأوراسية والجزائرية، وأضاف نفس المصدر بأن الملحفة التقليدية ستظهر بطابع عصري وذلك بإضافة لمسات معاصرة على اللباس دون أن تفقده جماله وأصالته. وتتنافس في إطار هذه المسابقة حرفيات من ولايات مجاورة على غرار تبسةوباتنة للظفر بالمراتب الثلاث الأولى ما سيمكنهن من المشاركة في الأسبوع الثقافي لولاية خنشلة بقسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ومن جهتها أضافت المكلفة بتسيير مصلحة التنشيط بدار الثقافة أنه من المرتقب أن يصل عدد المشاركات إلى 25 حرفية سيخضعن إلى قرار لجنة تحكيم من أهل الاختصاص أي من المتكونين في الخياطة بمراكز ومعاهد التكوين المهني.